فرانس24 من قلب معركة الموصل: معارك ضارية والمدنيون هم الخاسر الأكبر

  • 3/2/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

قصف جوي عنيف ومروحيات تحلق بكثافة في سماء الموصل وتحاول تحييد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" وسياراته المفخخة التي يزج بها في أرض المعركة كلما زاد الخناق عليه. فيما بات يعرف بمعركة غرب الموصل يتولى جهاز مكافحة الإرهاب المعروف بقدرته العالية على خوض حروب الشوارع، والمدرب من قبل قوات أمريكية،  أحد المحاور الأمامية غربا، بينما تواصل قوات الرد السريع التابعة للشرطة الاتحادية مهمة التقدم على المحور الآخر في وجه تنظيم "الدولة الإسلامية" لتصبح على مقربة من قلب الموصل من الجهة الجنوبية. أما على المحور الشمالي الغربي فباتت طريق الموصل - تلعفر تحت نيران الفرقة التاسعة مدرعة. صورة فرانس 24 الموصل تقدم حذر تسنده المدفعية الثقيلة وطيران التحالف والمروحيات التي تعتمد على إحداثيات القطاعات المتقدمة. إلا أن المعركة تزداد ضراوة كلما اقتربت من قلب المدينة أو ما يعرف بالمدينة القديمة. هناك تنتظر القوات العراقية معركة شوارع ستكون الأشرس دون أدنى شك. فالمدينة القديمة تمتاز بضيق شوارعها وكثرة أزقتها التي ستحول دون دخول الدبابات والسيارات العسكرية الثقيلة، ناهيك عن وجود مئات الآلاف من المدنيين الذين لا زالوا محاصرين هناك ويقبعون تحت وابل من الرصاص ومن تبادل النيران وتحت القصف الجوي. إلا أن عمل الطائرات أيضا سيكون محدودا في المدينة القديمة، وهي إحدى الاستراتيجيات التي يعتمد عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يحاول ما استطاع منع المدنيين من الخروج. المدنيون، هم الخاسر الأكبر في هذه المعركة. فالبيوت تهدمت أو احترقت وشبح النزوح ينأى بهم عن ديارهم إلى مصير مجهول أفضله مخيمات تعج بالنازحين ممن تمكنوا من الفرار من المناطق المحررة وسط شح المساعدات وصعوبة تقديمها لجل من نزحوا تاركين خلفهم كل ما يملكون، دون الحديث عن تفرق بعض العائلات التي تبدو على ملامحها آثار الرعب من هول ما رأوه من التنظيم من جهة، ومن احتدام المعارك في الجو وعلى الأرض من جهة أخرى. التقدم بطيء إذاً كلما اقتربنا من قلب المدينة والخوف الأكبر يكمن في المجهول. فالتساؤل الأبرز يدور حول ما يخبئه التنظيم من ورقة أخيرة يلقي بها في رحى المعركة. البعض يتحدث عن امتلاكه سلاحا كيماويا ستكون عواقبه وخيمة على الجميع. أضف إلى ذلك اتخاذه من تبقى من مدنيين دروعا بشرية ستعقد من سير المعركة. إلى الغرب وفي محيط مدينة تلعفر، على بعد حوالي 70 كلم من الموصل، يحاصر مقاتلو الحشد الشعبي المدينة ويتولون مهمة قطع الطريق الذي يصل تنظيم "الدولة الإسلامية" بمعقله في مدينة الرقة السورية. فهل يخوض التنظيم معركته حتى آخر مقاتل في الموصل أم أن قياداته بدأت بالفرار نحو الرقة. المجهول إذن يبقى الخطر الأكبر الذي يحدق بالموصل في معركة أتت على كل شيء وتركت مدينة بأكملها أطلالا، ستحتاج إلى سنين لإعادة بنائها. عبد الله ملكاوي نشرت في : 01/03/2017

مشاركة :