فرضت «قوات البيشمركة» سيطرتها الكاملة على بعشيقة، شمال شرقي الموصل، وبدأت تمشيطها بحثاً عن عناصر «داعش». وتعد استعادة البلدة إحدى أهم الخطوات في تأمين المحيط الشرقي الكامل للمدينة، بعد ثلاثة أسابيع من بدء القوات العراقية عملية ضخمة لدخول ثاني أكبر مدن البلاد. وقال الأمين العام لوزارة «البيشمركة» جبار ياور إن القوات الكردية فرضت «سيطرة كاملة» على بعشيقة. وأضاف إن «قواتنا تقوم بنزع الألغام وتمشيط المدينة من الداخل»، مشيراً إلى «قتل 13 إرهابياً كانوا مختبئين داخل بعض البيوت وحاولوا الهروب عن طريق الجبل(...) وعثر على خمسة آخرين داخل أنفاق». وأشار إلى استعادة كامل المناطق المحيطة بالموصل، من شمال شرقي المدينة وحتى الجنوب الشرقي، وقال إن «قوات البيشمركة أكملت تحرير كل المناطق المحددة ضمن خطة تحرير الموصل، ومهدت الطريق في كل المحاور للجيش الاتحادي للعبور وتحرير مركز المدينة». وتشارك القوات الكردية في عملية استعادة الموصل، بإشراف القوات الحكومية، لكنها تقاتل وحدها. وتحظى العملية بدعم التحالف الدولي. وفي هذا السياق، أكد ياور «أن مركز المدينة هو من واجبات الجيش الاتحادي والشرطة وقوات مكافحة الإرهاب، لن تدخلها البيشمركة ولا فصائل الحشد الشعبي» التي تضم مقاتلين ومتطوعين شيعة. وقال مسؤول الإعلام في «البيشمركة» العقيد دلشاد مولود: «نقوم بعمليات التنظيف بيتاً تلو بيت. هناك قسم من المباني بداخلها انتحاريون وقناصون. بعضهم يستخدم الأنفاق». وأوضح القائد المحلي اللواء سيد هزار أن «خمسة في المئة من البلدة تقريباً ما زالت تحت سيطرة التنظيم». ويقدر عدد مسلحي «داعش» في الموصل بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف. ويثير مصير المدنيين المحاصرين داخل المدينة قلق المنظمات الإنسانية. وعددهم في الموصل بأكثر من مليون شخص. وكانت القوات العراقية سجلت الإثنين انتصاراً جديداً بسيطرتها على حمام العليل، البلدة الإستراتيجية الواقعة على بعد 15 كيلومتراً إلى جنوب حدود الموصل. وأعلنت الشرطة أنها عثرت على مقبرة جماعية داخل كلية الزراعة في البلدة، فيما أشارت قيادة العمليات المشتركة إلى أن «القوات(...) عثرت على جريمة جديدة بوجود مئة جثة مقطوعة الرأس». وفي المكان أشلاء وعظام داخل القمامة في موقع المقبرة الجماعية في أرض صحراوية. ولكن لم يكن ممكناً تحديد العدد الدقيق للضحايا. ومارس التنظيم الإرهابي أبشع الممارسات وأكثرها وحشية في المناطق التي سيطر عليها خلال السنتين الماضيتين، تضمنت عمليات إعدام جماعية موثقة بالصور وأشرطة الفيديو. في واشنطن، أعلنت وزارة الدفاع أن الولايات المتحدة تستخدم مروحيات «أباتشي» في عمليات الإسناد الجوي التي توفرها للقوات العراقية في هجومها الرامي لاستعادة الموصل. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع بيتر كوك إن القوات الأميركية توجه الهجمات بالمروحيات ضد السيارات المفخخة التي يستخدمها التنظيم في تفجيرات انتحارية.
مشاركة :