قال الشاعر البحتري : شر العواقب يأس قبله أمل وأعضل الداء نكس بعد إبلال يقول المثل العربي (رجع بخفي حنين) وهو ينطبق على المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي بلا أدنى شك أنه وصل إلى طريق مسدود في جهوده الرامية إلى إيجاد حل وتسوية للصراع والحرب في اليمن فقد استنفذ مالديه من خطط وأفكار وآخرها خارطة الطريق التي رفضها الرئيس اليمني وكذلك الحكومة الشرعية اليمنية وكل القوى السياسية الداعمة للحكومة اليمنية بل إن الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور رفض حتى استقبال المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ لمناقشة الخطة. نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني حذر من أن خارطة الطريق للسلام التي قدمها المبعوث الأممي ولد الشيخ ستحول الحرب في اليمن من حرب بين حكومة الشرعية وجماعة انقلابية إلى حرب أهلية حقيقية شاملة تستمر لعقود . وقال خلال لقائه بالسفير الأمريكي والقائم بأعمال السفير البريطاني في اليمن بالعاصمة السعودية بالرياض أن الحكومة تسعى إلى تجنب الانحدار بالصراع إلى صراع طائفي ومناطقي حرصا منها على وحدة اليمن والأمن والسلم في المنطقة وأن الحكومة ملتزمة بالحل الذي يستند إلى المرجعيات المعروفة وفي مقدمتها القرار الأممي 2216 والقرارات ذات الصلة والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وأي حل لا يلتزم بهذه المرجعيات ومشاورات سويسرا والكويت مرفوض جملة وتفصيلا. الملفت في خارطة الطريق التي توصل لها المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أنها مرفوضة حتى من اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين فهي تمثل مجرد أفكار طرحها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي يستعد للرحيل وترك منصبه في 20 يناير 2017 وهو تاريخ مغادرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما البيت الأبيض وبداية ولاية الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ومن محاسن الصدف أنه حتى الأمين العام للهيئة العامة للأمم المتحدة بانكي مون سوف يترك منصبه نهاية العام بعد أن عبر عن قلقه بما فيه الكفاية وبدل أن ينشر السلام في العالم فقد نشر القلق ولم يبق إلا المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أن يرحل مع الراحلين وأنا شخصيا أسأله الرحيل. إن اليمن بفضل الجهود الفاشلة للأمم المتحدة ومبعوثيها التي أطالت كثيرا أمد الحرب وهي تصب في مصلحة الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح وإعطاؤهم الفرصة تلو الأخرى من الهدن ووقف إطلاق النار حتى يلتقطوا أنفاسهم ويعيدوا تنظيم صفوفهم وتضخيم حجمهم . إن قضية اليمن تكاد تتحول إلى قضية مزمنة منسية تماما كما تحولت قضية الصومال إلى قضية هامشية وتحول الصومال إلى دولة فاشلة ويبدو أن هذا هو مصير اليمن. لايخفى على أحد أن هذا هو المخطط المرسوم لليمن من قبل الدول الكبرى والمبعوث الأممي ولد الشيخ هو مجرد أداة لتنفيذ هذا المخطط وتحويل حرب اليمن إلى حرب استنزاف طويلة تستنزف ثروات واحتياطيات ليس فقط المملكة العربية السعودية بل دول الخليج وإضعافها تمهيدا للانقضاض عليها فهي أشبه بالخنجر في خاصرة المملكة وبقية دول مجلس التعاون. نعتقد أن الحل المتاح والممكن في الوقت الحالي لأن السياسة فن الممكن هو إعلان جمهورية مستقلة في اليمن الجنوبي ونقل كل مؤسسات الجمهورية اليمنية من صنعاء إلى عدن وهي العاصمة المقترحة لجمهورية اليمن الجنوبي واعتراف دول مجلس التعاون وبها والتركيز على إعادة إعمارها وترك اليمن الشمالي لمرحلة لاحقة بعد تشكيل جيش قوي في جمهورية اليمن الجنوبي يتولى عملية تحرير اليمن الشمالي من الانقلابيين مستقبلاً وإلا سوف يكون البديل أسوأ وتداعياته خطيرة لو تركت القضية اليمنية تنزلق إلى حرب أهلية وتحولها لجرح نازف يستنزف خيرات وثروات دول الخليج على حساب التنمية وتحسين المستوى المعيشي لشعوب دول مجلس التعاون الخليجي وتأمين مستقبل الأجيال القادمة. أحمد بودستور
مشاركة :