أجرى المحققون العراقيون عملية كشف أولية أمس لموقع المقبرة الجماعية التي تم اكتشافها في منطقة جنوب الموصل، التي استعادت القوات الأمنية السيطرة عليها مؤخرا من تنظيم داعش. وكانت الشرطة العراقية أعلنت أول من أمس أنها عثرت على المقبرة الجماعية داخل كلية الزراعة في حمام العليل، مشيرة إلى أنها سترسل محققين إلى المكان. ولاحظ صحافي من وكالة الصحافة الفرنسية في المكان أشلاء وعظاما داخل القمامة في موقع المقبرة الجماعية الموجودة في أرض صحراوية غرب البلدة. وأشار إلى أن رجالا بلباس الشرطة العراقية سحبوا جثتين باستخدام الحبال؛ إحداهما مقطوعة الرأس، وانتشلوا أيضا رأسا مقطوعا، ثم طلب منهم إعادتهما إلى مكانهما. ودخل المحققون إلى موقع المقبرة، وبعضهم كانوا يضعون أقنعة على وجوههم بسبب رائحة الجثث، وبدأوا بتسجيل الملاحظات. وقال محمد طاهر التميمي، رئيس غرفة عمليات الأمانة العامة لمجلس الوزراء التي تنسق وتشارك في الدعم اللوجيستي لفريق التحقيق: «اليوم (أمس) الفريق قام بكشف أولي». وأضاف: «ما أستطيع أن أقوله إن هذه الجريمة ترقى إلى أنها مجزرة، ارتكبت بحق مدنيين معصوبي الأعين وموثوقي الأيدي والأقدام، وبعضهم للأسف الشديد مقطوع الرأس، والبعض الآخر مهشم الرأس، والبعض حقيقة منهم ترك في العراء لتنهشه الحيوانات». وكانت قيادة العمليات المشتركة أشارت أول من أمس إلى العثور على «مائة جثة مقطوعة الرؤوس لمواطنين»، من دون تقديم أي دليل على الأرض. وفي هذا السياق، أوضح التميمي: «ما شاهدناه هذا اليوم (أمس) أعتقد أنه يقارب 25 جثة ظاهرة. ولكن هذا لا يعني أن هذا هو العدد الكلي. نعتقد أن هناك أعدادا كبيرة جدا». وسبق أن قدمت القوات العراقية تقديرات عن أعداد ضحايا في مقابر جماعية قبل أن يتم سحبها وتعدادها. ومارس التنظيم المتطرف أبشع الممارسات وأكثرها وحشية في المناطق التي سيطر عليها خلال السنتين الماضيتين، تضمنت عمليات إعدام جماعية موثقة بالصور وأشرطة الفيديو.
مشاركة :