بعد أسبوعين من انطلاق معركة تحرير الموصل شمالي العراق من قبضة تنظيم الدولة، ومع اقتراب القوات المهاجمة من المناطق الحضرية في المدينة، بدأت كلفة الخسائر البشرية ترتفع، في ظل قتال عنيف ودفاع شرس من قبل مقاتلي التنظيم. صحيفة "الواشنطن بوست" رافقت قوات عراقية إلى المستشفى الميداني الذي جهزته قرب مناطق الاشتباك، مشيرة إلى "أن الجيش العراقي يرفض الإفصاح عن أعداد القتلى بين صفوفه". وجود المدنيين جعل من المعركة أكثر صعوبة، وأعاق تقدم القوات المهاجمة، خاصة أن الدعم الجوي الذي تقدّمه طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية قد بدأ بالانخفاض؛ بسبب الكثافة السكانية. وكان تنظيم الدولة، عقب سيطرته على الموصل قبل أكثر من عامين، قد منع أهالي الموصل من المغادرة، ومع انطلاق العمليات العسكرية على أطراف المدينة قام عناصر التنظيم باحتجاز الآلاف من أهالي القرى وأخذهم إلى المدينة. المستشفى الميداني الذي جهزته القوات العراقية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وصربيا، لا يكتفي بتقديم خدماته الطبية لعناصر القوات المهاجمة، بل تحول إلى مشفى ميداني للعشرات من أهالي قرى الموصل الذين يصابون في المعارك، حيث شوهد العشرات منهم يتلقون العلاج في هذا المشفى. وإذا كان هذا المشفى في الأيام الأولى لانطلاق المعارك لم يشهد توافداً كبيراً من قبل المدنيين، فإن اقتراب المعارك من المراكز الحضرية للموصل رفع نسبة القادمين طلباً للعلاج. الجيش العراقي رفض الكشف عن إحصائية لعدد قتلاه في معارك الموصل المتواصلة منذ أكثر من أسبوعين، كما أنه يرفض أيضاً الكشف عن عدد المدنيين الذين سقطوا في القصف على المناطق المحيطة بالموصل. م.ن/س,س ;
مشاركة :