إزمير/ أفسون يلماز/ الأناضول أفاد الدكتور جاغري بوكا رئيس فريق مكافحة استخدام المضادات الحيوية في الجمعية التركية للأمراض المعدية، أن 30 بالمئة من الوصفات الطبية (الروشتة) المكتوبة للمرضى الأتراك تحتوي على مضادات حيوية. وفي حديث لـ"الأناضول"، قال بوكا، إنَ "تعاطي المضادات الحيوية دون لزوم والإسراف في استخدامها، يؤديان إلى تكاثر البكتريا المقاومة لها داخل الجسم، ما قد يسبب أعراض جانبية تصل أحيانا إلى الوفاة. وأوضح بوكا أستاذ الأمراض الالتهابية في جامعة إيجة التركية، أن سوء استخدام المضادات الحيوية ليس مقتصرا على تركيا فحسب، وإنَما هو داء تعاني منه كافة دول العالم. وأضاف قائلا، "بعض الدول تولي أهمية قصوى إلى هذه الظاهرة وتتداولها على مستوى عال جدا، يصل أحيانا إلى مستوى الوزراء ورؤساء الجمهوية؛ لما تشكَله من تهديدات كبيرة إلى مواطنيها". وأشار بوكا أن أوروبا تفقد سنويا بين 23 و25 ألف من مواطنيها نتيجة التداعيات المرتبطة بالبكتريا المقاومة للمضادات الحيوية، فيما تفقد الولايات المتحدة الأمريكية ما بين 25 و 30 ألف لنفس الأسباب. ولفت الأكاديمي التركي، أن العالم فقد حوالي 10 ملايين إنسانا في الفترة التي تلت عام 2010 على خلفية استخدام المضادات الحيوية. وعن الجهود التي تبذلها تركيا في هذا الصدد، قال جاغري، "منعت وزارة الصحة التركية صرف أي مضاد حيوي للمرضى دون إظهار وصفة طبية تشير إلى الحاجة إليه". وتابع، "هذه الخطوة لعبت دورا كبيرا في الحد من استخدام المرضى للمضادات الحيوية، الأمر الذي نتج عنه انخفاض كبير في عدد الوفيات". ولفت بوكا أن مع حلول فصل الشتاء وانتشار عدوى الإنفلونزا، يلجأ كثيرون حول العالم إلى تعاطي المضادات الحيوية بكثرة، مؤكدا أن نصف هذه الجرعات المتناولة تكون غير لازمة وتسبب الكثير من الأمراض. وعن الأعراض الجانبية للمضادات الحيوية، قال الطبيب التركي، "رصدنا أعراضا متنوعة للإسراف في استخدام المضادات الحيوية، لعل أبرزها هي تطور البكتريا المقاومة، وما تسببه من آثار سامة على الكلى". وأضاف، "مع الأسراف في استخدام المضادات الحيوية، ترتفع أيضا الإنزيمات في الكبد، فضلا عن تأثيره بالسلب على الخلايا العصبية في الجسم، ومؤشرات الدم". وأشار بوكا أن فريقه ينفذ عديدا من الندوات التثقيفية في شتى أنحاء تركيا، في نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام ضمن الأسبوع الدولي لتوعية المواطنين بالأضرار والتهديدات الناجمة عن استخدام المضادات الحيوية. وأضاف أنهم خلال هذه الندوات، يشرحون للجماهير أن المضادات الحيوية هي مجرد علاج للالتهابات البكتيرية وليس لها أي جدوى أو تأثير مضاد تجاه الأمراض الناجمة عن الفيروسات والفطريات والطفيليات. وتابع قائلا، "علينا التأكد قبل استخدام أي مضاد حيوي من هذه الأسئلة: هل ما أعاني منه مرض ناتج عن التهاب؟ وبعد التأكد من ذلك، نبحث هل هو بكتيري أم لا؟". وأكد أيضا أن مثل هذه الأسئلة ليست كافية لاستخدام المضادات الحيوية، بل يجب أيضا الخضوع لبعض الفحوصات والتحاليل، ومن ثم بدء تعاطيها وفقا للجرعات المسموح بها. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :