أعلنت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، أمس، عن تنظيم المعرض الرئيس الثاني لمتحف جوجنهايم أبوظبي، تحت عنوان «تفاعل • تشكيل • تواجد: مسارات إبداعية»، والذي سيفتتح أبوابه في 8 مارس المقبل، في منارة السعديات بجزيرة السعديات، أبوظبي. وسيتبنى المعرض سياق السرد المتحفي لجوجنهايم أبوظبي ونظرته الإبداعية العابرة للثقافات، حيث سيجمع فنانين معاصرين من مختلف الجنسيات والفترات الزمنية، الذين ميّزتهم إسهاماتهم الاستثنائية، وممارساتهم الفريدة في تاريخ الفن المعاصر، منذ ستينات القرن الماضي وحتى زمننا الحالي. ويأتي معرض «مسارات إبداعية» بعد معرض المتحف الأول «أبعاد مضيئة: مختارات من مقتنيات جوجنهايم أبوظبي» في 2014، والذي استقطب أكثر من 90 ألف زائر. وقال مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، سيف سعيد غباش، إن «ما يميز أبوظبي كوجهة ثقافية عالمية، هو انفتاحها واحتضانها لثقافات العالم، وتمسكها وحفاظها على جوهر أبعادها الاجتماعية والتاريخية. ورُسخت قواعد هذه الهوية الثقافية عبر برامج حافلة بالأنشطة والفعاليات والمعارض الفنية المختلفة، وأصبحت أبوظبي بذلك جسراً للتواصل الثقافي والحوار الحضاري. وسيركز معرض (مسارات إبداعية) على مصادر الإلهام المتشابهة والأفكار الفنية المنسجمة، التي تشكّلت ونمت مخترقة الفوارق الجغرافية عبر القارات، ومتأقلمة مع حقبات زمنية مختلفة، وسيقدّم المعرض أعمالاً تتسم بتنوعها وثراء أبعادها المادية والفكرية والعلمية، إضافة إلى أهميتها عبر مختلف الثقافات والفترات الزمنية. ويتخذ المعرض سياقه الفنيّ من رؤية المتحف العابرة للثقافات نهجاً ثابتاً لتسلسله وتفرّعه، متماثلاً مع أهداف هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الساعية إلى تعزيز وتأكيد مكانة الإمارة كمنصة لثقافات العالم». وسيتضمن المعرض ما يزيد على 25 عملاً فنياً لأكثر من 18 فناناً عالمياً، منها أعمال تركيبية، ولوحات، وصور فوتوغرافية، ومنحوتات، وفيديو، ورسومات على الورق، والتي ستتمحور حول ثيمات المعرض الثلاث الرئيسة المتمثلة في مفاهيم: التفاعل، التشكيل، والتواجد. وقال مدير متحف ومؤسسة سولومون آر جوجنهايم ريتشارد أرمسترونج: «سيحتضن معرض مسارات إبداعية أعمالاً فنيةً تركز على محلية مواقع جغرافية منها أبوظبي، ولندن، ونيويورك، وباريس، وطوكيو، تمكّن زائري المعرض من اكتشاف جماليات أوجه التشابه في اختلاف ثقافاتها. وكما عهدنا في معرض أبعاد مضيئة، تفرض هذه الأعمال الفنية معاني حسيةٍ تأخذ الزائرين في تجربة فنية تقدم بساطة وغموض حياتنا اليومية بمنظور مختلف. وهذا يمثل لمحة عن البحوث والدراسات الفنية الدقيقة، التي يقوم بها فريق عمل منسقي متحف جوجنهايم أبوظبي، لتحقيق رؤية المتحف الشاملة التي تتعدى الثقافات وحدود الزمان والمكان». تفاعل يعتبر فن الأداء منتجاً لعملية تعبيرية، تمكن الفنان من إدراك مفهومه الفني، موثقة بذلك رسالته الإبداعية التي تحصر جوهره ووجوده في حدود المكان والزمان. وبناء عليه تزايد اهتمام الكثير من الفنانين بالفن الأدائي والتفاعلي في حقبة الستينات. سيكتشف معرض «مسارات إبداعية»، هذا النهج الفني في قسم «تفاعل»، والذي سيحتفي بأعمال فنانين مخضرمين، منهم: رشيد آرائين ومحمد كاظم. رؤية تتمحور رؤية متحف جوجنهايم أبوظبي على الارتقاء بمستوى الوعي والتقدير للفن المعاصر والعمارة، وغيرها من مظاهر الثقافة البصرية المعاصرة من منظور دولي. ويدعم المتحف برنامجاً فنياً عابراً للثقافات حول الفن والثقافة البصرية، منذ ستينات القرن العشرين وحتى الوقت المعاصر، مع التركيز على الفنون من غرب آسيا، وشمال إفريقيا، وجنوب آسيا. تشكيل سيحتوي قسم «تشكيل» على أعمال تتمحور حول عملية الإنتاج الفني، حيث يعتبر العديد من الفنانين المعاصرين أن عملية الإنتاج الفني ومراحله، حتى الوصول إلى العمل الفني النهائي والمواد المستخدمة فيه، والتغيرات التي تطرأ عليه عبر مرور الزمن، وردود فعل الجمهور تجاهه، هي العوامل الأهم في قيمته الفنية وتقييمه، وليس العمل الفني الناتج. تواجد يلجأ الفنانون إلى ترك بصمتهم في أعمالهم الفنية، ونجد الوجود والحضور البشري، سواءً الفنان نفسه، أو غيره ممن حوله في عملهم الفني، وتظهر فيها الحركة البدنية دالةً على هذا الوجود. وسيمنح القسم الثالث من معرض «مسارات إبداعية» الفرصة للزوار للتعرف إلى الأساليب الفريدة، التي يتميز بها الفن المعاصر في تسخير الكيان البشري، لإتمام مفهوم فني محدد.
مشاركة :