على خط الجبهة مقاتل يترقب بفارغ الصبر العودة إلى مدينته الرقة

  • 11/7/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

انتظر شواخ غريب بفارغ الصبر أن تحين هذه اللحظة ويصبح على مسافة قريبة من تحقيق حلمه، أي بدء المعركة لطرد تنظيم «داعش»، من مسقط رأسه مدينة الرقة التي فر منها منذ سيطرة الجهاديين عليها مطلع 2014. يتمركز هذا المقاتل العربي الشاب (25 عاما)، الملتحي والذي يلف رأسه بمنديل أسود، قرب عين عيسى مركز العمليات التي بدأتها قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف فصائل عربية وكردية سورية مدعومة من واشنطن، لتحرير الرقة، المعقل الأبرز لتنظيم «داعش» في سوريا. وقال غريب المتحدر من الرقة لوكالة «فرانس برس»، «أنا سعيد للغاية ورفاقي كلهم من الرقة، لا أستطيع أن أصف ماذا أشعر، نريد أخذ الرقة من هؤلاء الطغاة والكفرة المتمثلين بالإسلام والذين لا يعرفون شيئا عنه». وهو ضمن ثلاثين ألف عنصر من الرجال والنساء الأكراد والعرب والتركمان يخوضون عملية «غضب الفرات»، التي بدأت الأحد انطلاقا من ثلاثة محاور لتطويق الرقة. على بعد كيلومتر من مدينة عين عيسى الخالية من السكان بعد المعارك الأخيرة بين قوات سوريا الديمقراطية، وتنظيم «داعش»، وحيث آثار المعارك لا تزال واضحة، أقامت القوات المذكورة تلة من الرمال يتمركز خلفها مقاتلون محليون وآخرون من قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكية. وأضاف غريب، «القوات الأمريكية جاءت لتساعدنا والحمدلله كل شيء متوافر وسلاحنا البي كي سي، والبندقية والمدفعية. كل شي جاهز لدينا الحمدلله». وتابع، «معنوياتنا مرتفعة. والشباب والرفاق كلهم يقفون معنا يدا واحدة في خندق واحد والحمدلله لا ينقصنا إلا أن ندخل الرقة ونستردها إن شاء الله». يعمل مقاتلون من قوات التحالف الدولي على مراقبة أهداف ومواقع تنظيم «داعش» الواقعة على بعد كيلومترات عدة عبر مناظير وعبر طائرة استطلاع تحلق فوق مواقع للجهاديين. «عدم إزعاج الضيوف» .. الطائرات تحلق على مسافات بعيدة تراقب اهداف تنظيم «داعش»، والدخان يعلو على مسافة قريبة من التلة التي تشكل الخط الخلفي لإدارة الهجوم. أما الاشتباكات فتقع على خط آخر متقدم. وشاهد مراسل لـ«فرانس برس»، تصاعد الدخان بعد دوي انفجار قوي، قال مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية، إنه ناتج من تفجير سيارة مفخخة أرسلها تنظيم «داعش»، بعد معاينته المكان بالمنظار. يجول نحو عشرين عسكريا من قوات التحالف الدولي في المكان مدججين بأسلحتهم وبالقرب من سياراتهم الحديثة المزودة بأسلحة متطورة. ويمنع مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية الصحفيين من الاقتراب، طالبين «عدم إزعاج الضيوف». ويعمل أحد جنود التحالف الدولي على تسيير طائرة استطلاع صغيرة فوق مواقع الجهاديين قبل أن تعود أدراجها ويحملها بين ذراعيه. ولا يتردد في مبادلة مراسل «فرانس برس» التحية باللغة الفرنسية، لافتا إلى أنه «في حال جيدة». تبدو علامات الفرح على وجوه مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية لأن بعضهم يتحدر من مدينة الرقة ويريد العودة إلى مدينته التي تركها عنوة منذ العام 2014، إثر سيطرة التنظيم عليها. وهناك مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية يشربون الشاي في فترة استراحة بعد خوضهم المعركة ضد التنظيم في بعض القرى في ريف الرقة قبل أن يعودوا إلى نقاطهم ويبدأوا المعركة من جديد . يحمل عناصر من تلك القوات أسلحة جديدة وآخرون يحملون قذائف آر بي جي، وأسلحة خفيفة، فيما السيارات تصطف خلف الساتر الترابي. «حماية المرأة» .. تشارك «قوات حماية المرأة»، بشكل فعال في الهجوم على الرقة. وقالت القائدة الميدانية في وحدات حماية المراة الكردية المنضوية تحت راية قوات سوريا الديمقراطية دلجين كوباني، لوكالة «فرانس برس»، «التقدم جيد جدا، وهناك الكثير من نقاط الاشتباك». وأضافت، أن مقاتلي تنظيم «داعش»، «أرسلوا أربع عربات مفخخة حتى الآن قمنا بتدمير اثنتين منها». وأوضحت، أن الانتحاري الذي كان يقود السيارة الثالثة «فجر نفسه في منطقة خالية»، أما السيارة الرابعة فقد «أصيبت وتراجعت». وشددت على أن «هذه العملية ستستمر والعالم والشرق الأوسط وسوريا تتابع هذه الحملة وستظهر النتائج الجيدة قريبا». تعد الرقة والموصل آخر أكبر معقلين للتنظيم الذي مني منذ إعلانه «الخلافة الإسلامية» على مناطق سيطرته في سوريا والعراق في يونيو/ حزيران 2014، بخسائر ميدانية بارزة. وقال المتحدث العسكري باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو، لوكالة «فرانس برس» اليوم الأحد، إن المعركة ستجري «على مرحلتين، تهدف الأولى إلى عزل مدينة الرقة عن باقي المحافظة تمهيدا لاقتحامها في المرحلة الثانية». ويتوقع أن تهاجم قوات سوريا الديمقراطية الرقة من ثلاثة محاور، الأول من عين عيسى والثاني من تل أبيض (على بعد 100 كلم شمال الرقة)، بالإضافة إلى قرية مكمن الواقعة على مثلث الحدود بين محافظات الرقة ودير الزور (شرق) والحسكة (شمال شرق).

مشاركة :