واصلت القوات العراقية أمس الأحد (6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) خوض اشتباكات مع الإرهابيين لليوم الثالث على التوالي داخل مدينة الموصل، فيما يخاطر المدنيون بأرواحهم تحت القصف ونيران القناصة للفرار من المدينة. وفي الأثناء، قتل 25 شخصاً على الأقل في هجومين انتحاريين تبناهما تنظيم «داعش» استهدفا مدينتي تكريت وسامراء شمال بغداد. وأبدى تنظيم «داعش» مقاومة شرسة في الدفاع عن أهم آخر معاقله أمام الهجوم الذي تقوده قوات مكافحة الإرهاب على الجبهة الشرقية للمدينة في الأسبوع الثالث من أكبر عملية عسكرية يشهدها العراق منذ سنوات. وقال قائد قوات مكافحة الإرهاب، الفريق الركن عبد الغني الأسدي لوكالة «فرانس برس» إن «قواتنا تواصل تطهير أحياء بينها السماح وكركوكلي والملايين وشقق الخضراء». وفي حي الانتصار في جنوب شرق المدينة، خاضت الفرقة التاسعة المدرعة من الجيش معارك مع الإرهابيين، حسبما أفادت مراسلة «فرانس برس». هروب محفوف بالمخاطر سمح هجوم القوات العراقية لبعض المدنيين بالفرار من المدينة، لكن معظم هؤلاء الذين يقدر عددهم بأكثر من مليون شخص ما زالوا محاصرين في الداخل وعالقين بين الإرهابيين والقوات المدعومة من طائرات التحالف. وتمكن بعض المدنيين الذين نجحوا بالهروب من المدينة، من الوصول السبت إلى مخيم قرب الخازر داخل المناطق التي يسيطر عليها الأكراد. وفيما لم تلق دعوات المنظمات الإنسانية لفتح ممرات آمنة للمدنيين الخارجين من الموصل صدى، ارتفعت أعداد النازحين في الأيام الأخيرة. وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية في بيان السبت «استقبال تسعة آلاف نازح خلال اليومين الماضيين». وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن عدد النازحين بلغ نحو 34 ألفاً منذ بدء هجوم الموصل في 17 أكتوبر/ تشرين الأول. وخاضت المنظمات الإنسانية سباقاً مع الزمن من أجل بناء مخيمات لاستيعاب النازحين. وبدا من الصعب التكهن بوتيرة سير المعارك، وخصوصاً بعد التسجيل الصوتي لزعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي الذي دعا مقاتليه إلى الثبات والمواجهة. هجمات انتحارية ويبدو أن قدرة التنظيم على الرد بهجمات برية قد تلاشت، ويلجأ إلى تنفيذ هجمات على غرار ما قام به في مدينتي كركوك والرطبة شمال وغرب بغداد. على صعيد العنف أيضاً، قتل 25 شخصاً على الأقل وأصيب أكثر من 50 آخرين بجروح، بينهم زوار إيرانيون، في هجومين انتحاريين استهدفا أمس (الأحد) مدينتي تكريت وسامراء شمال بغداد. وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 18 شخصاً وإصابة اكثر من 20 بجروح جراء الهجومين. وقال ضابط في الشرطة برتبة مقدم «قتل 15 شخصاً وأصيب 33 بجروح جراء هجوم انتحاري بسيارة مفخخة ضد حاجز تفتيش عند المدخل الجنوبي لمدينة تكريت» (160 كلم شمال بغداد). وأضاف «قتل 10 أشخاص وأصيب 25 آخرون، بينهم إيرانيون، جراء هجوم انتحاري بسيارة إسعاف داخل مرأب في سامراء» جنوب تكريت. وأكدت مصادر طبية في مستشفيات تكريت وسامراء حصيلة القتلى. بدوره، أكد المدير العام لمديرية صحة صلاح الدين عمر صباح لـ «فرانس برس»: «مقتل إيرانيين اثنين وإصابة ما لا يقل عن ثمانية إيرانيين» جراء الهجوم في سامراء. وأشار إلى عشرة من الجرحى مصابون بجروح بالغة. وأكد رئيس اللجنة الأمنية في محافظة صلاح الدين، جاسم الجبارة طبيعة الهجمات، مشيراً إلى مقتل ضابط شرطة برتبة عميد ونجله جراء الهجوم في تكريت. وتحدث ضابط الشرطة عن وقوع تفجير انتحاري بحزام ناسف عقب تفجير سيارة الإسعاف في سامراء، الأمر الذي لم تؤكده مصادر أخرى. لكن تنظيم «داعش» أصدر بياناً تبنى فيه الهجمات، متحدثاً عن ثلاثة انتحاريين، اثنان في سامراء وثالث في تكريت. وقال التنظيم إن اثنين من الانتحاريين يحملان لقب «المصلاوي» نسبة إلى الموصل، في ما قد يكون حملة دعائية لربط الإرهابيين المتواجدين في مناطق مختلفة بالعملية العسكرية الجارية حالياً في ثاني أكبر مدن البلاد.
مشاركة :