يتوقع الكثيرون في روما أو في أفريقيا أن يواصل صلاح تألقه المعتاد، ويقود الفريق إلى انتصارات متتالية على مستوى الدوري الإيطالي والمنافسات القارية. العربمراد بالحاج عمارة [نُشرفي2016/11/10، العدد: 10451، ص(23)] لا يكتفي الفرعون الصغير محمد صلاح بالتسجيل وصناعة الأهداف في الدوري الإيطالي، حيث يتألق مع ناديه روما الإيطالي، بل يبدو أن النجم المصري عازم على إحراز الأرقام القياسية أيضا. أصبح صلاح أول لاعب عربي يتمكن من إحراز ثلاثية في الكالتشيو، كما بات النجم المصري، رابع لاعب أفريقي يسجل “هاتريك” في إيطاليا بعد الكاميروني باتريك موبوما، والليبيري جورج وياه، والغاني كيفن برنس بواتينغ. ويمر لاعب منتخب مصر ونجم روما، بفترة زاهية وبتألق استثنائي مع فريقه هذا الموسم، إذ توج ذلك بتسجيل أول ثلاثة أهداف في مسيرته بمرمى بولونيا، ضمن منافسات الجولة 12 من الدوري. ويعتمد لوتشيانو سباليتي، المدير الفني لفريق الذئاب، على صلاح بشكل أساسي منذ توليه المهمة، فيما دائما يكون اللاعب المصري عند حسن ظن مدربه، خصوصا وأنه حصل على جائزة أفضل لاعب في صفوف الفريق عن شهر أكتوبر، متفوقا على إدين دجيكو وفرانشيسكو توتي، وغيرهما من نجوم فريق العاصمة. ورفع صلاح بهذه الثلاثية رصيده من الأهداف في الكالتشيو هذا الموسم إلى 8 أهداف، ليحتل المركز الرابع في قائمة الهدافين، بفارق هدفين فقط عن المتصدرين زميله دجيكو، وماورو إيكاردي مهاجم إنتر ميلان. ولا شك أن صلاح، سعيد بتسجيل الهاتريك، وهو ما سيزيده شحنة إضافية لمواصلة العمل بهذه الطريقة وتحقيق أرقام ونتائج باهرة ستخلد اسمه في لائحة اللاعبين العرب والأفارقة الذين مروا على الدوريات العالمية الكبرى. وإذا تابع نجم فيورنتينا وبازل السابق العمل على هذا النهج الصحيح، فحتما يستطيع أن يحقق شيئا استثنائيا لروما ولمنتخب مصر في قادم السنين. ويعد هذا الهاتريك الأول في تاريخ صلاح مع روما وفي الكالتشيو، وفي الملاعب الأوروبية بشكل عام. ويبدو أن تألق محمد صلاح مع فريق الذئاب لم يأت من فراغ، بل كان ثمرة لاقتناع المدرب الإيطالي لوتشيانو سباليتي بإمكانيات ابن مصر. الأسلوب الذي اعتمده مدرب روما مع محمد صلاح في ظاهره يدعو للغرابة، لكن في باطنه كان أسلوبا موجها ومثمرا وإيجابيا للغاية. إذ كثيرا ما يلجأ مدرب الذئاب إلى انتقاد لاعبيه خلال تصريحاته الصحافية ويوجه كلماته بشكل مباشر، وكثيرا ما تثير الشكوك حول قناعته الفنية البعض من النجوم الكبار في تشكيلة أبناء العاصمة. ونتيجة لهذا الأسلوب مرت علاقة صلاح مع سباليتي بسلسلة من التناقضات منذ أن تولى المخضرم الإيطالي مهمة تدريب روما منتصف الموسم الماضي خلفا للمدرب رودي غارسيا. وصحيح أن المدارس التدريبية تتعدد وتختلف خاصة في طريقة التعامل مع اللاعبين لا سيما في ما يتعلق بعنصر التوبيخ وإلقاء اللوم، فهناك مدارس تلجأ إلى تلك الأساليب في الغرف المغلقة، بينما يفضل آخرون العلانية والصراحة المؤلمة في البعض من الأحيان. ولكن الثعلب سباليتي يلجأ إلى هذا الأسلوب من أجل استفزاز لاعبيه وإخراج كل ما جعبتهم، وبالفعل كانت تلك السياسة مثمرة وناجحة للغاية مع محمد صلاح، الذي رد وبقوة على كل المشككين في إماكنياته وترجم ذلك بقوة على الميدان، حيث كسب ثقة المدرب وكل مكونات نادي العاصمة الإيطالية، وكذلك كل الجماهير العربية والأفريقية، والتي مازلت تنتظر الكثير من الموهوب المصري. الثابت أن المدرب سباليتي، ورغم تهجّمه المتواصل الذي وصل إلى حد الاستفزاز العلني دون أن يستبعد صلاح من تشكيلته الأساسية في مباريات الدوري الإيطالي، يؤكد قناعته الراسخة بـ”الفرعون الصغير” وانبهاره به، ولكن الثعلب أدرك أن الضغط الكبير ربما هو الوسيلة الناجحة التي تستطيع إخراج كل ما في جعبة المهاجم المصري لصالح روما الساعي إلى لقب الدوري بكل قوة. يتوقع الكثيرون في روما أو في أفريقيا أن يواصل صلاح تألقه المعتاد، ويقود الفريق إلى انتصارات متتالية على مستوى الدوري الإيطالي والمنافسات القارية، ويبقى مستوى الفرعون الصغير في تطور مستمر بمرور الوقت، ويمكن أن يصبح نجما استثنائيا بكل المقاييس، وهو قادر على حسم الأمور والسير على مضمار النجوم الكبار في العالم. صحافي من تونس مراد بالحاج عمارة :: مقالات أخرى لـ مراد بالحاج عمارة الفرعون الصغير يكتب اسم العرب في تاريخ الكالتشيو , 2016/11/10 أحلام رونالدو تتحدى حاجز الزمن في البيت الملكي, 2016/11/09 كاسبارجاك: علينا توخي الحذر أمام المنتخب الليبي, 2016/11/04 الفتى الذهبي يخطط للهروب من جحيم مورينيو , 2016/11/02 إقالة المدربين في الدوري التونسي مسلسل مستمر, 2016/11/01 أرشيف الكاتب