محللون: معركة الرقة طويلة وتعترضها عوائق عسكرية ودبلوماسية

  • 11/8/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تخوض قوات سوريا الديمقراطية معركة لطرد تنظيم «داعش» من الرقة، يقول محللون، إنها ستكون طويلة وصعبة مع شراسة الجهاديين في الدفاع عن معقلهم، وتضارب المصالح بين حلفاء واشنطن على الأرض. وأعلن قياديون في التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، التي تضم فصائل عربية وكردية أطلقت حملة «غضب الفرات» لطرد الجهاديين من معقلهم الأبرز في سوريا، أن المعركة لن تكون سهلة وسريعة. وأقر وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، أمس الأحد بعد ساعات على إطلاق معركة الرقة، «كما حدث في الموصل العراق فإن القتال لن يكون سهلا، وأمامنا عمل صعب». وفي تصريحات على الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الأمريكية، يوضح قائد الجيوش الأمريكية الجنرال جوزف دنفورد، «قلنا دائما، إن مرحلة عزل الرقة ستحتاج أشهرا». ورجح المتحدث العسكري باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو بدوره، لوكالة «فرانس برس» أمس الأحد، أن «المعركة لن تكون سهلة، كون تنظيم داعش سيعمد للدفاع عن معقله الرئيسي في سوريا، لإدراكه أن سيطرتنا على الرقة تعني نهايته في سوريا». ومني التنظيم المتطرف الذي تبنى تنفيذ اعتداءات دامية حول العالم حصدت مئات القتلى، بخسائر ميدانية بارزة في الأشهر الأخيرة. لكنه يواجه اليوم مع تصديه لهجومين يستهدفان أبرز معاقله في سوريا والعراق، اللحظات الأكثر حرجا منذ إعلانه «الخلافة» في مناطق سيطرته في البلدين صيف العام 2014. وبعد خسارته مناطق عدة على الحدود التركية التي كان يستخدمها لعبور المقاتلين والسلاح، يستعد التنظيم اليوم لمعركة مصيرية حاسمة دفاعا عن الرقة التي يسيطر عليها منذ العام 2014. وترجح تقديرات غربية وجود أكثر من عشرة آلاف من المقاتلين الجهاديين الأجانب مع أفراد عائلاتهم في مدينة الرقة التي تشتبه أجهزة الاستخبارات الغربية بأنها المكان الذي يخطط فيه التنظيم لتنفيذ هجمات خارجية. «حتى آخر رمق» .. ويقول الباحث المتخصص في الشؤون الجهادية رومان كاييه، لوكالة «فرانس برس»، «في الرقة، لا يملك الجزء الأكبر من المقاتلين الأجانب خيارا غير المواجهة حتى النهاية لأن إمكانية إجلاء النساء والأطفال معدومة أو ضئيلة». ويضيف، «الرقة هي المدينة التي يوجد فيها العدد الأكبر من الجهاديين الأجانب في صفوف تنظيم داعش»، متوقعا انطلاقا من ذلك، أن «يقاتلوا على الأرجح حتى آخر رمق». وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية من التقدم لكيلومترات عدة منذ الأحد، لكن الجهاديين يتصدون لهم باستخدام سلاحهم المفضل، السيارات المفخخة. ويواجه التحالف الدولي بقيادة واشنطن، يشن منذ صيف 2014 ضربات جوية ضد الجهاديين في سوريا والعراق، تحديا عسكريا يتمثل بتزامن معارك الرقة والموصل، رغم إشارة مسؤولين وبينهم كارتر، إلى أهمية هذا التزامن. وكان مسؤول عسكري أمريكي كبير أعلن نهاية الشهر الماضي، أنه «سيكون من الصعب للتحالف اليوم تنسيق وتنظيم العمليات بين المعركتين وتوزيع وسائله الجوية بفاعلية» بين البلدين. ولا تبدو معركة الرقة كذلك على المستوى الدبلوماسي سهلة مع ضلوع أطراف سورية ودولية متضاربة المصالح في النزاع. «خليط من القوى» .. وأقر المبعوث الخاص لقوات التحالف الدولي بريت ماكغورك، الأحد في عمان، بأن «ظروف العمل في سوريا معقدة»، مع وجود «خليط من القوى في الميدان والعديد من تلك القوى لا تلتقي وجها لوجه لكنها تشترك في كون عدوها واحدا ولا يزال مميتا». ورغم أن فصائل عربية عدة منضوية في صفوف قوات سوريا الديمقراطية التي تأسست منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2015، إلا أن وحدات حماية الشعب الكردية تشكل عمودها الفقري. وتضم هذه الفصائل 30 ألف مقاتل ثلثاهما من الأكراد. وتعد واشنطن المقاتلين الأكراد بمثابة القوة الأكثر فاعلية في التصدي للجهاديين في سوريا بعدما كبدتهم خسائر عدة، وهي تمدهم بالدعم العسكري واللوجستي وتوفر الغطاء الجوي لعملياتهم. ويثير هذا التحالف الأمريكي الكردي مخاوف أنقرة التي تخشى إقامة حكم ذاتي كردي على حدودها. وأوضح الخبير في الشؤون الكردية موتلو جيفير أوغلو، أن «الأكراد وافقوا على القيام بهذه العملية لحماية الأراضي التي يسيطرون عليها» من جهة، ولكي «يظهروا للعالم أنهم القوة الرئيسية القادرة على إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش». وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، أنها عقدت «اتفاقا» مع التحالف الدولي، يقضي باستبعاد أي دور لتركيا في معركة الرقة. لكن مسؤولين أمريكيين أعلنوا، أنهم سيناقشون تباعا مع حلفائهم وبينهم تركيا، المراحل اللاحقة من الهجوم. ولا تبدو المعارضة السورية المدعومة من أنقرة راضية من جهتها عن الهجوم. ويقول رئيس الدائرة الإعلامية في «الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية»، أبرز تشكيلات المعارضة، أحمد رمضان، لوكالة «فرانس برس»، «نعتبر أن عملية تحرير الرقة من تنظيم داعش، يجب أن تكون في ظل الجيش السوري الحر، وبدعم من تركيا وقوات التحالف العربي والدولي».

مشاركة :