الآبار «المهملة» وحفر الصرف «المفتوحة» تحصد مزيداً من الضحايا

  • 11/10/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حبس السعوديون أنفاسهم قبل حوالى ثلاثة أعوام، وعلى مدار ثلاثة أسابيع، تابعوا خلالها عمليات البحث عن الطفلة لمى العتيبي، التي سقطت في بئر خلال نزهة عائلية في منطقة تبوك. وحصدت القضية اهتماماً رسمياً واسعاً، وجندت المديرية العامة للدفاع المدني آلياتها وطاقاتها البشرية للبحث عن الطفلة، ودخلت على الخط شركة «أرامكو السعودية»، التي جلبت حفاراتها لمساندة «الدفاع المدني» في عمليات البحث، التي انتهت بالعثور على جثة الطفلة بعد أكثر من 20 يوماً من سقوطها. إلا أن لمى لم تكن الأولى أو الأخيرة في قائمة ضحايا الآبار وحفر الصرف الصحي في السعودية، التي ابتلعت أطفالاً وكباراً في السن وشباناً في مناطق سعودية عدة. إذ قامت فرق «الدفاع المدني» في الدرب في 25 من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بانتشال جثة شخص (40 سنة)، من بئر زراعية بعد سقوطه وغرقه فيها. وانتشلت فرق الإنقاذ في «مدني» المدينة أيضاً، جثة مواطن (65 سنة) إثر سقوطه في إحدى الآبار المكشوفة في قرية الفراشيح التي تبعد 50 كيلو متراً عن المدينة. وتمكن «مدني» الحناكية في الشهر نفسه، من إنقاذ شخص سقط في بئر في مركز هدبان جنوب المحافظة، وتم نقله إلى مستشفى الحسو العام من طريق «الهلال الأحمر»، للاطمئنان على صحته. وفي أيلول (سبتمبر) الماضي، تمكن «مدني» الحناكية أيضاً من إنقاذ أثيوبي سقط في «بئر» يبلغ عمقها 14 متراً. فيما نقلت فرق الإنقاذ في المديرية العامة للدفاع المدني في رفيدة، مواطناً إلى المستشفى بعد تعرضه إلى إصابات إثر سقوطه في «بئر» مزرعته. وحصدت حفر الصرف الصحي أيضاً، أرواح ضحايا عدة خلال العام الحالي، إذ انتشلت فرق الإنقاذ في جازان، جثة طفل سقط في بيارة صرف صحي في محافظة أبو عريش. وفي الرياض، تمكن «مدني» الخرج في آذار (مارس) الماضي، من استخراج جثة مواطن وقع في بئر يبلغ عمقها 50 متراً بعد 22 ساعة من العمل على انتشالها، وذلك في قرية الخبي جنوب المحافظة. أما في جدة، فتمكنت فرق الإنقاذ المائي التابعة إلى «الدفاع المدني» من إنقاذ عامل (في العقد الرابع)، سقط في خزان صرف صحي يبلغ عمقه ثلاثة أمتار تابع لبناية تقع شرق المحافظة. فيما أنقذ «مدني» مكة المكرمة طفلاً (11 سنة) سقط في بئر يبلغ عمقه 30 متراً، في منطقة أم دوحة في حي ملكان جنوب العاصمة المقدسة، وتم نقل الطفل إلى المستشفى، للاطمئنان على صحته. وإلى جانب جهودها في الإنقاذ، تبذل فرق «الدفاع المدني» جهوداً استباقية للحد من حوادث السقوط في الآبار الارتوازية وحفر الصرف الصحي المُهملة. وركزت الفرق في الآونة الأخيرة على سرعة التجاوب مع أية رصد لآبار أو حفر صرف مكشوفة أو مهملة. ففي سكاكا رصد مواطن حفرة صرف صحي مكشوفة تهدد حياة المارة في حي الشهلوب على طريق الملك فيصل، ما استدعى تدخل فرق «الدفاع المدني»، وتغطيتها وأخذ الإجراءات الاحترازية. وتجاوبت فرق «الدفاع المدني» في المنطقة الشرقية مع شكوى أحد سكان حي المحمدية في حفر الباطن، بعد تقديم بلاغ يُفيد بوجود «بئر ارتوازية» مكشوفة داخل الحي يهدد حياة السكان. فيما أخذت فرق المديرية العامة للدفاع المدني في القريات، الاحتياطات اللازمة حول وجود «عين مائية» تعرف بـ «عين الحواس». ووضع تدابير احترازية موقتة ورفع الموقع إلى الجهة المختصة لمعالجة الحال، بعد تداول مقطع فيديو للموقع في «تويتر». ونشر السعودي ناصر المطيري عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، مقطع فيديو يوضح حجم بئر مُهملة ومكانها، موجهاً تغريدة إلى حساب «الدفاع المدني»، لأخذ الإجراءات اللازمة، وعلى الفور أرسلت فرق المديرية بمشاركة مندوب الجهة المختصة (فرع المياه)، لتأمين الموقع وتسليمه إليهم، لاستكمال الإجراءات اللازمة. ووقفت لجنة الآبار المهجورة في «مدني» حائل خلال تشرين الأول الماضي على بئر مكشوفة يبلغ عمقها حوالى خمسة أمتار. وقامت باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة وتغطيتها، وذلك بعد تقديم شكوى مرفقة بصورة من أحد سكان حي الجبل في منطقة حائل، تحذر من خطر البئر على سكان الحي الموجودة فيه. ونظمت فرق «الدفاع المدني» في الفترة الأخيرة برامج عدة لكيفية التعامل مع مثل هذه الحوادث، إذ نفذ كل من «مدني» النماص وحائل وسدير والزلفي برامج تدريبية لعمليات الإنقاذ في إحدى الآبار، تهدف إلى «رفع المستوى المهاري للغواصين والمنقذين وكيفية التعامل مع حوادث السقوط فيها». وكان شبان سعوديون اطلقوا في العام 2014، تطبيقاً على الهواتف الذكية، بعنوان «لمى»، نسبة إلى الطفلة التي سقطت في البئر بمنطقة تبوك. ويُساهم هذا في شكل فاعل في الحد من ظاهرة حوادث السقوط وكشف أماكن الآبار. فيما اخترع مواطن وأبناؤه جهازاً لانتشال الضحايا من الآبار الارتوازية والحفر الضيقة أطلق عليه اسم «جهاز الملك عبدالله لإنقاذ الضحايا من الحفر والآبار الارتوازية».

مشاركة :