الدراسة التي قامت بها شركة إكسفورد للإستشارات الإستراتيجية في ديسمبر 2015م حول آراء السعوديين بخصوص العمل ، وتم نشر نتائجها مؤخراً قدمت العديد من المؤشرات الهامة والتي يجب أن يتم النظر لها بشكل عملي وهام فأكثر من نصف عينة الدراسة تفضل العمل في قطاع النفط والغاز يلي ذلك العمل في الخدمات المصرفية والمالية ثم القطاع الحكومي وهذا مؤشر مختلف عما كان في السابق إذ عادة ما كانت الأفضلية للعمل في الدوائر الحكومية ، كما أوضحت الدراسة أهمية القطاع الخاص إذ أكد 94% على ذلك ، وفيما أشار 36% إلى صعوبة حصول المواطن السعودي على عمل في بلده فقد أكد 33% سهولة ذلك في حين أشار البقية بأن الأمر ليس سهلاً أو صعباً، غير أن أبرز الصعوبات التي يواجهونها هي ساعات العمل الطويلة والأجور المنخفضة وعدم العلم عن الوظائف الشاغرة ،كما أشارت الدراسة إلى أهمية دعم أصحاب الأعمال الناشئة وخصوصاً التي تساهم في خلق فرص عمل جديدة ، في حين كانت المجالات المفضلة للعمل هي مجال الإدارة سواء للعمل في القطاع الخاص أو العمل بشكل عام بالنسبة للمشاركين في الاستبيان . في الفترة الحالية نحن بحاجة ماسة إلى المزيد من المؤشرات الجديدة والمرتبطة بسوق العمل والتي تساهم في تحديد الرؤية بوضوح للجيل الحالي وخصوصاً أولئك الذين لازالوا على مقاعد الدراسة والتأكيد لهم بأن الأوضاع السابقة قد تغيرت وقواعد اللعبة قد اختلفت ففرص عمل القطاع الحكومي قد شحت ، ومجال عمل المرأة لم يعد محصوراً في الجهات التعليمية أو المستشفيات بل توسع ليشمل عدداً من قطاعات مبيعات التجزئة ، كما تم فتح أبواب التوطين على مصراعيها في القطاع الخاص وفي مجالات مختلفة وتضييق فرص العمل للعمالة الوافدة رغبة في إحلال السعوديين للعمل في مختلف القطاعات وليس في مجال الإدارة فقط . الجميع يردد خلال هذه الفترة أن من سيقود التنمية الاقتصادية في الفترة القادمة هو القطاع الخاص سواء من خلال توسع الشركات القائمة أو دعم إنشاء شركات جديدة في قطاعات مختلفة لخلق فرص عمل جديدة ، ولكن لايمكن أن ينجح القطاع الخاص في مهمته لقيادة دفة المرحلة القادمة بدون أن يكون لديه مؤشرات واضحة وبدون أن يجد الأنظمة والقوانين والتشريعات التي تساعده في تحقيق هذه الغاية وبدون أن يجد البيئة المناسبة للنمو والاستثمار . Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :