الاختلاف بين البشر سنة من سنن الحياة؛ وفي حين يرى البعض أن الاختلاف امر سيئ، إلا انه قد يكون امراً جيداً في حال تقبلنا للآخر، والفصل ما بين الاختلاف حول الموضوع، والأمور الشخصية، فاختلاف الاذواق يؤدي الى التنوع وإنتاج الجديد من الأفكار في مختلف المجالات، وهو ما يبعدنا عن الجمود والتحجر، ويدفع إلى التنوع والابداع والتقدم؛ لكن حين يجرنا الاختلاف الى القاع واستخدام الأساليب الملتوية وغير الشريفة، هنا تكون الأزمة التي تهدم المجتمعات وتدمر القيم وتشوه التقاليد العريقة التي تربينا عليها.السطور السابقة تعطي وصفاً إجمالياً لما حدث مع أخي مبارك الدويلة؛ فقد نختلف ونتفق مع أخي مبارك حول بعض الأمور؛ لكن الحرب المشبوهة التي قد يقودها البعض عليه، هي حرب غير مبررة وغير مقبولة، فالغاية لا تبرر الوسيلة، ومحاولة المساس بالحياة الشخصية وتشويهها للتأثير على المواقف السياسية هو أمر مرفوض جملةً وتفضيلاً، ويعمل على هدم كل ما هو أصيل و ذو مبدأ في حياتنا.وأقول لهؤلاء الصيادين غير الشرعيين - الذين يحاولون اقحام الحياة الشخصية في الحياة العامة والصراعات السياسية - هل تقبلون ان تنشر صوركم الخاصة على الملأ بين الناس؟ وهل تقبلون ان تكون حياتكم الشخصية عرضةً لكل من هب ودب على وسائل التواصل الاجتماعي؟ أعتقد ان الإجابة هي قطعاً لا، وتلك هي المشكلة ان البعض يرى الناس ويستخدم ضدهم الوسائل التي لا يقبل أبداً أن تستخدم ضده في أي حال من الأحوال.لم أشأ أن أتعرف على تفاصيل ما حدث مع أخي مبارك أو الدخول في التفاصيل؛ لكنني بشكل عام أرفض ما حدث بشكل عام، وأعتقد أن ما حدث هو دليل على قوة الدويلة حتى ان بعضهم فشل في مواجهته بشكل شريف ونزيه، فلجأ الى الطرق والأساليب الملتوية التي تدل على ضعف وقلة حيلة القائم بها.انها قضية عامة وليست متصلة فقط بأخي مبارك، حيث اننا أصبحنا نستخدم شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الالكترونية الحديثة بشكل يهدم القيم ويدمر الأخلاق ويهدد الثوابت الاجتماعية، وهو ما قمت بالتنويه عنه في العديد من المقالات، فما يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي ليس من أدب الإعلام والاختلاف في شيء؛ بل هو من قبيل الاشاعات وإطلاق الاخبار الكاذبة التي تشوه سمعة الناس وترمي الناس بالباطل، وهو ما تجب محاربته وعدم السكوت عنه.أعود وأؤكد أن البعض قد يتفق أو يختلف مع مبارك الدويلة في المواقف السياسية وغيرها من أمور الحياة؛ لكن أحداً لا يرضى استخدام الحياة الشخصية والتشهير من أجل كسب المعارك السياسية والخلافات العامة في المواقف. وإذا كان انزعاجكم من مبارك لأنه مدافع شرس عن أفكار جماعة ينتمي لها، فاعلموا أننا جميعاً مدافعون عن جماعاتنا التي ننتمي إليها، فهذا يحسب لمبارك لا عليه، فالأجدر أن تتمنوا أن يكون لديكم «مبارك» كمبارك الدويلة، لكن بعد ما حدث لاستخدامكم هذه الأساليب الردية والرخيصة، فاحذروا قبل أن يأتي الطوفان! فكلنا مبارك الدويلة...mnawr@yahoo.com
مشاركة :