كشفت مصادر قيادية داخل حزب الله، أن انزلاق الحزب في القتال الدائر في سورية تسبب في حدوث مشكلات كبيرة لقيادته، وأدت للمرة الأولى إلى شيوع تمرد شبه معلن من البيئة الحاضنة له، بسبب ارتفاع عدد القتلى والجرحى، إضافة إلى عدم وجود أخبار عن المقاتلين، حيث تتكتم قيادة الحزب على كل الأخبار المتعلقة بهم. وقالت مصادر قيادية داخل الحزب، تعارض تورط عناصره في سورية، إن أهالي بعض العسكريين الذين فروا من جبهات القتال في الزبداني خلال الفترة الماضية حملوا السلاح لمنع عناصر الحزب الذين أرادوا اعتقال أبنائهم، مشيرة إلى أن العناصر الهاربة كانت تعيش تحت ضغوط شديدة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أي منذ التحاقهم بالجبهة، وأنهم بادروا إلى الفرار عند أول فرصة سنحت لهم. وأكدت أن أمين عام الحزب، حسن نصرالله ونائبه نعيم قاسم سارعا بالتدخل لحل مشكلة هؤلاء الهاربين العائدين، حتى لا تتفاقم المشكلة وتخرج عن سيطرة القيادة. وأكدت المصادر أن الحزب يعيش مشكلة حقيقية فيما يتعلق بإحجام عناصره عن المبادرة بالتطوع في صفوف قواته، وأن نواباً وقيادات أمنية من الحزب بدأوا منذ مطلع هذا الشهر زيارة القرى الجنوبية والبقاعية، ليحاولوا إقناع العائلات الشيعية بالسماح لأبنائها أو تشجيعهم على الالتحاق بالحزب للقتال في سورية، مقابل إغراءات مادية لأفراد العائلة قد تعيد حساباتهم إذا تطوع أبناؤهم، إلا أن ظاهرة الإحجام الكبير عن الالتحاق بالحزب ومقاتليه، لمحاربة السوريين لا الإسرائيليين، جعل قياداته لا تتمكن من الحصول على أعداد كبيرة من المقاتلين في ريف دمشق والقلمون وإدلب ودرعا وأماكن أخرى. في غضون ذلك، أكدت أوساط عسكرية أن التدابير التي تمّ تنفيذها في محيط السراي الحكومي لم تخرج عن إطار التحسّب لكل الاحتمالات، بما في ذلك تكرار سيناريو الجلسة الماضية لمجلس الوزراء، خصوصا أن إمكان اللجوء إلى التصعيد المفاجئ والمباغتة من قبل المتظاهرين يدخل ضمن هذه الاحتمالات. وردّا على تأكيدات من جانب المعنيين بالتحرك في الشارع بأن لا نية بأي وقت لاقتحام السرايا أو الاعتداء على الأملاك العامة، بل الاقتراب إلى أقرب نقطة ممكنة من السرايا لإيصال الصوت، تلفت المصادر عينها إلى أن إمكان انفلات الشارع أمر وارد بأي وقت، إما بسبب احتمال وجود عناصر مندسّة مهمّتها إثارة الشغب أو بسبب الحماسة الزائدة التي يمكن أن تدفع المتظاهرين إلى الذهاب أبعد من الحدّ المرسوم لهم.
مشاركة :