الحياة مشاهد وصور لأناس يعملون ويكدحون للوصول الى بغيتهم. وكل من في الحياة يطلب صيداً ليحقق أملاً وينشد بغية ويصل إلى غاية. والغايات والآمال والأمنيات والتطلعات تختلف من فرد لآخر على اختلاف مستويات الأفراد المعيشية والعلمية والثقافية والاقتصادية. الكل يطلب صيداً، ولكن الاختلاف في الشبكات. ولعل ما نشاهده في ساحتنا الانتخابية آراء واتجاهات وسبلاً وتصريحات. كل يريد الاصلاح. وكل يريد مستقبلاً أفضل. وكل يحس بالمرحلة الدقيقة التي تعيشها منطقتنا. وكل يعطي تفسيراً لكي يصل إلى غايته. ويشير الى سبيل والسبيل تختلف وتتنوع واصحابها يختلفون في ابراز ماهيتها. فمنهم من يستخدم اسلوب التهديد بالتغيير وتشكيل جبهات مضادة اذا ما حصل على الاغلبية. وكثير من ينتقد المجالس السابقة وعدم تحقيقها للاهداف المرجوة وعدم المراقبة الدقيقة في وضع اللوائح التنفيذية للقوانين المشرعة. افكار كثيرة وتصريحات متعددة ومقابلات متنوعة، منها ما هو جاء يبشر بالأمل ومنها ما يشوبه نبرة التهديد واخرى فكاهية لا يود الانسان ان يعلق على ماهيتها، لأننا في وقت يجب ان يجتمع الناس على اختيار القوي الامين الذي يعمل باخلاص من اجل بناء الأمة، لان هناك قضايا تربوية كبيرة لا بد وان يفكر فيها، وكذلك اجتماعية واقتصادية ونفسية تحتاج لاصحاب كفاءات وقدرات عالية واستعدادات خلاقة كي تهدي المجتمع الى سبيل الرشاد. مرحلة دقيقة يجب ان ترفض المال السياسي والتشاوريات والتعصب الاعمى. مرحلة يجب ان يكون المواطن فيها حرا في تفكيره وفي تطلعاته وفي اتجاهاته. لا ينقاد الا الى ضمير حي يرشده الى سبيل مشرق ومهما كان نوع الصيد الذي نرغبه في هذه المرحلة فإن الصيد الثمين هو انقاذ الوطن والمحافظة على وحدته واستقراره وتحصينه من جميع الآفات والامراض والادران. ولا يحقق هذا الصيد الا كل مؤمن كتب على نفسه ان يفكر من اجل الوطن ويخطط ويشرع لعيون الوطن ويعمل عقله في التصدي لجميع الاخطار التي تحدق بالوطن من اجل تربة الوطن واهله واستقراره وتقدمه وبناء صرحه، فهنيئاً لصاحب هذا الصيد الذي سيخرج من صناديق الاقتراع في السادس والعشرين من الشهر الجاري. حقا: كل من في الوجود يطلب صيداً إنما الاختلاف في الشبكات.
مشاركة :