فشل الغزو الأميركي للعراق 2003 سيتكرر بالموصل

  • 11/6/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مع اقتراب العراق من طرد تنظيم الدولة من آخر معقل كبير له في ذلك البلد، لم يعد السؤال ما إذا كانت بغداد تستطيع هزيمة التنظيم فعلا، بل ما إذا كان هذه المعركة ستحدث مرة أخرى يوما ما. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن تحقيق نصر عسكري كامل ضد تنظيم الدولة لن ينفي حقيقة ما زالت قائمة وهي أن العراق ليس لديه مشروع سياسي أو حتى مجرد الثقة لعمل مصالحة بين السنة والحكومة الشيعية في بغداد. وأوضحت الصحيفة أنه ليست ثمة مخاوف فقط من نشوء حركة تمرد سنية أخرى بعد هزيمة تنظيم الدولة، ولكن هناك أيضا شكوك حول استراتيجية لما بعد الانتصار العسكري لتوحيد الفصائل العراقية المختلفة التي توحدت مؤقتا ضد قتال المسلحين السنة والتي تشمل قوات الحكومة والأكراد والشيعية واليزيدين والمسيحيين وفصائل سنية، رغم أن كل فصيل له طموحات مختلفة. ويرى عدد من المحللين والمشايخ القبليين ودبلوماسيين اجتمعوا في أربيل مؤخرا لبحث إصلاحات سياسية ومصالحة أن أسباب نشوء تنظيم الدولة لا تزال موجودة. فبعد سنوات من الاضطهاد والانتهاكات التي مورست من قبل حكومة بغداد بقيادة رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي وحلفائه الشيعة، رحبت بعض الطوائف السنية بتنظيم الدولة عندما سيطر على ثلثه عام 2014، وفرض فيه أحكاما مشددة أدت إلى نفور السكان لاحقا. هؤلاء السكان -تقول الصحيفة- على استعداد الآن لاستقبال قوات شيعية لتحررهم مما هم فيه، لكنهم ما زالوا يخشون وقوع هجمات انتقامية ضدهم ومزيد من الإقصاء من جانب حكومة بغداد. وتقول الصحيفة في تحليلها إن أصوات البنادق يبدو أنها لن تخمد لوقت طويل، ونقلت عن السياسي السني حسن ناصيف من قضاء الحويجة قوله إن المشكلة تكمن في عداء الساحة السياسية العراقية للسنة، متوقعا أن يستمر القتال. وتشير «نيويورك تايمز» إلى أن الفجوة الكبيرة بين النجاح العسكري على الأرض والتقدم السياسي هي موضوع تكرر خلال التدخل الأميركي العسكري طويل الأمد في العراق، فكل نصر عسكري يصاحبه على ما يبدو مزيد من الانقسام الذي يؤدي إلى مزيد من القتال والخلاف. ويحذر محللون من أن حكومة بغداد وإدارة أوباما ربما تخاطران بجلب مزيد من الفوضى من خلال شن حملة شاملة ضد تنظيم الدولة دون صياغة اتفاق سياسي يلطف مخاوف السنة. ونقلت عن كينث بولاك من معهد بروكنجز قوله إن هزيمة تنظيم الدولة بالموصل ستزيل القناع عن توترات طائفية عميقة ظلت مخبأة بقناع تكاتف الجهود لهزيمته. باحث آخر هو رمزي مارديني من مؤسسة «أتلانتك كونسل» حذر من اندلاع حرب أهلية جديد أكثر فتكا بعد طرد التنظيم من الموصل، بينما كتب ديلان أوديرسكول من معهد الشرق الأوسط للأبحاث ورقة تحليلية قال فيها إن تحرير الموصل في هذه الظروف الراهنة ستنتج في المستقبل كيانا راديكاليا أكثر تشددا من التنظيم الدولة أو مثله. ويخشى كثير من المحللين أن فشل أميركا في التعامل مع العراق بعد غزوه عام 2003 يمكن أن يتكرر مجددا في الموصل بعد سقوطها، خاصة كيفية التعامل مع المشكوك في تعاونهم مع تنظيم الدولة داخل المدنية ومدى مشروعية محاكمتهم.;

مشاركة :