أكد الكاتب السياسي عماد العالم، أن العالم العربي يدخل مع كل انتخابات للرئاسة الأميركية في حال من الحيرة والوجوم بانتظار ما تسفر عنه النتائج التي أثبتت الأيام أنها لم تكن على الدوام تصب في مصلحتنا كعرب ومسلمين أياً كان الفائز فيها من الحزبين الديموقراطي والجمهوري. وقال العالم: «ما حدث في الانتخابات الأخيرة يجب ألا يشذ عن القاعدة إن قارناه بسابقيه، فتهديدات الرئيس المنتخب دونالد ترامب بأيام صعبة للمسلمين والمهاجرين إلى بلاده، ومواقفه التي صرح بها هي في الغالب دعاية انتخابية محضة لامست هوى الشارع الأميركي الذي يشعر بالملل والإحباط من سياسة رؤسائه الخارجية ولغتهم التي اعتادت إعطائها مساحة واسعة، على رغم أنها فعلياً لا تدخل ضمن اهتمامات عامة شعبهم ممن يهمهم في المقام الأول الحال الاقتصادية الداخلية والتوظيف والبطالة والمساعدات الاجتماعية والصحة والتعليم والضرائب. وأشار إلى أنه يجب أن نعي جيداً أن الولايات المتحدة هي دولة مؤسسات وفي أنظمة وقوانين تكبح من جماح الرئيس الذي يمثل الصفة التنفيذية في الدولة بينما التشريعية بيد مجموعة منتخبة شعبياً وممثلة في مجلسي النواب والشيوخ، وبالتالي لا يستطيع ترامب ولا أي رئيس يحمل أجندة متطرفة أن يتلاعب بدستور الدولة أو يخالفها، فقراراته ستكون عرضة حينها للنقض في القضاء وربما الإلغاء إن لم تكن دستورية، وبإمكان متسول أو مشرد في الشارع أن يرفع دعوى عليه ويكسبها إن صدر من الرئيس الأميركي ما يُرى فيه تجاوزاً في القانون. أما بالنسبة للسياسة الخارجية، فأوضح العالم أنها واضحة ومرسومة المعالم، وغالباً ما تحظى في السر بإجماع ممثلي الحزبين الوحيدين في أميركا وإن تناقضت في العلن، ومن شبه المستحيل على أي رئيس أن ينقلب على الخطوط العريضة المرسومة لها، وإن كان بإمكانه اللعب فقط داخل دائرتها من دون تجاوزها، لذا من الأفضل لنا كعرب ألا نأخذها على محمل الجد من دون إهمالها، وإنما أن ننتهز الفرصة لبناء علاقات قائمة مع الإدارة الجديدة على مبدأ المصلحة المشتركة لكلا الطرفين. ورأى أن هيلاري كلينتون لم تكن لتقدم الجديد إن فازت بالمقعد الرئاسي، بل إن توقعاتي الشخصية لها بأن تكون فترة حكمها إن فازت أسوأ من سابقها أوباما، الذي شهدت ولايته الأخيرة تقارباً أميركياً إيرانياً كردياً شيعياً على حساب العرب، وإهمالاً غير مسبوق للقضية الفلسطينية توجتها إدارته بأكبر اتفاق مساعدات أميركي - إسرائيلي تاريخياً. وأضاف: «ربما تصرف ترامب برعونة أثناء حملته الانتخابية، ولكن واقع الحال سيكون مختلفاً حال توليه الرئاسة وهو الجاهل بدهاليزها والحديث عهد بها، لكنه بالطبع سيكون محاطاً بمستشارين سيمهدون له الطريق لاتخاذ القرارات التي تتوافق مع سياسة الحزب والدولة».
مشاركة :