الموصل - وكالات: يعدّ المدنيون في الموصل هم الخاسر الوحيد من معركة تحريرها من سيطرة داعش، والتي انطلقت الشهر الماضي، حيث وقعوا ضحية التهجير والحصار داخل أحياء الموصل فيما عمد تنظيم داعش على أخذ جزء منهم دروعاً بشرية أثناء عمليات انسحابه من مكان إلى آخر داخل الموصل على وقع ضربات الجيش العراقي والبيشمركة وغارات التحالف الدولي، فقد أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أمس وصول أعداد النازحين من مدينة الموصل إلى 37 ألفاً منذ انطلاق العمليات العسكرية يوم 17 أكتوبر الماضي لاستعادتها. وقال الوزير جاسم محمد "إن أعداد النازحين في مخيمات الوزارة منذ انطلاق عمليات تحرير نينوى بلغت 37184 نازحاً". وأضاف في بيان إن "فرق الوزارة الميدانية وزعت مساعدات غذائية وعينية حال وصولهم مراكز الاستقبال، وعاد 146 نازحاً من مخيم ديبكة إلى مناطق سكناهم الأصلية في منطقة تل الشعير بمحافظة نينوى، وبلغ العدد الكلي للعائدين بمناطق نينوى المحررة 2103". من جهته، قال العضو بجمعية الهلال الأحمر العراقية إياد رافد إن المئات من المدنيين يواصلون الفرار من مناطق شرقي الموصل مع تقدم القوات العراقية نحو مركز المدينة. وأضاف إن فرق وزارة الهجرة والمنظمات الإنسانية والأجنبية استقبلت خلال الساعات الماضية أكثر من ألفي نازح أغلبهم نساء وأطفال "هربوا من مناطق القتال شرقي الموصل ونقلوا بسيارات لمخيم الخازر". ويوجد غالبية النازحين من مناطق الموصل في مخيمي "حسن شام"، و"الخازر" الذي يقع على بعد نحو 30 كلم شرق الموصل، وشيدته الحكومة المركزية بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان العراق، ويتسع لنحو ثمانية آلاف عائلة، وتشرف عليه وزارة الهجرة. أما "حسن شام" الواقع بمنطقة الخازر أيضاً فيتسع لنحو 24 ألف نازح، وشيدته الأمم المتحدة بالتنسيق مع حكومة الإقليم المشرفة عليه. توقع الأسوأ وبينما توقعت منظمات دولية نزوح نحو مليون شخص خلال الحملة العسكرية على الموصل، قال مسؤولون أمريكيون إن عددهم "ما زال حتى الآن دون المتوقع" لكنهم نبهوا إلى أن هذا العدد يمكن أن يرتفع سريعاً". وقال مسؤول أمريكي باتصال هاتفي مع الصحفيين إنه منذ بدء هجوم القوات العراقية قبل ثلاثة أسابيع "غادر 33 ألف شخص منازلهم هرباً من المعارك، وهذا أقل من المتوقع، لكن القوات العراقية لم تصل حتى الآن إلى المناطق الأكثر اكتظاظاً بالمدينة". وأوضح المسؤولون الأمريكيون أن ثمانين ألف مكان باتت جاهزة بالمخيمات، والمجموع قد يصبح 250 ألفاً منتصف ديسمبر. دروع بشرية قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أمس إن مقاتلي تنظيم داعش خطفوا 295 من أفراد قوات الأمن العراقية السابقين قرب الموصل وإنهم أجبروا أيضاً 1500 أسرة على الانسحاب معهم من بلدة حمام العليل. ووقعت عمليات الخطف تلك الأسبوع الماضي في الوقت الذي واصلت فيه القوات الحكومية العراقية وقوات البيشمركة الكردية وجماعات شيعية هجوماً لاستعادة الموصل من داعش بدعم جوي بقيادة الولايات المتحدة. وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم المفوضية "يبدو أنه تم نقل الناس قسراً أو خطفهم إما بهدف استخدامهم كدروع بشرية أو قتلهم بناء على انتماءاتهم". وأُخذ نحو 100 من الأفراد السابقين بقوات الأمن العراقية عند منتصف ليل الثالث من نوفمبر من قرية الموالي الواقعة على بعد نحو 20 كيلومتراً غربي الموصل. وخُطف 195 آخرون فيما بين الأول من نوفمبر والرابع من الشهر نفسه من قريتين في منطقة تلعفر. وقالت شامداساني إن العائلات المخطوفة تُنقل من بلداتها إلى مطار الموصل. وأضافت في بيان للأمم المتحدة في جنيف إن "مصير هؤلاء المدنيين مجهول في الوقت الحالي". بعشيقة بيد الأكراد فرضت قوات البيشمركة الكردية سيطرتها الكاملة على بلدة بعشيقة شمال شرق الموصل في العراق أمس، وتعد استعادة السيطرة على بعشيقة إحدى أهم الخطوات في تأمين المحيط الشرقي الكامل لمدينة الموصل، بعد ثلاثة أسابيع من بدء القوات العراقية عملية عسكرية ضخمة لدخول ثاني أكبر مدن البلاد. وقال الأمين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور إن القوات الكردية فرضت "سيطرة كاملة" على بعشيقة. وأضاف ياور إن "قواتنا تقوم بنزع الألغام وتمشيط المدينة من الداخل"، مشيراً إلى "مقتل 13 إرهابياً كانوا مختبئين داخل بعض البيوت وحاولوا الهروب عن طريق جبل بعشيقة وعثر على خمسة آخرين داخل أنفاق".
مشاركة :