عجز عن التقاط مؤشرات تراجع الديمقراطيين، وتقليل في تقدير شعبية ترامب بين البيض في الريف. العرب [نُشرفي2016/11/10، العدد: 10451، ص(1)] مقعد على رصيف النكبة نيويورك - كشف فوز دونالد ترامب المفاجئ على هيلاري كلينتون التي بدت الأوفر حظا لتولي الرئاسة الأميركية، عن خاسر كبير آخر الأربعاء هو استطلاعات الرأي. يأتي هذا الفشل في التوقعات وسط زيادة الشكوك في جدوى استطلاعات للرأي التي باتت تعمل استنادا إلى توقعات أكثر من الاعتماد على معطيات دقيقة. ومن بين هيئات الاستطلاع العشرين الأهم في الولايات المتحدة، بما فيها شبكات التلفزيون النافذة والصحف ووكالات الأنباء التي أجرت أكثر من 80 تحقيقا منذ منتصف سبتمبر الماضي، وحدها صحيفة لوس أنجلس تايمز بالاشتراك مع معهد “يو أس سي تراكينغ” منحت التقدم لترامب باستمـرار. وأعطى متوسط استطلاعات موقع “ريل كلير بوليتيكس” المرجعي في الولايات المتحدة، صباح الانتخابات (الثلاثاء) تقدما بـ3.3 نقاط لكلينتون على المستوى الوطني. لكن بعد ساعات أصابت النتائج هيئات الاستطلاع بالذهول. ولم يملك خبير التوقعات الانتخابية الذي يحظى باحترام نيت سيلفر إلا كلمة واحدة لوصف أداء استطلاعات الرأي حيث اعتبره “فظيعا”. فقد توقع موقع سيلفر “فايف ثيرتي إيت دوت كوم” فوز كلينتون في ولايات متأرجحة رئيسية هي فلوريدا وكارولاينا الشمالية وبنسيلفانيا وويسكونسن. لكن ترامب فاز بها كلها وبالانتخابات. ومنح قسم الاستطلاعات في نيويورك تايمز “ذي ابشوت” الذي يحظى باحترام المرشحة الديمقراطية فرصة فوز بلغت 85 بالمئة قبل أن ينقلب بشكل مذهل في المساء. وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا لاري ساباتو ومدير كلية مركز السياسات فيها وصاحب موقع “ساباتوز كريستال بال” (كرة ساباتو البلورية) الذي توقع كغيره فوز كلينتون، “كرة البلور هذه فيها شرخ كبير”. وتساءل متابعون للانتخابات كيف يمكن أن تخطئ استطلاعات الرأي إلى هذا الحد في بلد عادة ما تكون فيه نتائجها أقرب إلى الواقع. وأجاب ساباتو “من الجلي أن أمرا ما حدث هنا”، مشيرا إلى إساءة التفسير الجوهرية وسط المئات من استطلاعات الرأي الرئاسية التي جرت هذا العام. وأوضح أن الكثير من هيئات الاستطلاعات تقيم عينات المشاركين بحسب الكتلة الناخبة وتركيبتها في انتخابات سابقة، وأن هذا ما أدى إلى فشلها في رأيه لأن الاستطلاعات قللت من تقدير عدد أنصار ترامب الهادئين الذين يتجنبون الاستطلاعات. وتابع أن “مشاركة البيض في الريف الأميركي فاقت أقصى التوقعات” فيما تراجعت مشاركة السود والشباب. لكن رغم توقع المستطلعين تراجع تصويت السود والشباب مقارنة بالعام 2012 مع ترشح الرئيس باراك أوباما لولاية ثانية فقد “عجزت مراصد الناخبين المحتملين لديهم على الأرجح عن التقاط إشارات المشاركة الكبرى الوشيكة في مناطق البيض الريفية”. وأساءت استطلاعات حملة كلينتون نفسها تقدير أصوات العمال البيض بحسب ما قال محلل انتخابي لوكالة الصحافة الفرنسية رافضا الكشف عن اسمه. وقال المحلل “أخطأوا بالكامل، وأنفقوا ثروة”. وفي سؤال عن أن الاستطلاعات أساءت تقدير غضب الناخبين تجاه كلينتون، قال ساباتو “كلا فالاستطلاعات كشفته إلى حد كبير”. لكنّ مراقبين آخرين أقروا على مضض الأربعاء بأنهم ربما لم يعوا مدى الاستياء إزاء السيدة الأولى السابقة والسيناتورة ووزيرة الخارجية السابقة التي يعتبرها الكثيرون من ضمن النخبة السياسية التقليدية الفاسدة في واشنطن. وأقر خبير الاستراتيجية الديمقراطي بول بيغالا في تصريح لشبكة سي أن أن “لم تكن لدي فكرة عن مدى عمق الانقسامات”. وبخصوص عواقب فشل التوقعات الحالية الخاطئة على استطلاعات الرأي في المستقبل، أكد ساباتو أنه “مرتبك” نظرا إلى أن “المئات من الاستطلاعات بدت على خطأ”. وأضاف “ستتشكل لجنة رفيعة لبلورة صيغة تؤدي عملها”. لكنه رفض التخلي عن الاستطلاعات مؤكدا أن “التحليل الذي يستند إلى الفكاهة ليس علميا” مضيفا “يجب عدم الاستناد إلى الفطرة وحدها، بل إلى البيانات”. وتابع مستبقا المشككين في مناعة هذه الصيغة أمام التلاعب قائلا إن “هذه الاستطلاعات جديرة بالثقة شرط إجرائها بإتقان”. :: اقرأ أيضاً عصر جديد وراء صعود ترامب تضارب المصالح يعقد مهمة تشكيل الحكومة في لبنان مخاوف أممية على سلامة المدنيين في الرقة النظام السوداني يخشى تكرار سيناريو احتجاجات 2013
مشاركة :