إعداد: وائل بدر الدين شهدت أسواق الأسهم العالمية أسبوعاً عصيباً ومتقلباً على مدار أيامه الخمسة، على الرغم من الانتعاش الطفيف الذي سجلته الأسواق والبورصات الأمريكية في الجزء الأخير من تداولات اليوم الأخير نتيجة لتقرير الوظائف الذي جاء إيجابيا، إلا أن قرب موعد الانتخابات الأمريكية المثيرة للجدل والتي لا تبدو معالم الفائز فيها واضحة حتى الآن، أدى إلى أن تغلق الأسواق الأمريكية أسبوعها في هبوط جماعي، وتماشت معها في ذلك الأسواق المالية والبورصات حول العالم. كما شهدت الأسواق المالية على الجانب الآخر من الأطلنطي هبوطاً ملحوظاً نتيجة لتراجع أسعار النفط العالمية، إضافة إلى القلق المرتبط بإمكانية تولي دونالد ترامب مقاليد البيت الأبيض خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، الأمر الذي أجج مخاوف المستثمرين من الاستثمار في السندات الحكومية والذهب والين الياباني. وسجل مؤشر اس آند بي 500 القياسي الأمريكي تراجعاً أسبوعياً بلغ 1.37% ولليوم الثامن على التوالي، على الرغم من الصعود الذي سجله في نهاية تداولات الجمعة بفضل تقرير الوظائف الأمريكي. ويبدو أن الوضع العام في الأسواق الأمريكية حذر جدا ويترقب نتيجة الانتخابات الأمريكية الأسبوع القادم. وعلى الجانب الآخر، سجل مؤشر فاينانشيال تايمز 100 خسارة أسبوعية هي الأكبر منذ 10 أشهر ب 4.22% وللأسبوع الخامس على التوالي، بعد أن سجل في تداولات اليوم الأخير تراجعا بمقدار 1.4%. وتماشى مؤشر يوروفيرست 500 الأوروبي مع ذلك الهبوط الجماعي مسجلاً تراجعاً ب 2.92% نتيجة للقلق المرتبط بنتيجة الانتخابات الأمريكية، إضافة إلى الأداء السلبي لقطاعات الرعاية الصحية والتمويل والاتصالات. وشهد مؤشر نيكاي 225 الياباني هبوطا ب 3.10% عند نهاية التداولات الأسبوعية، بعد أن تراجع بمقدار 1.3% يوم الجمعة، وهو أكبر تراجع يسجله المؤشر منذ أوائل شهر أغسطس الماضي. وفيما يتعلق بالتداولات اليومية في الأسواق الأمريكية، سجل مؤشر اس آند بي 500 ارتفاعاً في اليوم الأخير ب 0.4 إلى 2.097 نقطة بعد ثماني جلسات متتالية من الخسائر بعد أن حقق أطول سلسلة من الخسائر المتوالية منذ أكتوبر من العام 2008 قبل اليوم الأخير من التداولات، ما أدى بمؤشر الأسهم الأمريكية العام إلى الهبوط ب 1.4% طوال الأسبوع. كما تراجع مؤشر CBOE المعروف على نطاق واسع بأنه المعيار الحقيقي للضغوط الملقاة على أسواق الأسهم ب 2.9% إلى 21.45 نقطة. وكان أداء الأسواق الأخرى أكثر ضبابية، حيث تراجع مؤشر الأسهم الأوروبية العام يوروبيان ستوكس 600 ب 0.8% في تداولات اليوم الأخير إلى أدنى مستوى له منذ بداية شهر يوليو الماضي، ليسجل تراجعاً أسبوعياً ب 3.5%. بيئة مؤاتية لرفع أسعار الفائدة تراجعت أسهم الطاقة بعد أن هبط سعر برميل خام برنت القياسي ب 2% في تداولات اليوم الأخير، أو ما يقارب أدنى مستوياته منذ 3 أشهر، ليبلغ 45.43 دولار، في خضم الشكوك والتوقعات المرتبطة بإمكانية توصل أوبك لاتفاق حول خفض الإنتاج. وخلق تقرير الوظائف الأمريكي الذي جاء دون التوقعات قليلاً 161000 وظيفة الشهر الماضي، فيما تراجع معدل البطالة إلى 4.9% مقارنة ب 5% الشهر الماضي. كما شهد معدل الأجر بالساعة ب 0.4%، الأمر الذي عكس نمو الأجور ب 2.8% على أساس سنوي. ألمح الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء الماضي إلى أن البيئة الاقتصادية أصبحت مواتية الآن لرفع أسعار الفائدة، حيث قال هارم بوندهولز الخبير الاقتصادي لدى يونيكريديت إن الأوضاع الاقتصادية الحالية لا توجِد أي عذر لتأخير رفع أسعار الفائدة. وسجل الدولار الأمريكي ارتفاعاً بمقدار 0.1% مقابل الين الياباني في تداولات الجمعة، وعلى الرغم من ذلك فإنه فقد نحو 1.6% من قيمته مقارنة بالأسبوع الماضي. كما أنه سجل تراجعاً مقابل الفرنك السويسري في تداولات اليوم الأخير ليبلغ تراجعه الأسبوعي 1.9%. وقال ديرك هالبيني المحلل الاقتصادي لدى بنك أوف طوكيو يو اف جيه إن تراجع الدولار الأمريكي على الرغم من إيجابية تقرير الوظائف يأتي بسبب حالة الترقب التي تعتري الأسواق في الولايات المتحدة. وحقق الجنيه الاسترليني مكاسب هذا الأسبوع بفضل النتائج الإيجابية لاجتماع بنك انجلترا المركزي، علاوة على خسارة الحكومة البريطانية المعركة في صلاحيتها لتفعيل البند رقم 50 للبدء في إجراءات خروجها من الاتحاد الأوروبي. وتراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية ذات ال 10 سنوات ب 6 نقاط أساس يوم الجمعة، و12 نقطة أساس طوال الأسبوع، كما هبط العائد على سندات الخزانة الألمانية ذات ال 10 سنوات بمقدار نقطتي أساس.
مشاركة :