«حكايا مسك» يواصل استحضار تضحيات أبطال الحد الجنوبي

  • 11/5/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

شهد مهرجان «حكايا مسك» المُقام في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية لليوم الثاني على التوالي حضورًا كبيرًا، حيث بلغ عدد الزوار مع نهاية يوم أمس الأول الخميس، 35081 من مختلف شرائح المجتمع، وتنوّعت زياراتهم بين التسجيل في ورش العمل والندوات المُقامة في الأقسام الإبداعية، وشراء أعمال إبداعية من الشباب والشابات المشاركين في سوق حكايا، وحضور فقرات مسرح حكايا، الذي شهد تفاعلًا مع ما تم عرضه من أفلام، ومسرحية، إضافة إلى فقرة «حكايا المرابطين». المغلوث: أبطالنا يقومون بعمل كبير في فقرة «حكايا مرابطين» على مسرح حكايا، اعتبر الدكتور عبدالله المغلوث (أستاذ الإعلام والكاتب الصحفي) أن الواجب حتّم عليه السفر إلى الحد الجنوبي وتغطية أحداث الحرب الدائرة هناك، مبينًا أن ستة أشهر متواصلة لم تكف لإظهار جزء من حكايا المرابطين على الحد الجنوبي للمملكة، بل أنها تمثل شهادة على التقصير الكبير بحق المرابطين في الحد الجنوبي، وشهادة أخرى بأنهم يقومون بعمل كبير في سبيل الدفاع عن الوطن يحتاج إلى أعوام لرصده، وليس شهورا. وعن تجربته مع المرابطين في الحد الجنوبي، أوضح أنه زارهم والتقى بهم على الحد، مضيفًا: «رأيت أنه لابد من توثيق الزيارة للجنود الأبطال لما رأيته من شجاعه وتضحيات في سبيل الدفاع عن الوطن، ومن ثم عرضه في موقع (اليوتيوب)، مبينًا أنه تم تسميه العمل بـ»باب البطل»، مشيرًا إلى أنه عمل قصير لم يتجاوز 14 دقيقه، لكنه احتاج إلى 6 أشهر متواصلة من العمل فيه لإظهار جزء من حكايا المرابطين من خلال الإلتقاء بـ70 بطلا عسكريا. واستحضر الدكتور المغلوث قصة البطل السعودي عامر الرميح، الذي أصيب في الحد الجنوبي أثناء إنتشال جثة أحد الشهداء مع زملائه، فقصته تجمع الكفاح والشجاعة وتثبت أن المواطن السعودي رجل «مخلص» لوطنه ومجتمعه. وأشار المغلوث إلى أن المواطن السعودي «غالي حي أو ميت»، إذ أن قصة البطل عامر الرميح تعد رسالة عظيمة توضّح مدى قيمة المواطن السعودي، ومدى تقاربه مع وطنه وأسرته، مدللًا على ذلك بلقاء الرميح مع زوجته بعد إصابته وتأسفه منها على التقصير تجاهها. والطيار السعودي حسين القحطاني، وفصول قصته وبداية طريقه للوصول إلى قمة الشجاعة، وتكريمه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بعد إنقاذه لزميله من الموت أثناء إنفجار كبينة الطائرة الحربية التي يقودها من علو 30 قدما، حيث هبط بها إلى المدرج بسلام رغم صعوبة الموقف. كما استحضر الدكتور المغلوث بعض القصص للمرابطين على الحد الجنوبي ومنهم وكيل الرقيب طواشي النجعي الذي كان في خيمته بالحد الجنوبي وسمع أن زملائه تعرّضوا لهجوم، فذهب للقيام بالواجب رغم أن التكتيكات العسكرية تمنع ذلك، إذ تقدم نحو الموقع، وأثناء توجهه لموقع الهجوم لإنقاذ زملائه تعرّض لطلقة نارية في كتفه ورغم الألم، إلا أنه لم يتوقف، وكان يبكي ليس بسبب الألم ولكن لخوفه من أن تمنعه الإصابة من مساعدة وإنقاذ زملائه من الهجوم، إضافة إلى عدم العودة للميدان». كما استشهد الدكتور عبدالله المغلوث بالشهيد عبدالرزاق الملحم والذي انتهت مهمته في الحد، إلا أنه أصر على العودة مع زملائه في الحد الجنوبي، مشيرًا إلى أنه توسل قادته للسماح له بالعودة إلى هناك، حيث أستشهد في ميدان الشجاعة من أجل حماية الوطن. وأضاف: «كان زملائه قلقين في طرقة إبلاغ والده بخبر استشهاد ابنه عبدالعزيز، إلا أنه فاجأهم عند وصوله للحد الجنوبي بقوله (أشوف أبني فيكم.. وأبني مشعل مشارك في الحد أيضًا)». وحذّر الدكتور عبدالله المغلوث حضور مسرح «حكايا مسك» من بعض ما يروّج له الإعلام المعادي من خلال إرسال رسائل كاذبة بأن المرابطين على الحد الجنوبي تكبّدوا خسائر كبيرة، وغيرها من الأكاذيب الأخرى، مشيرًا إلى أن تلك الرسائل غير صحيحة، وأن ما يحدث هو العكس، إذ تتحق إنتصارات متوالية سيسمع بها البعيد قبل القريب. وأشار في ختام استعراضه لـ»حكايا المرابطين «على مسرح «حكايا مسك» إلى أن أمهات وزوجات المربطين والشهداء في الحد الجنوبي هم من يستحقون التقدير والدعم لهم بسبب تربيتهم لأبناء مخلصين لوطنهم، إضافة إلى صبرهم الكبير بسبب البعد عن أسرهم، حيث شهد المسرح تصفيقا حارا من الحضور بعد الإشادة بالمرأة ودورها في دعم وحماية الوطن. سوق حكايا.. لوحة فنية متكاملة إضاءات خافتة تزيّن ممر «سوق حكايا»، و15 رساما ورسامة، اصطفوا على جانبيه، يمارسون هوايتهم الإبداعية باختلاف خاماتهم لتتصدّر لوحاتهم وأقلامهم وألوانهم المشهد، صامتين لا يأبهون بأصوات خطوات الزائرين. تلك الأجواء حوّلت «سوق حكايا» إلى لوحة فنية مجتزأة من أشهر الشوارع السياحية ببرشلونة والمعروف باسم «رامبلا ستريت»، فلا شيء يعلو حينها على الإبداع، ولا يضاهي جمال أي لوحة سوى لوحة أخرى. لوحات الرسامين وأعمالهم الفنية عرضت للبيع في «سوق حكايا»، فكانت محط أنظار الكثيرين من الزوار، فمنهم من فكر في اقتناء صور مرسومة لشخصيات بارزة، وآخرون فضّلوا الاتفاق مع رسام على رسم لوحات شخصية لهم، حتى بعض الشعراء الزائرين للسوق عقدوا اتفاقيات سريعة مع عدد من الرسامين لتصميم وتنفيذ أغلفة دواوينهم الشعرية. أحد الرسامين المشاركين بسوق حكايا (سلطان ماجد) والمتخصّص في رسم بورتريهات شخصية، يؤكد خلال انهماكه برسم لوحة لأحد الزوار، تفاعل الكثير من الزوار مع الرسومات المعروضة والفن التشكيلي بشكل عام. وقال: « أرسم الصور الشخصية على مقاسات مختلفة وبخامات متعددة بحسب رغبة الزبون»، مستعينًا بمواقع التواصل الاجتماعي للترويج لأعماله بشكل أكبر واستقبال الطلبات من خلالها. في حين أبدى الرسام منصور فلاتة، تفاؤله حيال اهتمام الجيل الجديد بالرسم. زوجة الشهيد ثامر العنزي.. ترثيه بكلمات الفخر والعزة «أنا فخورة بأنني أرملة الشهيد ثامر».. ردّدتها أماني زوجة الشهيد ثامر العنزي أكثر من 6 مرات على «مسرح حكايا»، وذلك خلال استضافتها على مسرح حكايا في فقرة «حكايا المرابطين» التي شهدت حضور والدة زوجة الشهيد الذي لقى استشهاده في ميادين العزة والشرف في الحد الجنوبي. وبنبرات يملاؤها الفخر تقول زوجة الشهيد العنزي أماني أن أصعب خبر وصلها بعد وفاة والدها هو استشهاد زوجها ثامر على الحد الجنوبي، مشيرة إلى أن من بلغها بخبر استشهاده هي والدتها. واستحضرت أماني اللحظات التي سبقت استشهاد زوجها، حيث تؤكد أن آخر رسالة وصلت إلى هاتفها الجوال كانت قبل ساعات من استشهاد ثامر، إضافة إلى أنه أرسل صورة له وهو مبتسم، مشيرة إلى أنها ذهبت لإنهاء دورة تدريبية حضرتها، وأثناء عودتها إلى المنزل كانت تصطحب معها هدايا لأمها، الا أن إحساسها في ذلك اليوم كان غريبًا. وأضافت:» اتصلت على زوجي لكنه لم يرد على اتصالاتي، وبعد اتصالات عدة، ومن ثم عودتي للمنزل وجدت أمي تبكي، وتأكدت أن زوجي استشهد في الحد الجنوبي لأنه بالفعل يتمناها في كل يوم»، مشيرة إلى أنه أصيب بقذيفة أثناء مواجهته مع الحوثيين، موضحة أن زملاء زوجها أبلغوها بأن الشهيد تمكّن من قتل ٣٠ حوثي أثناء مواجهتهم. وواصلت حديثها عن زوجها الشهيد ثامر، وأكدت أنها فقدت كل شي بعد وفاته، وأنها لا تملك سوى الدعاء له بالرحمة ولجميع الشهداء في الحد الجنوبي للمملكة. في المقابل لم تكن أم سيف مجرد أم زوجة للشهيد ثامر فقط، بل كانت هي الأم، والمربية أيضًا، حيث تحدث عن الشهيد من على مسرح «حكايا مسك»، معتبرة أنه هدية من الله لها ليكون شفيعا لها في الآخرة إن شاء الله. وأكدت أنه شاب شجاع لا يهاب الموت، حيث كان يطلب الشجاعه في كل يوم، لافتة إلى أنها حرصت على تربيه الشهيد ثامر أفضل تربية حتى التحق بالوظيفة، ومن ثم تزويجه لإبنتها أماني قبل مغادرته الى الحد الجنوبي، موضحة أنها مستعدة للتضحية بنفسها وبأبنائها سيف ومحمد في سبيل الدفاع عن أرض الوطن الغالي.

مشاركة :