مصر على كف عفريت لمواجهة ثورة الغلابة غداً

  • 11/10/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - وكالات: مع بدء العدِّ التنازلي لحلول غدٍ الجمعة، المعروف بـ"11/11"، بما يتضمنه من دعوات للتظاهر، تحت عنوان: "ثورة الغلابة"، احتجاجاً على نظام حكم الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي.. تعيش مصر على "كف عفريت"، في حالة من الغموض الممزوج باستنفار حكومي وترقب شعبي. ومن جانبها لجأت الحكومة المصرية إلى استخدام كل ما لديها من أوراق ضغط، وفي مقدمتها تشديد القبضة الأمنية، عبر قوات خاصة من وزارتي الدفاع والداخلية، وتوسيع دوائر الاشتباه والاعتقال، وتخصيص خطبة الجمعة من قبل وزارة الأوقاف للدعوة إلى الحفاظ على مصر. فيما ساد الشارع المصري مشاعر واسعة من الحيرة بين المشاركة في المظاهرات "الغامضة"، أو إرجاء قرار الخروج للتظاهر إلى وقت آخر، لتفويت الفرصة على سيناريوهات توظيف "11/11" لصالح النظام، لاسيما بعد أن تبين أن هناك محاولة بالفعل من قبل السلطات، وأذرعها المخابراتية، للتلاعب بها. وفاقم من حالة التوتر -التي يعاني الشارع المصري منها حالياً- دعوة السفارة الروسية في القاهرة رعاياها، إلى الابتعاد عن الأماكن المزدحمة يوم 11 نوفمبر، تحسباً لأي أعمال عنف. ونشرت الحكومة عدداً كبيراً من مدرعات مكافحة الشغب والأمن المركزي التابعة لوزارة الداخلية في عدد من الأحياء الرئيسة في القاهرة والجيزة، لا سيما الشوارع والميادين الكبرى، مثل: فيصل، والهرم، وميدان الجيزة، والدقي، والمطرية، وبولاق الدكرور، وغيرها. كما رصد نشطاء نزول قوات الجيش والأمن المركزي إلى شوارع مركزية، كطريق (مصر - الإسماعيلية) و(مصر - السويس)، والطريق الدائري، والأوتوستراد، وغيرها. ولجأت وزارة الداخلية إلى سلاحي الوعيد والتهديد (المعتاد) في مثل هذه الحالات، إذ أكدت أنه سيتم تطبيق قانوني التظاهر والإرهاب على من يشارك في المظاهرات، بادعاء عدم حصولها على الموافقات القانونية، وأن الأوامر صدرت للقوات الأمنية بالتعامل الحاسم مع أي أعمال شغب أو عنف. وأكدت الداخلية في إخطارها للجهات الأمنية، رفع حالة الاستعداد القصوى، وإيقاف الراحات والإجازات، بدءاً من الثامنة من صباح الثلاثاء، وتنشيط وتفعيل الكمائن الحدودية، وتكثيف دوريات وحدات التدخل السريع في كل المدن، مع وجود منظومة إلكترونية للسيطرة على الشوارع، من خلال شبكة كاميرات مكونة من 1200 كاميرا مراقبة تم توزيعها خلال الفترة الماضية في الشوارع والميادين والطرق السريعة. ونشرت وزارة الداخلية الآلاف من عناصر الشرطة السرية المكلفة من قبل مديريات الأمن وقطاع الأمن الوطني، لرصد كل من يضبط متهماً بالتحريض بوسائل المواصلات، أو تصوير مشاهد أو فيديوهات عن الوضع الداخلي المصري، ورفع حالة الاستعداد القصوى. كما اعتمدت القوات المسلحة خطة "السيطرة الشاملة"، بمشاركة أكثر من 120 ألف ضابط وجندي، بما يشمل تأمين مدن القناة والمجرى الملاحي لها، والدفع بقوات إضافية على الحدود مع قطاع غزة، ونشر القوات والمدرعات في مداخل ومخارج المدن الكبرى، في القاهرة والمحافظات كافة، وفق مصادر أمنية. وقالت مصادر مطلعة في مطار القاهرة، إن إدارة المطار"أمرت مختلف الأجهزة الأمنية بوقف الإجازات وسط العاملين لديها، وزيادة وتكثيف أعدادهم في كل المواقع، والتدقيق في إجراءات التفتيش والاشتباه، لضبط أي عناصر مشبوهة تحاول دخول دائرة المطار، وفحص السيارات، ومنع أي طرود أو حقائب مشبوهة، مع زيادة التفتيش للركاب وكل المترددين". واستنفر أنصار السيسي في ائتلاف "دعم مصر" لمواجهة 11/ 11، واعتمد الائتلاف في اجتماع مغلق عقده مكتبه السياسي، خطة التحرك والمواجهة. وقام عدد من المواطنين، ممن أطلق عليهم الأهالي لقب "أمنجية النظام"، أكد بعضهم أنهم "مخبرون متنكرون".. بالتجول في شوارع مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية، وبحوزتهم مكبرات صوت، يحذرون عبرها المواطنين من عواقب النزول في 11 نوفمبر. وعلى المستوى الإعلامي، خصص الإعلاميون الموالون للسيسي أحاديثهم لشيطنة جماعة الإخوان المسلمين، والادعاء بأنها صاحبة الدعوة للتظاهر، وتحذير المواطنين من المشاركة في المظاهرات. وزعم أحمد موسى أن "الدعوات إلى التظاهر هي دعوات لتأخير مصر 100 سنة". من جهتها، قررت وزارة الأوقاف المصرية تعميم خطبة موحدة ليوم غدٍ الجمعة، حول مكانة مصر في القرآن والسنة. وغير بعيد، قررت جامعة الأزهر غلق المدينة الجامعية للطلاب، بدءاً من أمس ، وحتى الأحد 13 نوفمبر، تزامناً مع الدعوات التي أطلقت للتظاهر في 11 نوفمبر.

مشاركة :