يقول العلماء إنه بات بالإمكان توقع مضاعفات الحمل مبكراً وذلك بعد أن تم اكتشاف بروتين بالدم يمكن أن يشكل مؤشراً قوياً لتلك المضاعفات وللنمو الضعيف للجنين. توصل الباحثون من جامعة كوين ماري بلندن من خلال الدراسة التي نشرت نتائجها بمجلة نيتشر جينيتك، إلى أن البروتين المسمى اختصاراً DLK1 هو بروتين مهم للإمداد بالطاقة اللازمة لنمو الجنين وأن تراجع معدلاته بدم المرأة الحامل يعتبر علامة على ضعف نمو الجنين كنتيجة طبيعية لمضاعفات الحمل، فالبروتين معروف بأنه يرتفع بدم المرأة وإناث القوارض أثناء فترة الحمل، ولكن يقول العلماء إن المعلومات المتوفرة عن مهامه معلومات بسيطة، وبالتجربة على الفئران وجد أن الجين DLK1 يرمز للبروتين DLK1 وهو أمر ساعد العلماء كثيراً في تحديد مصدر ذلك البروتين وفهم أكثر لوظيفته، وتوصل الباحثون إلى أنه يستمد من الجنين ما يعني أن معدلاته بالدم ربما تعطي معلومات عن الحالة البيولوجية للجنين وكشف المزيد من البحث عن تعطيل نشاط البروتين لدى الفئران الحوامل أوقف عملية تعرف بـالتخلون -ارتفاع معدلات الأجسام الكيتونية بالجسم ويرتبط باستقلاب الدهون غير الطبيعي ومرض السكري- وذلك كرد فعل للصيام؛ فالجسم في العادة يستهلك الجلوكوز كتركيبة رئيسية للطاقة وعند نفاذ الجلوكوز إما بسبب قلة الكربوهيدرات أو الصيام فإن التخلون كما تزداد عملية احتراق الدهون المختزنة بالجسم لسد حاجة الخلايا للطاقة، لذلك يرى الباحثون بأهمية البروتين في إمداد الطاقة اللازمة لنمو الجنين، وبالتالي نمو جيد له، ولاحظ الباحثون أن تراجع معدلات ذلك البروتين بدم الفئران الحوامل ارتبط بتراجع كتلة جسم الجنين. في المرحلة الثانية من الدراسة قام العلماء بتقييم ما إذا كان البروتين بدم المرأة الحامل يرتبط بصحة الجنين لذلك جمعوا عينات دم من نساء حوامل في الأسبوع 36 ووجد أن النساء اللاتي لديهن تراجع بمعدلات البروتين بالدم كان حجم أطفالهن أصغر من أعمارهم الجنينية(فترة الحمل) وذلك بالمقارنة مع النساء اللاتي لديهن ارتفاع بمعدلات البروتين وقد ارتبط تراجع البروتين بتراجع نمو الجنين لأن تدفق الدم عبر الحبل السري يكون محدوداً، بالإضافة إلى بعض مضاعفات الحمل الأخرى، ويتضح من تلك النتائج أن تراجع البروتين مؤشر قوي على وجود مضاعفات بالحمل لدى المرأة الحامل ويمكن التعرف إليه عن طريق فحص دم المرأة الحامل.
مشاركة :