ابتهال الخطيب كويتية شيعية ترفض تبعية شيعة الخليج لخامنئي بقلم: عبدالله مكسور

  • 11/5/2016
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

الفنانة التشكيلية ابتهال الخطيب تعتقد أن المنطقة العربية تمر بمراحل خطيرة تتطلب مراجعة شاملة للوصول إلى المستقبل بكل الثقة التي تضمن الاستمرار فيه. العربعبدالله مكسور [نُشرفي2016/11/05، العدد: 10446، ص(13)] أكاديمية ليبرالية ترى أن العلمانية هي الخلاص الوحيد بروكسل- ليبرالية تؤمن بالفكر العلماني السياسي، آراؤها تثير في كل مرة صدمة في المجتمع الكويتي، تؤمن أنها تسير في حقل ألغام مكتمل الأركان، لكن قناعاتها تدفعها لترسيخ الرضا الداخلي الذي تعيش بين جنباته. ابتهال الخطيب، لا تضع آراءها في خانة الجريئة، وإنما تحيل ذلك إلى الانفتاح الذي يعيشه العالم بسبب اتساع المعرفة، هذا الانفتاح الذي يرفض التقوقع ويحاربه، فالواجب اليوم هو مناقشة كل الآراء والبحث في كلّ ما كان يُعتَبَر في الماضي صادماً مع الفكر المجتمعي، لأن البحث فيه حاجة حقيقية للمستقبل. الهوية الواضحة الوصول إلى المستقبل بهوية واضحة هو الضمان للاستمرار، فكل مجتمع له عاداته وقيَمه. المجتمعات هي من تفرض منظومتها على الأفراد الذين يخافون من المجتمع أكثر من خوفهم من القانون، هذه المفاهيم ستتغير ضمن إطار العامل الاقتصادي وتأثيراته على المجتمع والأفراد كما ترى الأكاديمية الكويتية وأستاذة الأدب الإنكليزي في جامعة الكويت، الكاتبة والناشطة والمترجمة الكويتية ابتهال الخطيب. ولدت ابتهال الخطيب في الكويت في العام 1972، ونشأت في أسرة مثقفة، فقرأت عباس محمود العقاد وبدر شاكر السياب في مراحل حياتها الأولى. والدها القانوني والمحامي الكويتي عبدالعزيز طاهر ملا جمعة أحمد الخطيب، كان هو المحرِّك الرئيسي في حياتها، فهو الذي مهّد الأرضية الصلبة أمامها لتحقق ذاتها وتطرح آراءها الإشكالية في مجتمعاتنا العربية التي تملك من الخصوصية ما يجعلها تتعامل مع بعض الآراء بالكثير من الحساسية. درست الخطيب الآداب والعلوم الإنسانية، وأكملت الماجستير في جامعة إنديانا في بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأميركية، ولتتبعها بعد ذلك بدرجة الدكتوراه من جامعة يال في اختصاص اللغة الإنكليزية وآدابها، وهي فنانة تشكيلية وعازفة بيانو. تنتمي الخطيب إلى مجتمع يقوم في ضفَّتيه على البنى الدينية والعادات الاجتماعية، في ظل هذا أرادت أن تكون مختلفة ما وضعها في مواجهة صادمة جلَبت لها الكثير من التُهَم في ما بعد، هذا الواقع جعلها تؤجّل حلمها الكبير بالمشروع المسرحي العالمي الذي كان مشروعها قبل عودتها إلى البلاد بعد انتهاء دراستها الأكاديمية. العمق العربي يظهر هاجسا في أدبيات الخطيب بوصفه صمام الأمان للجميع، في ذات الإطار بما يتعلق بفهمها لعملية السلام مع إسرائيل، تستحضر التجربة اليابانية بعد الحرب العالمية، المصالحة مع الذات واللجوء إلى البراغماتية بعيدا عن الصدام في سبيل عودة الحقوق إلى جانب اشتغالاتها الأدبية في مجال الترجمة، وكتابتها الصحافية، تؤدي الخطيب مهمتها الأكاديمية في التدريس بقسم اللغة الإنكليزية بجامعة الكويت، وتتخِّذ أستاذة الأدب من الفكر سبيلاً للجدل والنقاش مع الآخرين. بنظرة عامة على مراحل حياتها اليوم، يمكن القول إن ابتهال الخطيب لا تهدف في الطرح المختلف، خروجاً عن المألوف الذي لا يشكِّل هدفاً لها كما تقول مراراً، هذا مردُّه إلى التعليم الذي كان سبباً في إزالة كل الحواجز العائقة للتفكير أمامها، بالإضافة لارتكازها إلى أرضية اجتماعية كانت لها سنداً دائماً في مقولاتها. تعتقد الخطيب أن المنطقة العربية تمر بمراحل خطيرة منذ سنوات، تتطلب مراجعة شاملة سياسية واجتماعية، للوصول إلى المستقبل بكل الثقة التي تضمن الاستمرار فيه، تستند في حتمية التغيير إلى أن الشباب هم الشريحة الأكبر، فالمجتمعات العربية هي مجتمعات فتية. الكويت والبدون في الملف الكويتي الداخلي للخطيب العديد من الآراء حول عمل مؤسسات الدولة التي تحتكم مع المختَلفين معها على القضايا الإشكالية إلى الدستور الذي يضمن حقوق الجميع. لهذا تنتصر الأكاديمية الكويتية لملف البدون، وتدعو إلى حلّه ضمن الإطار القانوني والاجتماعي في الكويت، وفي المنظومة التعليمية تدعو إلى تغيير شامل في المناهج التي تؤدي إلى خلق جيل يرى من زاوية واحدة. تصف الكويت بالبلد الديمقراطي الذي يكفل لأبنائه سقف الحرية المرتفع. لهذا قامت مع أخريات بتأسيس مجموعة 29، التي نظمت العديد من الفعاليات وأبرزها اعتصام أمام جامعة الكويت للضغط في سبيل قبول شباب وشابّات البدون، الذين لا يملكون أوراقـاً ثبوتية بعد انـتهائهم من المرحلة الثانوية. ذلك الاعتصام آتى أُكُلَه فوافقت رئاسة الجامعة على قبول كل مَن يحصل على معدَّل فوق 90 بالمئة في الثانوية العامة، ففي تعاملها مع كل القضايا التي تشتغل بها، تبحث الخطيب دوماً عن مخارج قانونية لطرحها في رؤيتها للحل لأيّ ملف. الخطيب المولودة لأسرة شيعية بالتصنيف الطائفي الذي تترفع دوماً عن ذكره هي كويتية قبل كل شيء، ترى أن حزب الله دولة داخل الدولة في لبنان، تهاجم بنيته الفكرية القائمة على المنهجية الدينية، تحيل ذلك إلى تمويله الخارجي الذي يضعه في خانة الخطر على الوطن، تفرِّق هنا بين مفهوم المقاومة التي تكون في خدمة الوطن ورافداً أساسياً من روافد حمايته، وبين تضخُّم الأنا الذاتية للحزب في صورة العتاد والرجال ليتفوَّق على الدولة. ابتهال الخطيب تؤمن بأن المجتمعات العربية لا تملك الخيار في فصل الدين عن الدولة تقف على النقيض تماماً من الأيديولوجيات الدينية والأحزاب التي ترتكز على مرجعيات دينية فقهية مهما كان اتجاهها، وتدعو إلى فصل الدين عن الدولة، فالدين لديها كما تؤمن به هو العلاقة الروحية الخاصة بين المخلوق والخالق، لهذا تؤكد دوماً على أنَّ الفكر السياسي العلماني هو الخلاص من الأزمات الطائفية، فالليبرالية ليست ثياباً يتم ارتداؤها أو قوالب يجلس الإنسان فيها، المواطنة عندها تتقدم على الانتماء العقائدي. العمق العربي تؤمن الخطيب أن المجتمعات العربية لا تملك الخيار في فصل الدين عن الدولة، فهو المستقبل الحتمي لاستمرار وجودها، حتى هذه المجتمعات في مستقبلها لن تكون على هذه الصورة التي ستكون أيضاً خاضعة للظروف التي تفرض نفسها في حينها. العمق العربي يظهر هاجساً في أدبيات الخطيب بوصفه صمام الأمان للجميع، في ذات الإطار بما يتعلق بفهمها لعملية السلام مع إسرائيل، تستحضر التجربة اليابانية بعد الحرب العالمية، المصالحة مع الذات واللجوء إلى البراغماتية بعيداً عن الصدام في سبيل عودة الحقوق، تفرِّق هنا بين التفكير المثالي والتفكير المنطقي، المثالي يرفض الحوار بينما المنطق يقول إن الفاتورة الدموية يدفعها الفلسطينيون فقط، لذا لا ضيرَ من الحوار في سبيل تحقيق هدنة طويلة الأمد لترتيب البيت الفلسطيني وتحقيق التنمية الداخلية. النار التي تأتي على كل شيء تبدأ بشرارة صغيرة جداً، كما تقول الخطيب، لذلك تطالب دائماً مكونات المجتمع الكويتي بالنأي بالنفس عن كل ما يحدث في المحيط الإقليمي، ولذلك تقوم الحقوق عند الخطيب على مبدأ المواطنة طالما أنَّ هذه الحقوق لا تخلُّ بالآداب العامة، هذه الحقوق تقوم على مبدأ التكوين المجتمعي في أصل بنائه، فأيّ فكرة تنطلق منها أستاذة الأدب الإنكليزي لها ارتكازات أدبية من خلال اشتغالها الأكاديمي في تأريخ الأدب، وسرعان ما تقوم بقولَبَتها لتتناسب مع الحياة الحالية. القراءة هي مفتاح الاكتشاف لإعادة بناء الأرضية الصلبة للمستقبل، في ذهنية الخطيب. فالنبش في الماضي ضرورة مُلحّة لمراجعته بهدف تطويره، تميِّز هنا بين البحث لأجل الهدم والبحث لأجل البناء، لهذا نرى باكورة اشتغالها الثقافي في عملها المترجم “مختصر تاريخ العالم” للكاتب إي اتش غومبريتش الذي صدر عن سلسلة عالم المعرفة، ففي هذا الكتاب تقدِّم الخطيب نصاُ قصصياً مشوقاً يتضمن دروساً في التاريخ من خلال استعراض أبرز الأحداث في سيرة القدماء بدءاً من الفراعنة ومروراً بالسومريين والبابليين والآشوريين، وصولاً إلى كل الحضارات الأخرى. ابتهال الخطيب تقف على النقيض تماماً من الأيديولوجيات الدينية والأحزاب التي ترتكز على مرجعيات دينية فقهية مهما كان اتجاهها، وتدعو إلى فصل الدين عن الدولة الدين والدولة ضرورة فصل الدين عن الدولة هي ضرورة قصوى عند الخطيب، فالدولة عندها تُبنى على المبدأ العلماني الذي يضمن المساواة بين الجميع ومنحهم الحرية الكاملة في الاعتقاد والاتجاه الفكري. في حواراتها الصحافية تتطرق للوضع الشيعي في الخليج العربي، فترى أنَّ هناك تعاطفاً دينياً غير مدروس مع طهران، وهو تعاطف له أضراره المستقبلية، فالشيعة العرب الذين يعيشون في الخليج العربي تحت مظلة أنظمة ديمقراطية، لن يستطيعوا بالمطلق الحياة في إيران أو تحت السلطة الإيرانية، بحسب الخطيب التي دُعِيت لزيارة طهران من الملحقية الثقافية الإيرانية في الكويت في العديد من المرات لكنها رفضت ذلك بسبب الدور الإيراني في سوريا وانعكاساته. في موقفها من الربيع العربي، نلحظ في أدبيات الخطيب قلقاً على مستقبل المرأة العربية في ظل ثورات تم اختطافها من قبل المنابر والعمائم الدينية إلى جانب قوى أخرى خارجية يهمها أن تبقى البلاد العربية تعاني من ملفات قابلة للانفجار في أيّ لحظة. يرى الكثيرون أن آراء ابتهال الخطيب صِدامية مع المجتمع، فهي تطرح تساؤلاً منذ سنوات، يقوم على اكتشاف الأولوية بين المرجعيات الدينية والمرجعيات الوطنية في المجتمعات العربية، وهذا السؤال يضعنا في مواجهة حقيقية مع مستقبل المنطقة ككل. :: اقرأ أيضاً محمد شكري جميل مخرج عراقي تحتجز إيران فيلمه لأن بطله أحد ضحاياها سيغنال برايفت ماسنجر برنامج خارق لمواجهة انتهاك الخصوصية

مشاركة :