أبوظبي: مريم عدنان أكد سهيل محمد فرج المزروعي، وزير الطاقة، العضو المنتدب لشركة الاستثمارات البترولية الدولية (آيبيك)، أن شركات النفط التي تسارع إلى الاستثمار خلال فترة الانكماش الحالي في أسعار النفط تكون هي المستفيد الأبرز عند عودة العرض والطلب إلى حالة التوازن. قال سهيل المزروعي، خلال جلسة نقاش استضافها برنامج أديبك لكبار الشخصيات، إن الطلب على النفط يتجاوز العرض على المدى البعيد، موضحاً أن الوقت الراهن يعتبر مناسباً لاستثمار الشركات التي لديها رؤية مستقبلية وتتمتع بميزانيات عمومية قوية لا الانسحاب. وأكد أن صناعة النفط دوارة بطبيعتها، وهو أمر غالباً ما يغيب عن الأذهان في خضم التقلبات قصيرة الأمد التي تشهدها الأسواق، لافتاً إلى أن الطبيعة الدورية لهذه الصناعة تجعل تحقيق توازن طويل الأمد بين العرض والطلب عملية شبه مستحيلة، مضيفاً أن الطلب على النفط شهد ارتفاعاً ثابتاً وأن دورة الأعمال التجارية التي تدفع الزيادة في الطلب تتحرك بوتيرة أسرع من وتيرة التوسع الذي يمكن لقطاع النفط أن يُحدثه في قدرته الاستيعابية على زيادة الإمدادات المعروضة. وقال إن العامين الماضيين شهدا تأجيل مشاريع نفطية في مختلف أنحاء العالم بقيمة تُقدرّ بنحو 200 مليار دولار، موضحاً أن الهبوط الملحوظ في الاستثمارات قد يجعل الشركات، التي تتبع سياسات تقشفية، بطيئة في تجاوبها مع السوق عندما تبدأ في الصعود مجدداً، لا سيما وأن الإطار الزمني الاعتيادي المستغرق منذ اكتشاف احتياطات جديدة وحتى بدء أول عملية إنتاج، يتراوح بين ست وتسع سنوات. وأضاف: على النقيض من ذلك، فإن الشركات التي قامت باستثمارات في وقت انخفاض أسعار الأصول سوف تكون مهيّأة تماماً لتلبية الطلب المتزايد جرّاء تمتعها بقدرة استيعابية إضافية، والحصول بالتالي على حصة أكبر من سوق صاعدة في المستقبل. ورأى المزروعي أن رد الفعل الكبير المتمثل بالحد من الاستثمار سيؤدي حتماً إلى عودة حالة التوازن في الطلب، الذي سوف يزيد في نهاية المطاف متجاوزاً المعروض في غضون السنوات القليلة المقبلة، وأضاف أن الوقت الراهن يشكّل فرصة ذهبية سانحة أمام الشركات التي بإمكانها اتخاذ قرارات تمكنها من القيام باستثمارات استراتيجية ذهبية بعيدة الأمد. من جانب آخر، أكد المزروعي ارتفاع نسبة المرأة الإماراتية العاملة في القطاع البترولي محلياً، حيث تشغل نحو 70 % من الوظائف الإدارية والهندسية في الشركات والمؤسسات العاملة في القطاع. وقال إنه من المتوقع أن ترتفع مساهمة المرأة الإماراتية العاملة في القطاع.
مشاركة :