الصحافة الإلكترونية.. الدخلاء يشوهون المهنة !

  • 11/10/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لا تزال بعض الصحف الإلكترونية لاسيما غير المرخصة منها تعيش حالة من الفوضى لغياب المهنية والمصداقية وأخلاقيات العمل الإعلامي بصورة عامة، والتي ينتج عنها كثرة الشائعات، فضلاً عن إثارة قضايا المناطقية السلبية، والقبلية والعنصرية لازدياد الدخلاء على مهنة الإعلام وتحديداً الصحافة الالكترونية وبكل أسف للتباهي بالصفة الإعلامية حتى أصبح لفظ إعلامي: أسلوباً مبتذلاً وعملا لمن لا عمل له، حيث لا تزال معاناة المجتمع مستمرة من واقع فوضى الصحافة الالكترونية، ولخلوها من المتخصصين بمجال الاتصال والإعلام. وعلى الرغم من منح معظم الصحف الالكترونية للتراخيص الرسمية من قبل وزارة الثقافة والإعلام إلا أن المشهد الحالي للصحف الالكترونية غير مرضي لواقعه المؤسف، ويتطلب اتصالاً جماهيرياً منضبطاً وإعلاماً مهنياً آمناً ومتوازناً ومسؤولاً عن القيم وحفظها في المجتمع، لتتمكن هذه الصحف في المحافظة على مصداقيتها عند المتلقي ولتكون قادرة على المواجهة والتحدي والتميز بين الصحف الأخرى، فضلاً عن الدور الكبير لتلك الصحف من خلال نشر المعلومات الدقيقة - في ظل تعدد مصادر المعلومات وفي كل وقت – ومخاطبة عقول المتلقين لاختلاف قدراتهم من فرد لآخر وللارتقاء بمستوى الرأي العام وخصوصاً عندما يتكون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال التنوير والشرح والتفسير للمعلومة بكل مصداقية ومنطقية. قوانين منظمة للممارسة يرى د. عبدالله العساف -رئيس قسم الإعلام المتخصص وأستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام محمد بن سعود - أن الفضاء الالكتروني مفتوح للجميع ولا بد من الاعتراف به فهو شريك رئيس في العمل الإعلامي، وله جمهوره وسياسته التحريرية، ولا يمكن احتواءه أو توجيهه، ولكن يمكن ضبطه عن طريق تشريع القوانين المنظمة للعمل الصحفي الالكتروني وتطبيقها دون استثناء، وقبل ذلك التوعية المستمرة والتدريب، بالإضافة إلى اشتراط حدود معينة ومن أهمها المستوى التعليمي على أن لا تقل عن المرحلة الجامعية وسنوات ليست طويلة من الخبرة والممارسة، إضافةً إلى ضرورة اجتياز دورة خاصة بالصحف الالكترونية، ويكون جزءاً منها متعلقاً بالجرائم الالكترونية حتى يكون الممارس للصحف الالكترونية واعياً ومطلعاً على حدود الممارسات الإعلامية ولإدراك خطورتها بالوقت ذاته، بدءاً من اختيار الكاتب وإجازة الموضوع ووضع معايير خاصة لا بد من توافرها قبل نشر الخبر مع الالتزام بها التزاماً تاماً، بالإضافة إلى إعلان السياسة التحريرية للصحف، علماً بأن القارئ أصبح واعياً وقادراً على التمييز بين الجيد من الرديء وبالتالي الصحف الرصينة والمهنية ستبقى وتحقق ما تسعى إليه والبقية ستتلاشى مع مرور الوقت. استقطاب المتخصصين من جهته قال بندر الباهلي - ماجستير في إعلام من جامعة الملك سعود-: إن وجود التأسيس النظري لدى الإعلامي أو الممارس لهذه المهنة بشكل خاص أمراً في غاية الأهمية، وخصوصاً عندما تجتمع في الممارس التأهيل الاكاديمي والموهبة، حينها يمكننا الجزم بقرأءة مادة إعلامية ايجابية متكاملة وربما تكون عميقة في أحايين أخرى، إلا أن ما نشاهده في الوقت الراهن من سلبيات في المشهد الإعلامي وتحديداً في الصحف الالكترونية هو نتاج لممارسة الدخلاء على هذه المهنة الهامة دينياً ووطنياً واجتماعياً، والبعيدة كل البعد عن طبيعة العمل الصحفي أو الاعلامي، والبعيد أيضاً عن توازن القالب الصحفي مع النظرية الإعلامية، إضافة إلى غياب أركان الخبر الصحفي الستة في كثير من محتوى الصحف، ما يؤكد ذلك سلبية ممارسة الدخلاء على المتلقي. وأضاف: في الوقت ذاته نؤكد على ضرورة استقطاب المتخصصين بهذا المجال، حيث أن العمل الصحفي بمثابة رسالة وهدف يحاول الممارس لهذه المهنة من خلال هذه الأدوات الإعلامية المتنوعة أن يصنع قضايا جوهرية ومهمة وأخباراً موضوعية من مصادرها الأساسية، مع كل الحرص على كشف وتعديل الأخطاء بأنواعها والتجاوزات، وتعزيز الإيجابيات من خلال تسليط الضوء عليها وإبرازها بكل موضوعية ومصداقية بعيداً عن الحزبيات، لتكون السلطة الرابعة بيد من يستحقها لخدمة الدين ثم الوطن. إعلام تنموي وأشارت لمياء العنزي -الأمين العام للجمعية السعودية للإعلام والاتصال- إلى أنه بالفعل، أصبحنا اليوم نعيش عصر الصحافة الإلكترونية والتي فرضت ومكانتها في الواقع، من خلال رصد الأحداث وصناعة الخبر جنباً إلى جنب مع الصحافة التقليدية، فالإعلام والتنمية وجهان لعملة واحدة فهما متلازمان مترابطان مكملان لبعضهما البعض، فالعلاقة بينهما علاقة طردية وكل عنصر يرفع من شأن الآخر، ومن البدهي أن يكونوا صُناع التنمية والتوعية بها من الايجابيين والمتحلين بصدق الحرف وتقييم المحتوى وأبعاده بعيداً عن ما نراه اليوم من واقع لعدد من الصحف تشوهت بالدخلاء على هذه المهنة بعيداً عن الخطط المدروسة والوعي الكامل بمفهوم ورسالة الإعلام، مضيفةً أن الإعلام التنموي أحد الفروع الأساسية للنشاط الإعلامي الذي يهتم بقضايا التنمية فهو إعلام هادف وشامل، ويفترض أن يكون إعلامًا واقعيًا يهدف إلى تحقيق غايات اجتماعية تنموية، وهو مرتبط بالنواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية، ويستند إلى تقديم كل ما يثري المتلقي ويسهم بتحقيق رؤية المملكة 2030، لما لها من أهمية اجتماعية وتنموية بالغة تعكس دفع عجلة التنمية من خلال تكامل إعلام الصحف الإلكترونية مع الإعلام التقليدي، وبأقل التكاليف وأقصر الطرق. انتشار الشائعات وأشارت هيا العبدالعزيز -طالبة متخصصة بالعلاقات العامة بجامعة الأميرة نورة- إلى أن زيادة انتشار الشائعات والبلبلة في المجتمع كقضايا الرأي العام اليومية تكمن من خلال وجود وانتشار التطفل على هذه المهنة من غير المتخصصين لها، و ممارسة أدعياء المهنة والعبث بالصحف الالكترونية، والتي تشكل خطراً على المتلقي بصورة عامة من خلال تداول المعلومات والأخبار بأنواعها على أنها حقائق مستظلة ومستندة على أن الصحيفة مُصرح لها، وهذا بلا شك أهم ما يشوه الصحافة الالكترونية وبكل أسف، حيث أن الدخلاء على المهنة لن يلتزموا بأساسيات العمل الصحافي وهذا طبيعي وكما قيل فاقد الشي لا يعطيه، فضلاً عن أنهم مصدراً رئيسياً للشائعات لعدم حصولهم على المعلومات الصحيحة وحتى إن أيقنوا بأنها صحيحة ربما لا يكلفون أنفسهم بالتحقق من صحتها، وهم بذلك يتسببون بإرباك المجتمع لتحقيق السبق بين الصحف بعيداً عن المصداقية. نسخ ولصق ويأمل بدر بن مسعد - مهتم بمجال الصحف الإلكترونية- أن يرى صحافة متميزة تُستمتد صناعة محتواها بين علم الصحافة وفنها، بعيداً عن ما تمارسه بعض الصحف بصورة سلبية من خلال نسخ ولصق محتواها من الصحف الورقية، والأدهى من ذلك عندما تتم هذه العملية دون الإشارة إلى المصدر، مؤكداً بأن هذه الظاهرة السلبية بحاجة إلى تحسين وإصلاح للبيئة الصحافية والإعلامية وتنظيمها بصورة عامة، ومن خلال فهم واستيعاب الدور الحقيقي للصحف الالكترونية وما تتطلبه من كل من يمارس العمل بها، حيث بدأنا نشاهد وبكثرة العديد من محتويات الصحف الالكترونية فارغة، ولا تحتوي على أي مواد صحفية وإعلامية تنفرد بها الصحيفة الالكترونية ذاتها كالتقارير الميدانية والتحقيقات الصحفية بأنواعها، وخصوصاً بعض الصحف التي اتخذت مسماها بناءً على المنطقة الجغرافية التي تحتضن القائمين عليها، حيث نجد أن غالبية المواد المنشورة عبارة عن مواد تم نسخها من الصحف الورقية. د. عبدالله العساف بندر الباهلي بدر بن مسعد

مشاركة :