قال مصدر مطلع أمس "إن صندوق الثروة السيادي الليبي البالغة قيمته 67 مليار دولار سيلجأ إلى محكمة الاستئناف البريطانية، بعدما رفضت قاضية في المحكمة العليا منحه الإذن للطعن على حكمها في دعوى أقامها الصندوق على "جولدمان ساكس" للمطالبة بتعويض قيمته 1.2 مليار دولار". وردا على طلب الصندوق رفضت القاضية فيفيان روز منحه الإذن للطعن على حكمها الصادر في تشرين الأول (أكتوبر) الذي أسقطت فيه دعوى المؤسسة الليبية للاستثمار بحق البنك الأمريكي العملاق فيما يتعلق بتسعة تداولات في مشتقات الأسهم جرت عام 2008. وبحسب "رويترز"، فقد ذكر المصدر أنه من المرجح الآن أن تسعى المؤسسة الليبية إلى الاستثمار للحصول على إذن من محكمة الاستئناف. وبإمكان المتقاضين طلب إذن من محكمة الاستئناف للمضي قدما في الطعن إذا رفض قاضي المحاكمة السماح بذلك، وقالت المؤسسة في أوراق الدعوى "إن الطعن سيقتصر على أربع معاملات جرت في نيسان (أبريل) 2008 وبرنامج تدريب منحه "جولدمان ساكس" لهيثم زرتي الأخ الأصغر لمصطفى زرتي المسؤول المهم في المؤسسة في ذلك الوقت. وأفاد روجر ماسفيلد المحامي لدي المؤسسة الليبية للاستثمار للمحكمة بأن عرض التدريب كان رشوة بموجب القانون المدني، فيما أشار ذكر "جولدمان ساكس" في بيان عبر البريد الإلكتروني إلى أنه لا يوجد أساس للطعن على أساس أن الحكم نص بوضوح على أن التدريب لم يكن له تأثير جوهري في قرار زرتي وفي دخول المؤسسة الليبية للاستثمار في معاملات نيسان (أبريل). وتمخضت معركة قانونية استمرت على مدى عامين ونصف العام بين "جولدمان ساكس" وصندوق الثروة السيادية الليبي، عن انتصار عملاق وول ستريت الذي حصل على البراءة رغم كشف مخجل عن كيفية قيام بعض مصرفييه بأداء أعمالهم. وأصدرت المحكمة العليا في لندن الشهر الماضى حكما لمصلحة "جولدمان ساكس" مع رفض القاضية فيفيان روز حجج الصندوق التي قدمها على مدى محاكمة مؤلمة استمرت سبعة أسابيع. وتشد التفاصيل الصادمة التي تتوالى عن القضية انتباه المراقبين بشدة نظرا لطبيعة الأطراف المعنية واللمحة التي عرضوها عن العالم السري لاستثمارات الصندوق السيادي التي تبلغ مليارات الدولارات. وتركز النزاع على 1.2 مليار دولار دفعتها المؤسسة الليبية للاستثمار إلى "جولدمان ساكس" للاستثمار في تسع معاملات في مشتقات الأسهم، تبين لاحقا أنها عديمة القيمة. وفي أثناء المحاكمة انشغل المراقبون بقصص عن كرم الضيافة بما في ذلك مباريات لكرة القدم والملاهي الليلية والمسرحيات الموسيقية في لندن، وعلى المحك كانت هناك إمكانية الوصول لنحو 35 مليار دولار متاحة للمؤسسة الليبية للاستثمار بعد خروج ليبيا من عزلتها الدولية، ولم يكن مفاجئا أن تتحول طرابلس سريعا إلى نقطة جذب للمصارف الأجنبية ومديري الصناديق. لكن "جولدمان ساكس" لم يكن وحيدا في السعي إلى نيل اهتمام الصندوق، ففي أول عامين من تدشينه استثمرت المؤسسة الليبية للاستثمار بكثافة في بدائل مثل صناديق الاستثمار المباشر وصناديق التحوط والديون متوسطة المخاطر بما في ذلك المشتقات المهيكلة، وفقا لتقرير أعده مختص لدى المؤسسة الليبية للاستثمار كان شاهدا على قدرة الاستثمارات على الاستمرارية.
مشاركة :