محكمة إسرائيلية تحكم بسجن الطفل مناصرة لمدة «12 عاما»

  • 11/7/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أصدرت المحكمة المركزية الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة اليوم الإثنين، حكما بسجن الطفل الفلسطيني أحمد مناصرة، لمدة 12 عاما، بعد إدانته بمحاولتي قتل عام 2015. وبحسب المحكمة، فإن الطفل مناصرة (14 عاما)، أدين بتهمتي تنفيذ محاولتي قتل إثر محاولة طعن في مستوطنة «بسغات زئيف» شمال مدينة القدس المحتلة. وحظيت قصة مناصرة باهتمام واسع بعد أن انتشر مقطع فيديو يظهر فيه الطفل مناصرة وهو يتخبط بدمائه، بينما كان يحيط به جنود ومستوطنون إسرائيليون، كانوا يكيلون له الشتائم في أكتوبر/ تشرين الأول 2015. واستشهد في المكان نفسه ابن عم مناصرة حسن، الذي كان يبلغ من العمر 16 عاما، وقالت سلطات الاحتلال، إنهما حاولا طعن مستوطنين وجنودا في المكان. وانتشرت صورة مناصرة وهو ممدد على الأرض ويطلب الإسعاف دون الاستجابة له، بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، مما أثار غضبا كبيرا في الشارع الفلسطيني. وكانت المحكمة ذاتها قد أصدرت في مايو/ أيار الماضي، حكما يدين الطفل مناصرة، دون أن تعلن عن العقوبة في حينها. وتهمة الطعن تلصقها قوات الاحتلال الإسرائيلي بكل فلسطيني يقتل برصاصها، لكن اتضح في حالات كثيرة أنها كانت مجرد تصفيات بدم بارد. ولاقى الطفل مناصرة دعما شعبيا واسعا بعد انتشار فيديو يظهر فيه المحققون الإسرائيليون وهم يحققون معه بالصراخ، ليرد الطفل أنه لا يذكر شيئا، ويقول وقد بدا الخوف على وجهه، «مش متأكد». وفي سياق متصل، حكمت المحكمة الإسرائيلية على الأسيرة المقدسية «الأم لطفل» إسراء جعابيص»، بالسجن 11 عاما، بتهمة محاولة تنفيذ عملية على حاجز الزعيم شمال مدينة القدس المحتلة. ولم تسفر العمليات المسندة للطفل مناصرة، والأسيرة إسراء، في التهم، عن إصابة أي مستوطن أو جندي إسرائيلي. وكانت إسراء في طريقها لدخول حاجز الزعيم في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2015، عندما اشتعلت النيران بمركبتها، ما أدى إلى إصابتها بجروح خطيرة، في حين اتهمها الاحتلال بأنها كانت تنوي تنفيذ عملية على الحاجز. وقال شهود العيان وقت الحادثة، إن ما حدث مع إسراء هو خلل في مركبتها، وليس محاولة تفجير كما ادعى الاحتلال. وتغيبت إسراء عن جلسات المحاكمة أكثر من مرة منذ اعتقالها، بسبب الحروق الشديدة التي أصابتها، وحالتها الصحية التي لم تسمح لها بالحضور. تنديد فلسطيني .. ومن جانبها استهجنت جمعية «واعد» للأسرى، الحكم الذي أصدرته ما تسمى محكمة القدس المركزية بحق الأسير الطفل أحمد مناصرة، حيث حكمت عليه بالسجن الفعلي لمدة 12 عاما. وقالت الجمعية في بيان صحفي، «الحكم خيالي وغير متوقع على الإطلاق، فأحمد مناصرة طفل قاصر، تم اعتقاله والتحقيق معه وتعريضه للتعذيب النفسي والجسدي رغم إصابته، وتم ابتزازه أكثر من مرة للإدلاء باعترافات تم تضخيمها، وكل ذلك تم بعيدا عن المؤسسات الحقوقية التي غابت عن مشاهد التحقيق والمحاكمات وما تخللها من انتهاكات جسيمة يبطل كل الإجراءات التي قامت بها دولة الاحتلال». وأضافت الجمعية، «الحكم لا يعد خياليا فحسب، ولكنه كارثي، وإن لم يتم إسقاطه سريعا فهذا يعني أن عشرات الأطفال ينتظرهم الأمر ذاته»، مضيفة، أنه يجب العمل على تشكيل فريق قانوني فلسطيني أو عربي لاستئناف القضية وفضح ممارسات الظلم والإرهاب التي يقوم بها الإسرائيليون، مشيرة إلى أن ضعف التحرك القانوني ترك المجال واسعا للاحتلال لإصدار مثل هذه الأحكام. وطالبت الجمعية، مؤسسات الدفاع عن الطفل وحمايته، بأن يكون لها موقف أخلاقي وإنساني تجاه هذه المهزلة بحق الطفل مناصرة وزملائه الأسرى الأطفال، مشيرة إلى أن سجون الاحتلال ومحاكمه تضم أصغر أطفال العالم أسرى وملاحقين ومحاكمين بهذه المحاكمات الخيالية. ويتيح القانون الإسرائيلي محاكمة الأطفال الفلسطينيين من سن 12 عاما أمام محاكمها، في حال ارتكابهم «أعمالا إرهابية». عريضة دعم للطفل مناصرة .. وقع نحو نصف مليون تلميذ فلسطيني رسالة موجهة للأمم المتحدة، دعما للأطفال الفلسطينيين الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة الطفل المقدسي أحمد مناصرة، المعتقل الذي نكل به بعد إصابته برصاص جنود الاحتلال، بزعم محاولته طعن إسرائيليين في القدس المحتلة قبل عام. وأقيمت فعالية تسليم هذه الرسالة الموجهة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في مقر الأمم المتحدة في محافظة رام الله والبيرة، اليوم الإثنين. بعد أن أصدرت محكمة إسرائيلية حكما بالسجن الفعلي لمدة 12 عاما على الأسير الطفل مناصرة. وبالتزامن مع ذلك، نظمت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني ووزارة التربية والتعليم بالتعاون مع إقليم حركة فتح في يطا والمسافر واتحاد معلميها، فعالية تضامنية ضخمة في مدينة يطا جنوب الضفة الغربية. وطالب القائمون عليها بإطلاق حملة دولية وعالمية دعما للأسير الطفل أحمد مناصرة، تحت شعار «اعتقال الأطفال قتل للطفولة، امنحوهم فضاء للتعلم واللعب». وحضر الفعالية التي أقيمت في مدرسة بنات حواء الثانوية، كل من وزير التربية والتعليم صبري صيدم، ومحافظ الخليل كامل حميد، وأمين سر حركة فتح في يطا كمال مخامرة، وذوي الأسير مناصرة، وذوي الشهيد حسن مناصرة، ومئات الطلبة والمعلمين والضيوف وممثلي المؤسسات والمجتمع المدني والأجهزة الأمنية.

مشاركة :