ترامب يقلب التوقعات ويحدث صدمة في العالم بفوزه برئاسة الولايات المتحدة الأميركية

  • 11/10/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فاز الملياردير الأميركي الشعبوي دونالد ترامب الذي لا يملك أي خبرة سياسية أمس الأربعاء (9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) في الانتخابات الرئاسية، في زلزال سياسي غير مسبوق أغرق الولايات المتحدة والعالم في مرحلة غموض قصوى. وتعهد ترامب في خطاب ألقاه بعد فوزه بأنه سيكون رئيساً لكل الأميركيين معتبراً أنه آن الآوان لأميركا لكي «تضمد جراح الانقسام». وسجلت الأسواق تراجعاً كبيراً بعد أن اتضح الاتجاه إلى فوز ترامب، لا سيما أن النتيجة جاءت مخالفة لكل توقعات استطلاعات الرأي. وتوالت ردود الفعل المهنئة من مختلف أنحاء العالم. وبعد ثماني سنوات على انتخاب باراك أوباما، أول رئيس أسود، العملية التي أثارت موجة آمال كبرى في جميع أنحاء البلاد، فاز المرشح الجمهوري ترامب (70 عاماً) الذي تخللت حملته الانتخابية فضائح جنسية وانتقادات بسبب مواقفه المعادية للأجانب، على الديمقراطية هيلاري كلينتون التي كانت تأمل في أن تصبح أول امرأة تتولى الرئاسة في الولايات المتحدة. وأكد ترامب في خطاب النصر في نيويورك أنه سيكون رئيساً لكل الأميركيين. وقال «لقد تلقيت للتو اتصالاً من وزيرة الخارجية كلينتون لتهنئتي»، مضيفاً «لقد هنأتها أيضاً هي وعائلتها على هذه الحملة التي خاضتها بضراوة». وتابع «هيلاري عملت لفترة طويلة وبشكل حثيث»، مؤكداً أن الولايات المتحدة تشعر «بالامتنان» لكلينتون على خدماتها. وأضاف «آن الآوان لأميركا لكي تضمد جراح الانقسام». وحرص الرئيس المنتخب لأكبر قوة في العالم الذي أثار برنامجه بشأن السياسة الخارجية تساؤلات عديدة، على طمأنة الدول الأخرى أيضاً. وقال «سنتفاهم مع كل الدول الأخرى التي لديها الرغبة في التفاهم معنا». وقال ترامب الذي قام بحملة انتخابية على أساس أنه دخيل على السياسة مصمم على مكافحة فساد النخب السياسية في واشنطن، «لدينا برنامج اقتصادي جيد». وأضاف «سنبدأ العمل فوراً من أجل الشعب الأميركي». وكان الملياردير وعد الاثنين بنتيجة «أقوى من بريكست بثلاث مرات»، في إشارة إلى المفاجأة التي فجرها تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في يونيو/ حزيران الماضي. ويشكل فوزه نكسة للرئيس الأميركي، باراك أوباما الذي وضع كل ثقله من أجل دعم ترشيح وزيرة خارجيته. واستمرت الحملة الانتخابية 18 شهراً وأدت إلى انقسام شديد في الولايات المتحدة وفاجأت العالم بمدى ابتذالها وضراوتها. غضب واستياء ويرى أكثر من 60 في المئة من الأميركيين أن دونالد ترامب لا يتمتع بالطباع المناسبة لكي يصبح رئيساً، لكنه نجح في الاستفادة من غضب وقلق قسم من الأميركيين. وفيما أقرت كلينتون في اتصال هاتفي مع ترامب بهزيمتها، عبر مناصروها الذين كانوا يرتقبون النتائج في مركز جافيتس في نيويورك عن خيبة أمل شديدة. وتسبب فوز ترامب بالرئاسة بهزة قوية في الأسواق حيث تراجعت البورصات الأوروبية والآسيوية، وتفردت بورصة موسكو بالثبات. كما تراجع سعر الدولار، وسارع المستثمرون إلى اللجوء للذهب وسندات الخزينة التي تعتبر أقل مجازفة. كما تراجع سعر الدولار والبيزو المكسيكي حتى قبل إعلان فوز ترامب. ولم يسبق للملياردير الأميركي الذي لم يؤخذ ترشيحه على محمل الجد حين أعلنه في يونيو 2015، أن شغل أي منصب رسمي. في الشرق الأوسط، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو الرئيس الأميركي المنتخب بأنه «صديق حقيقي لدولة إسرائيل»، فيما عبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن أمله في أن يحقق الرئيس الجديد السلام في المنطقة. كما تقدم بالتهنئة كل من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. في آسيا، أحدث فوز ترامب قلقاً بسبب التداعيات التي يمكن أن يخلفها في مجالات عدة بينها التجارة وحقوق الإنسان والتغير المناخي. «البلاد تريد التغيير» وقبل إعلان النتائج، قال بريندون بينا (22 عاماً) المؤيد لترامب في فندق في نيويورك «كنت واثقاً من الفوز وأعتقد أن دونالد ترامب رجل ذكي جداً». من جهته، صرح غلين روتي (54 عاماً) إن «البلاد تريد التغيير». في المقابل ساد الذهول والصدمة لدى أنصار كلينتون. وقالت أنابيل إيفورا (51 عاماً) «إنه أمر لا يصدق فعلاً». وأضافت أنها «حزينة وتشعر برغبة في البكاء». ودعي أكثر من مئتي مليون ناخب أميركي إلى التصويت الثلثاء لاختيار رئيس خلفاً لباراك أوباما الذي سيغادر البيت الأبيض في 20 يناير/ كانون الثاني بعد ثماني سنوات في السلطة. وكانت الحملة اتسمت بعنف غير مسبوق وشهدت تبادل هجمات شخصية أثارت شعوراً بالمرارة في بلد منقسم أكثر من أي وقت مضى، وعززت فقدان ثقة الأميركيين في طبقتهم السياسية. وأفادت وسائل إعلام اميركية أن الجمهوريين احتفظوا بالغالبية في مجلس الشيوخ ويسيطرون على كل الكونغرس. وشملت انتخابات الثلثاء أيضاً تجديد 34 مقعداً من أصل مئة في مجلس الشيوخ وكل مقاعد مجلس النواب. وصوتت 12 من الولايات الخمسين أيضاً لانتخاب حكام جدد، كما نظمت عشرات عمليات الاستفتاء المحلية بشأن مسائل تتفاوت بين تشريع استخدام الماريجوانا وإلغاء عقوبة الإعدام.

مشاركة :