يتعلم الأطفال من زوار مهرجان حكايا مسك مهارات كتابة القصة في قسم "المؤلف الصغير"، أحد الأقسام الإبداعية في "حكايا مسك"، وفي جهة أخرى يبصر الكبار الطرق السليمة للتخاطب مع أطفالهم، وذلك عبر المنصة الإلهامية المخصصة لاستخراج مواهب الطفل قبل بدء ورشة عمل تأليف قصته. ويرى مصعب شاهين، ممثل مؤسسة القارئ الصغير والمتخصص في مجال العلوم النفسية، أهمية التركيز على طرق مخاطبة الأطفال، سواءً داخل الفصول المدرسية أو حتى على مستوى الجماهير العريضة. ويقول شاهين: "من الضروري التركيز على وضوح الرسالة المراد إيصالها للطفل وسهولتها، إلى جانب ترك فواصل صمت مناسبة بين الكلمات أثناء مخاطبته بهدف إعطائه مساحة كافية للاستماع، فضلاً عن الثقة العالية بالنفس والتحكم في نبرة الصوت". ولفت إلى أهمية اختيار مجموعة من الكتب المناسبة للأطفال بعد النظر إليها بمنظور نفسي، لإكساب الطفل سلوكاً ينتقل معه إلى المنزل، مبيناً ضرورة الاعتماد على عرض تلك الكتب بأساليب تفاعلية. وأضاف: "يسهم الأسلوب التفاعلي لعرض الكتب على الأطفال في تعزيز المسؤولية والثقة بالنفس لديهم، إضافة إلى مساعدتهم في التعبير عن مشاعرهم وتقبّل الاختلافات البشرية فيما بينهم"، مؤكداً أهمية اختيار صور خلفية مساندة لدور المتخاطب مع الأطفال. وتبدأ انطلاقة موهبة الكتابة للطفل داخل قسم "المؤلف الصغير" بعرض كتب تم تأليفها سابقاً من قبل أطفال موهوبين، بهدف إثارة روح التنافس والتحدي بين أقرانهم، والتأكيد على قدرتهم للقيام بمثل تلك الإنجازات. من جهتها، تحدثت مشاعل العريفي مشرفة رياض الأطفال والمسؤولة عن قسم المؤلف الصغير في "حكايا مسك"، عن طباعة أكثر من 400 قصة ألفها أطفال زائرون للمهرجان، مشيرة إلى إمكانية تبنّي الموهوبين منهم لإنتاج قصص يتم تدشينها وبيعها في المكتبات. وقالت العريفي: "نحتفظ بقاعدة بيانات الأطفال المسجلين في ورش العمل، وبناء على التعاون مع إحدى المؤسسات المتخصصة في تنمية موهبة الكتابة لدى الطفل، فإنه في حال احتياجها إلى مواهب جديدة سيتم الاختيار من هذه البيانات". وحدد متجر الطفل القارئ، وهو أحد أجنحة قسم "المؤلف الصغير" تسعة معايير لتعليم أولياء الأمور كيفية اختيار الكتب الملائمة لأطفالهم، التي يتعلمونها أثناء زيارتهم لهذا القسم بيسر وسهولة. ويلخّص محمد الميرابي، مشرف التسويق بالمتجر، تلك المعايير في البحث عن الفئة العمرية في غلاف الكتاب، واختيار العنوان المحفز للطفل، ومراجعة المحتوى، وانتقاء الموضوعات، والتركيز على الجانب القصصي، إلى جانب الروايات القيمية، والاهتمام بالصور والرسومات، والموازنة بين المتعة والتعلم، وتعليم الطفل كيفية اختيار الكتب التي تستهويه. ويقول الميرابي: "غالباً ما يتم البحث عن الفئة العمرية المخصص لها الكتاب بالنسبة للفئة العمرية ما قبل المدرسة، إلا أنه من الضروري مراعاة اختلاف قدرات وإمكانات الأطفال فيما بينهم، وبالتالي اختيار ما يناسب كفاءة كل طفل". ولفت إلى أهمية معرفة الشخصيات المحببة للطفل، وتحديد هواياته واهتماماته بهدف اختيار الكتاب المناسب له، الذي يتناول ما يمر به من أوضاع، مضيفاً: "بالنسبة لليافعين من الأفضل شراء قصص تمزج بين الخيال والحقيقة". ويؤكد الميرابي عودة الأطفال للكتب الورقية، ما يحتم على دور النشر ضرورة تغيير المحتوى من النمط التقليدي إلى التفاعلي، وتابع: "ثمة كتب تترك المجال أمام الطفل لإكمال كتابة القصة ووضع النهاية التي يرغب فيها، وهو ما يحدث تفاعلاً كبيراً بين الأطفال والكتب الورقية".
مشاركة :