قرّرت السلطات المصرية، عشية دعوات للتظاهر الجمعة 11 نوفمبر/تشرين ثاني 2016، دعا إليها معارضون، تحت شعار "ثورة الغلابة"، إغلاق محطة مترو الأنفاق المعروفة باسم "السادات" المؤدية إلى ميدان التحرير (وسط القاهرة). ونقلت صحيفة "أخبار اليوم" (حكومية)، عن مصدر مسؤول بإدارة المترو (لم تسمه)، قوله إن "إدارة المترو تلقت تعليمات سرية -لم تكشف النقاب عنها- من الجهات الأمنية بغلق المحطة، بسبب الدعوات المتكررة للتظاهر اليوم (الجمعة) 11 نوفمبر؛ لدواعٍ أمنية". وبحسب الصحيفة الحكومية، أصدرت إدارة مترو الأنفاق تعليمات للسائقين بعدم توقف القطارات في محطة السادات، الواقعة في ميدان التحرير، الجمعة؛ "حرصاً على أمن وسلامة الركاب ومنعاً لاستغلال المرافق العامة في الأعمال التخريبية". ولم تعلن شركة مترو الأنفاق، رسمياً، عن إغلاق المحطة، حتى الساعة 21.40 ت.غ. ووفق مراسل "الأناضول"، تشهد القاهرة، وعدة مدن مصرية، حالة من الاستنفار الأمني والانتشار المكثف لقوات الأمن، قبل انطلاق دعوات للتظاهر، حيث تمركزت آليات شرطية، وقوات الأمن في الشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير، بكثافة. كما تمركزت آليات عسكرية وعناصر من الجيش بمنتصف الميدان، وسط حالة من الاستنفار بشوارع منطقة وسط القاهرة. ويعد ميدان التحرير رمزاً لثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، التي أجبرت الرئيس الأسبق حسني مبارك على التنحي في 11 فبراير/شباط من العام ذاته، بعد نحو 30 عاماً في الحكم. ومحطة مترو السادات معروفة لدى الجمهور باسم محطة "التحرير"؛ نظراً لقربها من ميدان التحرير. ويمر من المحطة خطان رئيسيان للمترو، يربطان محافظات القاهرة الكبرى الثلاث (القاهرة والجيزة والقليوبية). وبحسب تقارير محلية، أعلنت أجهزة الأمن، الأربعاء الماضي، حالة الاستنفار الأمني القصوى ورفع حالة الاستعداد إلى الحالة "ج" (الحالة القصوى للاستعداد الأمني)؛ تحسباً لدعوات التظاهر. إجراءات استثنائية بالمساجد من جانبها، أعلنت وزارة الأوقاف المصرية، مساء الخميس، عن إجراءات استثنائية بالمساجد اليوم الجمعة. وقال مصدر مسؤول بالوزارة، لـ"الأناضول"، مفضلاً عدم ذكر اسمه لـ"أسباب شخصية"، إن "وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، كلّف تشكيل فرق متابعة على جميع المساجد في كل محافظات مصر، فيما يتعلق بالدعوات التي ظهرت مؤخراً للتظاهر، بعد صلاة الجمعة". ووفق المصدر، شدد الوزير على ضرورة إغلاق المساجد على الفور عقب كل صلاة؛ "حتى لا يتم استغلالها من قِبل المتظاهرين". وأوضح أنه "سيتم غلق المساجد في 27 محافظة بأنحاء الجمهورية، وعددها 120 ألف مسجد عقب كل صلاة، بداية من مساء الخميس". وشدد الوزير على ضرورة "تواجد عمالة المساجد بالكامل، الجمعة، في كل المساجد؛ الكبيرة والصغيرة لتأمينها، ومنع أي شغب قد يحدث". وفي وقت سابق، استبقت وزارة الأوقاف المصرية دعوات التظاهر، بتوحيد خطبة صلاة الجمعة، على مستوى مساجد الجمهورية، حول "التحذير من التخريب، وأهمية الحفاظ على مصر". طوارئ بـ"الداخلية" وأعلنت وزارة الداخلية حالة الطوارئ بجميع القطاعات. وقال مصدر أمنى إن هناك استنفاراً في صفوف نحو 250 ألف شرطي، حسبما ذكرت صحيفة . وخضعت الأجهزة الأمنية بالقاهرة والجيزة، لأول تجربة اختبار لقياس مدى جاهزية القوات المنتشرة في الشوارع الرئيسية وحول المؤسسات العامة؛ تحسباً لمحاولات ضرب الاستقرار الأمني في البلاد، بحسب المصدر الأمني. وانتقل، في ساعة متأخرة من الليل، عدد من القيادات الأمنية إلى بعض الدوريات الأمنية على طريق حلوان - الأوتستراد، وصلاح سالم وكمين المعادى والكريمات وميدان الجيزة و6 أكتوبر. وكان الوزير اللواء مجدي عبد الغفّار وجّه القيادات الأمنية ومساعديه بتكثيف الوجود الأمني ووضع القوات على استعداد دائم على مدار الساعة، حيث انتهت الوزارة من وضع خطتها النهائية لمواجهة دعوات التظاهر. وعقد الوزير اجتماعاً موسعاً مع عدد من قيادات الوزارة، وعلى رأسهم مساعدوه للأمن الوطني وقطاع الأمن العام والأمن المركزى والعلاقات العامة والإعلام وعدد من مديرى الأمن بالمحافظات، أمس؛ لمناقشة الخطة النهائية التي تم وضعها لمواجهة دعوات التظاهر. وقال مصدر أمنى إن الخطة تعتمد على محورين أساسيين؛ أولهما تأمين السجون على مستوى محافظات الجمهورية، وزيادة عدد أفراد التأمين بها وتسليحهم بأحدث الأسلحة الأوتوماتيكية الحديثة، مع توفير كل الاحتياجات اللازمة لذلك، والتي بدأت بالفعل من يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لعزل السجون تماماً عن أي تعامل خارجي. وأوضح أن وزير الداخلية أصدر تعليماته لمساعديه بالتعامل بكل حزم وقوة مع أي عناصر تحاول المساس بأمن السجون أو أقسام الشرطة ومديريات الأمن. ويشتمل المحور الثاني على تكثيف الوجود الأمنى بمحيط الشوارع والميادين الرئيسية بالمحافظات عبر نشر الكمائن الثابتة والمتحركة، المزوّدة بأفراد من إدارة البحث الجنائي وقطاع الأمن العام والأمن الوطنى، فضلاً عن نشر عدد من عناصر أفراد الشرطة السرية. وتابع المصدر: "هناك منظومة إلكترونية للسيطرة على الشوارع فى كل المحافظات، وربطها بوزارة الداخلية من خلال شبكة كاميرات مكونة من 1200 كاميرا مراقبة، تم توزيعها خلال الفترة الماضية في الشوارع والميادين والطرق السريعة بالمحافظات، ليتم من خلال هذه الشبكة تحريك قوات التدخل السريع لأي تهديد أمني يمس أمن المواطنين والمنشآت العامة والخاصة، كما سيتم إلغاء الراحات للضباط، والاعتماد على رجال العمليات الخاصة لتأمين الوزارات والهيئات الحكومية". ثورة الغلابة ومنذ فترة، تنتشر دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبين قطاعات من المصريين، تطالب بالتظاهر اليوم الجمعة، تحت عنوان "11-11 ثورة الغلابة (الفقراء)" للمطالبة برحيل النظام احتجاجاً على ارتفاع الأسعار. وفي وقت سابقٍ الخميس، دعا تيار داخل "الإخوان"، والتحالف الداعم لأول رئيس مدني منتخب بمصر "محمد مرسي"، المصريين إلى المشاركة في المظاهرات. وفي منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، توقّع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في تصريحات صحفية، فشل دعوات "ثورة الغلابة"، المطالِبة برحيله. وطالب السيسي، مساء الإثنين الماضي، قيادات الجيش والشرطة والاستخبارات ببلاده بـ"اليقظة والحذر"، وذلك خلال اجتماع ضم وزيري الدفاع صدقي صبحي، والداخلية مجدى عبد الغفار، ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة توحيد توفيق عبد السميع، ومدير المخابرات الحربية محمد فرج الشحات، ومدير المخابرات العامة خالد فوزي.
مشاركة :