تخوض القوات العراقية اشتباكات عنيفة مع مسلحي «داعش» داخل الموصل، فيما يخاطر المدنيون بأرواحهم تحت القصف ونيران القناصة للفرار من المدينة. وفي الأثناء، قتل 25 شخصاً على الأقل في هجومين انتحاريين تبناهما التنظيم استهدفا مدينتي تكريت وسامراء شمال بغداد. وأبدى «داعش» مقاومة شرسة في الدفاع عن أهم آخر معاقله، في مواجهة الهجوم الذي تقوده قوات مكافحة الإرهاب على الجبهة الشرقية للمدينة في الأسبوع الثالث من أكبر عملية عسكرية يشهدها العراق منذ سنوات. وقال قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي إن «قواتنا تواصل تطهير أحياء بينها السماح وكركوكلي والملايين وشقق الخضراء». وسبق للتنظيم أن خسر معاقل في العراق وسورية خلال الشهور الأخيرة. لكن الأمر مختلف في الموصل. وأكد الأسدي أن «المقاومة شديدة جداً وتكبد داعش خسائر كبيرة». وفي حي الانتصار، جنوب شرقي المدينة، خاضت الفرقة التاسعة المدرعة معارك، ودخلت إلى شوارع الموصل للمرة الأولى الجمعة. سمح هجوم القوات لبعض المدنيين بالفرار من المدينة، لكن معظم هؤلاء الذين يقدر عددهم بأكثر من مليون شخص ما زالوا محاصرين في الداخل بين الإرهابيين والقوات المدعومة من طائرات التحالف. وتمكن بعضهم من الوصول السبت إلى مخيم قرب الخازر، داخل المناطق التي يسيطر عليها الأكراد. وفيما لم تلق دعوات المنظمات الإنسانية إلى فتح ممرات آمنة للمدنيين الخارجين من المدينة صدى، ارتفعت أعداد النازحين في الأيام الأخيرة. ويبدو أن قدرة التنظيم على الرد بهجمات برية قد تلاشت، ويلجأ إلى تنفيذ هجمات على غرار ما قام به في مدينتي كركوك والرطبة شمال وغرب بغداد. وقتل 25 شخصاً على الأقل وأصيب أكثر من 50، بينهم زوار إيرانيون، في هجومين انتحاريين استهدفا أمس مدينتي تكريت وسامراء شمال بغداد. وقال ضابط في الشرطة برتبة مقدم: «قتل 15 شخصاً وأصيب 33 جراء هجوم انتحاري بسيارة مفخخة ضد حاجز تفتيش عند المدخل الجنوبي لتكريت» (160 كلم شمال بغداد). وأضاف: «قتل 10 أشخاص وأصيب 25، بينهم إيرانيون، جراء هجوم انتحاري بسيارة إسعاف داخل مرأب في سامراء. وأكدت مصادر طبية في مستشفيات تكريت وسامراء حصيلة القتلى. وتدير قوات «الحشد الشعبي» الملف الأمني في محافظة صلاح الدين إلى جانب قوات الشرطة المحلية، منذ استعادة السيطرة على تكريت والدور والعلم وبيجي العام الماضي، فيما يسعى مجلس المحافظة إلى استعادة صلاحياته الأمنية في إدارة الملف. وقال المحافظ أحمد الجبوري لـ «الحياة» إن «التفجيرات التي طاولت تكريت وسامراء رد فعل من داعش على الهزائم التي يتلقاها في الموصل»، ولفت إلى أن «غفلة بعض عناصر قوات الأمن عند نقاط التفتيش الرئيسية كانت سبباً وراء حصول الخرق». وطالب القوات الأمنية بـ»الحيطة والحذر وتغيير خططها لحماية السكان». ويأتي هجوم «داعش» في صلاح الدين بعد هجمات مشابهة شنها على محافظتي كركوك والأنبار، خلال الأسبوعين الماضيين بالتزامن مع انطلاق الحملة العسكرية لاستعادة الموصل، وتوقع قادة عسكريون عراقيون وأميركيون حصول مثل هذه الهجمات، وعودة التنظيم إلى استخدام التفجيرات داخل المدن. وفي بغداد قتل وأصيب نحو 20 شخصاً بتفجيرات انتحارية طاولت أحياء متفرقة بعد يوم على إعلان قوات الأمن إحباط خطة لـ»داعش»، وأكدت العثور على سيارة كانت محملة عبوات وأحزمة ناسفة معدة للتفجير. وقال مصدر في وزارة الداخلية أمس إن عبوة انفجرت أمس قرب محلات تجارية في منطقة الحسينية، شمال بغداد، أسفرت عن قتل شخص وإصابة ثمانية آخرين، فيما انفجرت عبوة ثانية قرب في منطقة الإسكان أسفرت عن قتل شخص وإصابة خمسة آخرين.
مشاركة :