أعلن الرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي" اليوم من الرياض رفض الشرعية لخارطة ولد الشيخ التي تم وضعها كتسوية سياسية بين الشرعية والانقلابيين. جاء ذلك خلال اللقاء الوطني الموسع الذي عقد اليوم في الرياض بحضور نائب الرئيس اليمني الفريق الركن "علي محسن صالح"، ورئيس الوزراء "الدكتور أحمد عبيد بن دغر"، ومستشاري رئيس الجمهورية، وأعضاء الحكومة ومؤتمر الرياض، والمؤتمر الوطني، والشخصيات الاجتماعية والإعلامية والشباب والمرأة. وأوضح "هادي" مبررات رفض الخارطة المقترحة في عدة أسباب؛ منها أنها انطلقت من منطلقات خاطئة فكان مضمونها ونتائجها خاطئة ومنحرفة؛ كونها نسيت -أو تناست- جذر المشكلة وأساسها وهو الانقلاب وما ترتب عليه، ولكونها تتعارض تمامًا مع المرجعيات التي أجمع عليها شعبنا اليمني وتجاوزت استحقاقات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، ولأنها تكافئ الانقلاب والانقلابيين". وأكد "هادي" أن خارطة المبعوث الأممي تؤسس لحروب مستدامة، فضلًا عن تجاهلها لنضال ومقاومة وتضحيات الشعب الرافض للميليشيات الانقلابية، وعدم ملامستها لمعاناة الشعب وجراحه ولا تنتصر لإرادته. وقال الرئيس "هادي": رفضنا خارطة ولد الشيخ؛ لأنها تحافظ على بقاء الميليشيات واحتفاظها بالسلاح والمؤسسات، ولأنها لا تلبي طموحات الشعب اليمني في إحلال السلام الدائم والشامل القائم على إنهاء الانقلاب واستئناف المسار السياسي بمناقشة مسودة الدستور، ثم إجراء الانتخابات، مضيفًا أن الميليشيات الانقلابية ارتضت أن تكون أداة من أدوات إيران في اليمن والمنطقة جمعاء. ولفت الرئيس اليمني إلى أن الانقلابيين مزقوا النسيج الاجتماعي، ودمروا الاقتصاد الوطني، وانتهكوا أعراف السياسة، وعرضوا الأمن المحلي والإقليمي والدولي للخطر، وأجهضوا الانتقال السلمي للسلطة الذي اتفقنا عليه جميعاً في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وراحوا يقتحمون المدن والمؤسسات والمعسكرات، وعاثوا في الأرض فساداً وانتهاكاً، دمروا المساجد والمدارس والمستشفيات والطرقات، قصفوا المدن وحاصروها ومنعوا عنها الأكل والشرب والدواء، ذهبوا من أقصى صعدة إلى عدن ولحج، مرورًا بالحديدة وإب وتعز وباقي المحافظات. وختم قائلاً: نقاوم اليوم بمختلف مناطقنا وتوجهاتنا ومذاهبنا لأجل اليمن الاتحادي الجديد، نقاوم اليوم لأجل أن لا يدنس منبع العروبة وأن لا يصبح مرتعًا للإرهاب السني المتمثل بداعش والقاعدة، ولا الإرهاب الشيعي المتمثل بالحوثيين وحزب الله، وأن لا يكون مصدر تهديد وقلق للجيران والعالم. ووجه الرئيس "هادي" الشكر للتحالف العربي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي لولا تدخلهم بعاصفة الحزم والأمل لإنقاذ اليمن واليمنيين من إيران وأدواتها، التي تفاخر بالأمس فيها نائب قائد الحرس الثوري بأن حدودهم وصلت حتى البحر الأحمر، هم لا يرون باليمن إلا بوابةَ العبور للجزيرة العربية والأراضي الطاهرة التي كادت أن تصلها صواريخهم الإيرانية الملوثة بدماء شعوبنا العربية.
مشاركة :