مزارعو الأحساء يستعدون لموسم حصاد «أفخر» أنواع الأرز

  • 11/5/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مع اقتراب شهر كانون الأول (ديسمبر)، يستعد المزارعون في واحة الأحساء لموسم حصاد «الأرز الحساوي» الذي يُعد من أفخر أنواع الأرز في السعودية، ويفوق سعره نحو ثلاث مرات أسعار أنواع الأخرى المستوردة، ويقدم هدايا «فاخرة» بسبب فوائده الصحية في معالجة الكثير من الأمراض، وحضوره في بعض المناسبات الاجتماعية. واشتهرت الأحساء منذ القدم بزراعة «الأرز الحساوي»، خصوصاً في الضواحي المنخفضة التي يحيط بها النخيل من كل جانب. ويعد الأرز الحساوي من أبرز المحاصيل الزراعية ليس لسكان المنطقة الشرقية فحسب بل لدول الخليج، وهو بوجه عام من المحاصيل المهمة، بصفته وجبة رئيسية على المائدة عند بعض الأسر، خصوصاً في شهر رمضان. ويعتقد أن بذور «الأرز الحساوي» جاءت من الهند أو العراق، بحكم التبادل التجاري بينهما وبين الأحساء قديماً. وبدأت تنتشر البذور وتتكاثر في الأحساء، إذ كان الإنتاج وفيراً في كثير من قرى المنطقة ومدنها مثل الهفوف والمبرز، وذلك لوفرة المياه، ما شجع المزارعين على زرعه. غير أن هذا الوضع اختلف الآن، بسبب عوامل بيئية واقتصادية أدت إلى تقلص المساحات المزروعة بالأرز، إذ تصل كمية الإنتاج في الوقت الحالي إلى 180 هكتاراً، وفق ما ذكرته «وكالة الأنباء السعودية» (واس). وتكمن أهمية «الأرز الحساوي» بأنه ذو قيمة اجتماعية، بصفته رمزاً للضيافة والكرم والاحتفاء بالضيف، وله قيمة صحية وغذائية للمسنين لاحتوائه على نسبة عالية من الحديد، وينصح النساء بأكل الأرز لما فيه من مواد غذائية كثيرة عالية الجودة، أبرزها الحديد والكربوهيدرات والفيتامينات، خصوصاً «الفيتامين ب»، وكذلك الزيوت النباتية والألياف ذات الأهمية القصوى في الغذاء. ووفق ما نشرته «الحياة» في وقت سابق، تقوم بعض هذه المواد بامتصاص الأحماض والكوليسترول، وتعطي راحة للأمعاء والمعدة، وهو لا يسبب أية انتفاخات أو غازات، ومعظم تلك المواد تتركز في القشرة الداخلية لحبة الأرز، وفيها المواد الغذائية. ويُقدم «الأرز الحساوي» إلى المصابين بآلام المفاصل وكسور العظام، وللمرأة النفساء تعويضاً لها عما فقدته من مادة الحديد الموجودة فيه بنسبة عالية. ويسجل «الأرز الحساوي» حضوراً لافتاً على موائد الإفطار الرمضانية في الأحساء، باعتباره الوجبة المفضلة لأبناء المحافظة، ويحظى بشعبية واسعة على مستوى الخليج العربي، وتعده بعض الأسر وجبة رئيسة طوال العام، وإن كان له حضور خاص في شهر رمضان وغيرها من المناسبات. ويعتبر الأرز من النباتات الصيفية، ويحتاج إلى درجة حرارة تتراوح بين 30 و40 درجة مئوية، إلى جانب حاجته إلى الضوء لمدة طويلة، إضافة إلى تربة طينية ثقيلة ذات حموضة خفيفة، كي تحتفظ بالماء لفترات طويلة. ومن المعروف أن الأرز يستهلك كمية كبيرة من الماء، لذلك يجب أن تكون زراعته في الضواحي التي تكون محاطة بالنخيل. وتبدأ عملية الحصاد بربطه على هيئة حزم، ويُنقل لاحقاً ليُفرش ويترك لأيام عدة حتى يجف، بعد ذلك يفصل الشلب عن النبتة الأصلية للأرز وتسمى عملية الدراس أو «التذرية»، ويتم ذلك آلياً فيعطي نوعاً من الأرز يسمى «شلب»، وهو غير صالح للأكل، ويحتاج إلى عملية أخرى لنزع «الشلب» (القشر الخارجي) بطريقة آلية، وبعد تنقيته يفصل الأرز الصافي الذي يبدأ تسويقه وبيعه، فيما تستخدم بقايا الأرز علفاً للحيوانات. وتتركز زراعة الأرز حالياً شمال الأحساء، وتحديداً في قرى القرين، والمطيرفي، والوزية، وينتج الهكتار نحو طنين ونصف الطن، ويبلغ متوسط سعر الكيلو من 25 إلى 30 ريالاً، علماً أن السعر يعتمد على نوعية الأرز وجودته. ويعمد المزارعون في الأحساء قبل بدء زراعة الأرز إلى حرث التربة وتنظيفها من الشوائب، وتترك للتشميس أسابيع عدة، من أجل تهيئة الأرض، إلى أن تأتي مرحلة الزراعة لاحقاً التي تتم على مرحلتين، الأولى اختيار مكان البذور، التي تُزرع خلال شهري أيار (مايو) وحزيران (يونيو)، بنثر الحبوب في مشتل كبير، وتغطى بطبقة من الطين السميك، ثم تروى بالماء في شكل يومي في البداية، ثم ينظم الري بعد ذلك كل ثلاثة أو أربعة أيام حتى تكبر البذور وتتحول إلى شتلات، ويستمر ذلك لمدة شهرين تقريباً. أما المرحلة الثانية فتأتي بعد شهرين تحديداً في تموز (يوليو) وآب (أغسطس)، إذ يتم خلالها نقل الشتلات إلى الأرض المخصصة التي سيزرع فيها زراعة دائمة وفق النوع، وتغرس الشتلات في أرض مغمورة بالماء، ويجب أن تستمر عملية الري في مدة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أيام، والتوقف لمدة تصل إلى خمسة أيام، ثم يعاود الري مرة أخرى، وتستمر الحال إلى أن يأتي موسم الحصاد أواخر كانون الثاني (يناير).

مشاركة :