سر اختفاء كلمتي إسرائيل وإيران من أدبيات داعش بقلم: غنيم الزعبي

  • 11/10/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لا يوجد أي تفسير لعدم تقاطع تنظيم داعش وإيران وإسرائيل مع بعضهم البعض إلى يومنا هذا، على الرغم من تناقض أنهجهم وإدعاء كل منهم أنه سيعمل على فناء الآخر. العربغنيم الزعبي [نُشرفي2016/11/10، العدد: 10451، ص(9)] أشهر مسابقات منظمة المصارعة الأميركية المشهورة المعروفة اختصارا بـWWE هي تلك التي تقوم على أن يدخل الحلبة عشرة مصارعين، والفائز من بينهم هو من يبقى صامدا لوحده حتى النهاية، بعد أن يتم قذف باقي المصارعين خارج الحلبة سواء بواسطته أو عن طريق المصارعين الآخرين. وإحدى سبل الفوز في هذه المسابقة العنيفة هي الاتفاق بين 3 مصارعين على أنهم لا يتعرضون لبعضهم البعض، بل يتعاونون أيضا على الآخرين حتى لا يبقى في الحلبة إلا هم. عندها يبدؤون بقتال بعضهم البعض والبقاء للأقوى. تنظيم داعش وإيران وإسرائيل؛ لا يوجد أي تفسير لعدم تقاطع خطوط عدائهم مع بعضهم البعض إلى يومنا هذا، وعلى الرغم من تناقض أنهجهم وإدعاء كل منهم أنه سيعمل على فناء الآخر، فإن لديهم مثل الاتفاق الثلاثي الذي يقوم به مصارعو مسابقات منظمة المصارعة الأميركية، اتفاقا ضمنيا على عدم التعرض لبعضهم البعض حتى يتم القضاء على باقي اللاعبين الإقليميين، عندها نبدأ بالقتال. التفسير الآخر هو أن تلك المنظمة التي وصلت سيطرتها إلى ثلثي الشام والعراق مجتمعين هي صنيعة إيران وإسرائيل في أعظم عمل مخابراتي مشترك عرفه التاريخ، خلق منظمة إرهابية شرسة عنيفة تهاجم وتقتل القريب قبل البعيد، ولا تقترب من إيران وإسرائيل حتى ولو بذكر اسميهما في مختلف صفحات أدبياتها التي تملأ وسائل التواصل الاجتماعي، أو في تصريحات قادتها التي تأتي مذيلة ومختومة بأسمائهم. فقط اكتب في غوغل: داعش إيران، أو داعش إسرائيل، وستكون محظوظا إن وجدت موضوعا أو موضوعين وغالبا لن تجد شيئا. وفي الوقت نفسه اكتب داعش واسم أي بلد عربي آخر، والأكيد أنك ستغرق في النتائج. آخر الأمثلة الصارخة على التناغم الإيراني-الداعشي هو ظهور لغة الخطاب نفسها، بل تقريبا بالمفردات نفسها بين حيدر العبادي المدعوم قلبا وقالبا من إيران، وخليفة داعش أبوبكر البغدادي في تهديدهم لتركيا في حال تدخلها في الموصل. منظمة قتلت من السنة أضعاف أضعاف ما قتلت من الطوائف والملل الأخرى، وفي الوقت نفسه لم تصب إسرائيليا واحدا حتى بخدش أو جرح بسيط. منظمة قامت بالعشرات من العمليات الانتحارية في بلد الحرمين الشريفين، وبعض تلك العمليات كانت على بعد أمتار من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعلى الرغم من الحدود الطويلة المفتوحة لجمهورية إيران الإسلامية، وسهولة الدخول إليها والخروج منها فإننا لم نسمع بمحاولة واحدة لتلك المنظمة لإدخال أحد عناصرها هناك للقيام بأي نوع من العمليات هناك. أمر غريب وغامض لن ينكشف إلا بعد رفع الحظر عن الملفات الاستخبارية للدول العظمى بعد ربع قرن،عندها سيعلم البعض من الشباب الذين غسلت أدمغتهم تلك المنظمة كم أجرموا بحق أوطانهم. كاتب كويتي غنيم الزعبي :: مقالات أخرى لـ غنيم الزعبي سر اختفاء كلمتي إسرائيل وإيران من أدبيات داعش, 2016/11/10 وقفة رجل واحد مع سوريا, 2016/10/11 أكبر سرقة في تاريخ صناعة النفط, 2016/08/19 الفلوجة وصمت العالم, 2016/04/27 تحرير الشعب الإيراني, 2016/03/12 أرشيف الكاتب

مشاركة :