أن تحرك الساكن فذلك في الغالب أمر مستطاع. أما أن تتجه بذلك السكون إلى الأعلى وترتقي به فذلك ما يمكن أن نسميه السمو بالمشاعر. وفي عرف الناجحين ليس هناك قوائم انتظار لأنهم بطبعهم متأهبين ومهيأين للفرص بل وقادرين على صناعتها أيضا. في كتاب للدكتور "جوي ديسب" يتحدث عن كيفية فقد العقل وإنشاء ذاكره جديدة. استمتعت باستعراض التسلسل المنطقي لتطور الأفكار في عقولنا . هناك هدوء طبيعي في تطور الأحداث يدفعنا لتقبل الأمور. ومن رحمة الله و لطفه علينا في كثير من المواقف أ ن تمر بنا مؤشرات تجعل من ترتيب أوراقنا أمرا حتميا. الوقوف على الذكريات بالنسبة للنفس البشرية أمر غير مستغرب لأنها جبلت على على التكيف و التأقلم مع الواقع. أعود للكاتب الذي يلخص المشكلة في أننا لا نتوقع الأسوأ و بالتالي نفاجأ عندما نواجه موقفا سلبيا في حياتنا. ويتساءل لماذا ننتظر حتى يصبح من الصعب علينا العودة إلى نقطة البداية ؟ نحن نترك المجال مشاعرنا تتحكم في ردود أفعالنا لذلك فهو يرى أننا لابد و أن نحلل الأحداث بشكل مستمر حتى نتمكن من التعامل مع المواقف وكأنها روتين يومي اعتدنا عليه. نحن نستطيع أن نضع أنفسنا في الواقع الذي نرغب في العيش به وكل ما علينا فعله هو بعض الجهد حتى تتحول السلوكيات إلى عادات. والقدرة على برمجة الذات مهمة أيضا لكسر مستويات من اللاوعي تستحكم على عواطفنا فقط لأننا لم نحاول أن نتحرر من سلسلة الماضي. وبعيدا عن الكتب أو التنظير أعتقد شخصيا أن الأفكار ماهي إلا عناقيد من العنب تتدلى داخل ذواتنا فتطرح مرارتها أو حلاوتها على شخوصنا. ونحن من يسمح لتلك العناقيد أن تتمدد كالجذور داخل أرواحنا لتتسلل مرارتها إلى حياتنا ومن حولنا إن كانت تحمل قسوة في الحياة. لننتظر حتى يحين موسم الحصاد فعندها حتما سنسعد بجمال الحياة من حولنا. فقط كل ما عليك هو ان تقطف حبات العنب عندما تجد نكهتها في كل تفاصيل حياتك وتنفذ بهدوء الضوء الى روحك.
مشاركة :