الزيارة الرسمية الأولى من نوعها التي يؤديها الشاهد إلى فرنسا والثانية إلى الخارج بعد الجزائر منذ توليه رئاسة حكومة الوحدة الوطنية. العربمنور مليتي [نُشرفي2016/11/10، العدد: 10451، ص(4)] آماله معلقة على فرنسا تونس - وصفت دوائر مقربة من رئاسة الحكومة التونسية الزيارة التي يؤديها، الأربعاء والخميس، يوسف الشاهد رئيس الحكومة بدعوة من نظيره مانويل فالس بـ”التاريخية والهامة” التي من شأنها أن ترتقي بالعلاقات الثنائية بين البلدين، مشددة على أن “تونس تراهن على دعم فرنسا سياسيا واقتصاديا باعتبارها شريكا إستراتيجيا وأيضا بوابة نحو بلدان الاتحاد الأوروبي. وقالت الدوائر إن الوفد رفيع المستوى الذي يرافق الشاهد من جهة واستقباله من قبل كبار المسؤولين الفرنسيين وفي مقدمتهم الرئيس فرانسوا هولاند، والوزير الأول مانويل فالس، والمشاورات الرسمية مع كلود بارتلون رئيس الجمعية الفرنسية، وجيرار لارشيه رئيس مجلس الشيوخ، كلها مؤشرات على أن “الزيارة تعد سياسية بامتياز”، وتؤكد ما توليه فرنسا من اهتمام لتونس. وتعد الزيارة الرسمية الأولى من نوعها التي يؤديها الشاهد إلى فرنسا والثانية إلى الخارج بعد الجزائر منذ توليه رئاسة حكومة الوحدة الوطنية التي تركزت في شهر أوت الماضي. ولم تتردد الدوائر في الإقرار بأن حكومة الوحدة الوطنية ليست فقط في أمس الحاجة إلى حزام سياسي وطني وإنما هي أيضا في حاجة إلى إسناد سياسي إقليمي ودولي وخاصة من قبل شركاء تونس وفي مقدمتهم فرنسا والبلدان الأوروبية عامة المعنية مباشرة بالأوضاع في تونس وفي المنطقة. ويسعى الشاهد من خلال المشاورات إلى طمأنة الفرنسيين بأن الدبلوماسية التونسية التي تقود جهود الانفتاح على شركاء جدد لا تمس في شيء من عمق العلاقات مع فرنسا التي تبقى الشريك الاقتصادي الأول الذي تعول عليه تونس لتنشيط سياساتها الخارجية ومساعدتها في التعاطي مع الأوضاع العامة الهشة بما من شأنه أن ينأى بالتجربة الديمقراطية الناشئة عن أي انتكاسة محتملة. وإضافة إلى الرفع من الدعم السياسي يتطلع رئيس الحكومة التونسية إلى استقطاب أكثر ما يمكن من المستثمرين الفرنسيين للمشاركة في المنتدى الدولي للاستثمار الذي تنظمه تونس في أواخر الشهر الحالي، علاوة على الرفع من مستوى التنسيق بشأن مسائل تتعلق بالدفاع والأمن لمكافحة مخاطر الجهاديين. وتحاول تونس إقناع بلدان الاتحاد الأوروبي عامة بأنها باتت تمثل جدار صد أمام الظاهرة الجهادية لا فقط لتجنيب المنطقة الفوضى وإنما أيضا لتجنيب تلك البلدان المخاطر الجدية للظاهرة العابرة للقارات. ويرى دبلوماسيون أن الهدف الإستراتيجي لزيارة يوسف الشاهد يتجاوز مستوى تنشيط العلاقات الثنائية بين تونس وفرنسا المعروفة بعراقتها ليشمل “البحث عن آليات اقتصادية وسياسية جديدة ومستحدثة من شأنها أن تقود إلى نجاح حكومة الوحدة الوطنية التي تعاني من غياب الإسناد السياسي الداخلي الكافي من قبل الأحزاب السياسية”. ويضيف الدبلوماسيون أن فرنسا، قادرة على تقديم المساعدة ليوسف الشاهد خاصة وأنها ترتبط بعلاقات وثيقة بغالبية الأحزاب السياسية والقوى المدنية وتمتلك تأثيرا عليها سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة. :: اقرأ أيضاً عصر جديد وراء صعود ترامب استطلاعات الرأي تفشل في توقع فوز ترامب تضارب المصالح يعقد مهمة تشكيل الحكومة في لبنان مخاوف أممية على سلامة المدنيين في الرقة
مشاركة :