تتاح للجمهور اللبناني هذه الأيام، فرصة نادرة لمشاهدة عشرات الأفلام الوثائقية العالمية في إطار النسخة الثانية لمهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية. ويولي المهرجان هذا العام أهمية خاصة للعرض في مناطق أخرى غير العاصمة بيروت مثل طرابلس وصور والنبطية وصيدا، وفي مدارس وجامعات ومراكز ثقافية، تحت عنوان "الفن حق للجميع بكل المناطق". وقالت مديرة المهرجان وإحدى مؤسسيه، أليس مغبغب، إن "إتاحة فرصة للجميع لمشاهدة هذه الأفلام أمر هام للغاية". وأضافت أن المهرجان سيعرض في الأسبوع الأول، 52 فيلماً وثائقياً عن الفن بكل أنواعه وبكل مجالاته، وسيعرض في الأسبوع الثاني، أفلاماً في كل جامعات لبنان وفي المراكز الثقافية من طرابلس إلى صور إلى النبطية وصيدا. وافتُتح المهرجان أول من أمس (الاثنين)، في حين بدأ عرض الأفلام للجمهور أمس، ويستمر إلى الأحد الموافق 20 من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. ومن بين الأفلام اللبنانية التي ستعرض في إطار هذا المهرجان، خمسة أفلام وثائقية للمخرج اللبناني بهيج حجيج، تناقش جوانب مختلفة من التراث اللبناني. وقال حجيج: "إن الأفلام الوثائقية مهمة جداً فهي مدرسة بحد ذاتها، وإقامة مهرجان خاص بها تعتبر من الخطوات المهمة تجاه تنمية الثقافة العامة في لبنان". ومن بين الأماكن التي ستُعرض فيها أفلام مشاركة في المهرجان، مقهى يقع على جبهة قتال سابقة في طرابلس، شمال لبنان، ومسارح في الجنوب أُعيد فتحها بعد إغلاق استمر 20 عاماً. ويمثل تنظيم مثل هذا المهرجان، فرصة للمخرجين الأجانب والمخرجين اللبنانيين المقيمين في الخارج لعرض أعمالهم. وقال المخرج الفرنسي فيليب كالي الذي يشارك بأفلام له في المهرجان، إن "هذه النوعية من الأفلام من أسباب الحياة، فهي أفلام عن الإنسانية والجمال. وإنه من الضروري أن تُشكل ثقلاً موازناً لكل ما يحدث في العالم من عنف وسياسة". ومن بين من يشاركون في المهرجان، المخرجة والمنتجة اللبنانية صولا سعد التي قالت إنه "من المهم أن يتم عرض هذه الأفلام في لبنان، ليرى اللبنانيون ماذا يخلق الناس فنياً". وجاء فيلم الافتتاح الذي حضره العديد من المدعوين، تحت عنوان "تخيّل... زها حديد: من يجرؤ يكسب" من إنتاج محطة "بي بي سي"، ويدور حول المهندسة المعمارية العراقية الشهيرة الراحلة زها حديد. وكان الفيلم عرض في بيروت في حزيران (يونيو) الماضي، بعد أشهر على وفاة حديد. وتعرض يومياً ثمانية أفلام وثائقية في الأسبوع الأول، في "متروبوليس أمبير صوفيل" في بيروت.
مشاركة :