شنت قوات البيشمركة أمس هجوما موسعا من عدة محاور على مواقع تنظيم داعش غرب الموصل، وتمكنت خلال ساعات من استعادة السيطرة على عدد من القرى وأحكمت سيطرتها على الطريق الواصل بين الحدود السورية ومدينة الموصل عبر قضاء تلعفر الذي كان التنظيم يستخدمه للحصول على الأسلحة والأعتدة. وذكر بيان لمكتب مستشار مجلس أمن إقليم كردستان، مسرور بارزاني: «بدأت قوات البيشمركة من الساعة السابعة من صباح اليوم (أمس) بهجوم موسع على مواقع تنظيم داعش غرب وشرق سد الموصل»، وبينت أن «البيشمركة تمكنوا خلال ساعتين من الهجوم من استعادة السيطرة على قرى تل خضر وكهريج وجمرود وناحية آسكي موصل، وهم يواصلون التقدم لتطهير تلك المناطق من مسلحي داعش»، مؤكدا أن «طائرات التحالف الدولي قدمت إسنادا كبيرا لقوات البيشمركة في هجومها لتحرير تلك المناطق». بدوره قال رئيس أركان قوات البيشمركة، الفريق جمال محمد، في حديث لـ«الشرق الأوسط» «لقد بدأ الهجوم من 3 محاور، المحور الأول شمل كافة القرى الموجودة خلف معسكر الكسك باتجاه سايلو الموصل، والمحور الثاني باتجاه ناحية آسكي موصل وغرب جبل بادوش المسيطر على طريق تلعفر، كسك والموصل، والمحور الثالث نحو المفرق، تم تحقيق كافة أهداف الهجوم ولم تبق سوى قرية واحدة وقد بدأت قواتنا في تحريرها». وتابع محمد: «المناطق الاستراتيجية التي استعدنا السيطرة عليها تتمثل بمنطقة غرب جبل بادوش، الذي يسيطر على الطريق الذي يربط مدينة الموصل بقضاء تلعفر، التنظيم كان يستخدم هذا الطريق للتنقل بين سنجار وتلعفر والموصل باتجاه سوريا، والحصول على الأسلحة والإمدادات عبره». وأضاف أن «الهدف من العملية هو تأمين سد الموصل، وتأمين عدد من القرى التي كان التنظيم يطالها بقذائفه ومدافعه، وما تحقق خلال الهجوم من تقدم سيكون عاملا مساعدا للقوات العراقية في عملية تحرير الموصل، فنحن الآن نسيطر على إحدى الطرق الرئيسية المؤدية إلى مركز مدينة الموصل». وبين محمد أن «التنظيم هاجم قوات البيشمركة أثناء المعركة بـ3 عجلات مفخخة، وتمكنت قواتنا من تدمير اثنتين منها بصواريخ ميلان المضادة للدروع قبل أن تصل إلى مواقع مقاتلينا أما الثالثة فدمرت من قبل طائرات التحالف الدولي قبل وصولها الهدف، ومسلحو داعش لم يصمدوا أمام تقدم البيشمركة في هذه المناطق». من جانبه قال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الـ14 للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «طائرات التحالف الدولي دمرت أمس 10 مدافع لتنظيم داعش في منطقة الشلالات شمال شرقي مدينة الموصل، حيث كان التنظيم يعدها للهجوم على قوات البيشمركة». وأشار إلى أن «معركة أمس أسفرت عن استعادة السيطرة على 7 قرى في ضواحي ناحية وانه، وقتل خلال الهجوم العشرات من مسلحي داعش، والآن قواتنا تحاصر ناحية وانه القريبة من سد الموصل، حيث فر مسلحو التنظيم الإرهابي منها، لكن البيشمركة لم تدخل بعد الناحية لأن داعش فخختها بالعبوات الناسفة، لذا مقاتلونا ينتظرون تطهير هذه الناحية الاستراتيجية من العبوات الناسفة أولا لتدخلها فيما بعد، أما الآن فقد أصبحت الطريق ممهدة للجيش العراقي لتنفيذ عملية تحرير الموصل». في غضون ذلك أعلن مصدر في قوات البيشمركة في ناحية جلولاء أن فرق البحث الميدانية اكتشفت مقبرة جماعية في معسكر الكوبرا غرب الناحية يضم رفات 40 شخصا، بينهم عدد من مقاتلي البيشمركة. وقال كامران حمة جان أحد قادة البيشمركة في المنطقة إن «المقبرة كانت تضم رفات 12 مقاتلا من قوات البيشمركة، و28 مدنيا بينهم نساء وأطفال، قتلهم التنظيم الإرهابي بعد سيطرته على جلولاء في أغسطس (آب) الماضي، وغالبية الجثث الموجودة في المقبرة فصل فيها الرأس عن الجسد، وتعرضت للتشويه»، موضحا بالقول إن «مقاتلي البيشمركة هؤلاء ربما كانوا قد أسروا خلال القتال في الناحية وجرى قتلهم في وقت لاحق». وحول أوضاع الناحية بعد تحريرها من قبل قوات البيشمركة في نوفبر الماضي، قال حمة جان: «تواصل فرق الهندسة العسكرية التابعة لوزارة البيشمركة تطهير جلولاء من العبوات الناسفة التي زرعها داعش قبل انسحابه منها، والآن تم تطهير نحو 50 في المائة من الناحية، لكن ما زالت هناك كميات كبيرة من المتفجرات فيها، لذا لم يعد لحد الآن السكان إليها، فقط عاد أهالي قرية الحسينية، شمال جلولاء بعد تطهير قريتهم من العبوات الناسفة بالكامل».
مشاركة :