تقرير متشائم لوكالة الطاقة لا يستبعد هبوط أسعار النفط في 2017

  • 11/11/2016
  • 00:00
  • 54
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت وكالة الطاقة الدولية أمس أنها تتوقع استمرار التخمة في سوق النفط خلال العام المقبل ما لم تخفض «أوبك» الإنتاج مع تعزيز المنتجين في أنحاء العالم المعروض، بينما يتباطأ نمو الطلب. وأشارت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط إلى أن المعروض العالمي زاد 800 ألف برميل يومياً في تشرين الأول (أكتوبر) إلى 97.8 مليون برميل يومياً بدعم زيادة قياسية في إنتاج «أوبك» وزيادة إنتاج الدول غير الأعضاء مثل روسيا والبرازيل وكندا وكازاخستان. وأبقت الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً على توقعات نمو الطلب لعام 2016 عند 1.2 مليون برميل يومياً وتوقعت زيادة الاستهلاك بالوتيرة نفسها العام المقبل، بعدما تباطأت تدريجاً من ذروة خمس سنوات إلى 1.8 مليون برميل يومياً في 2015. وتجتمع «منظمة البلدان المصدرة للبترول» نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) لمناقشة خفض محتمل في الإنتاج إلى ما بين 32.5 و33 مليون برميل يومياً. لكن الخلاف بين الدول الأعضاء في شأن الاستثناءات ومستويات الإنتاج الفردية يثير المخاوف على قدرة «أوبك» على تطبيق خفض فعال. وأضافت الوكالة: «بغض النظر عن النتائج سيكون لاجتماع فيينا تأثير كبير في إعادة التوازن الحتمية والمؤجلة لسوق النفط. وإذا لم يجر التوصل إلى اتفاق وواصل بعض الأعضاء زيادة الإنتاج فستظل السوق تعاني من التخمة على مدار العام لتتضاءل فرص ارتفاع أسعار النفط في شكل مؤثر. وإذا استمرت تخمة المعروض في 2017 فسيكون من المحتمل أيضاً أن تنخفض الأسعار مجدداً». وارتفعت أسعار النفط إلى نحو 46 دولاراً للبرميل من نحو 27 دولاراً في كانون الثاني (يناير) وهو أدنى مستوى في 13 سنة، لكنها ما زالت أقل من المستوى الذي بلغته منتصف عام 2014 عند 60 دولاراً للبرميل عندما بدأ مدى فائض المعروض يظهر بوضوح. ورجحت الوكالة زيادة إنتاج المنتجين المستقلين 500 ألف برميل يومياً العام المقابل مقارنة بانخفاضه 900 ألف برميل يومياً العام الحالي ما يعني أن 2017 قد يشهد زيادة في المخزونات مجدداً ما لم تعمد «أوبك» إلى خفض الإنتاج. وزاد العرض على الطلب نحو مليوني برميل يومياً في وقت سابق من العام الحالي، لكن هذه الزيادة تبددت على ما يبدو تماماً في الربع الثالث من العام. لكن ضخ «أوبك» كمية مرتفعة قياسية بلغت 33.83 مليون برميل يومياً في الشهر الماضي، إضافة إلى زيادة إمدادات المنتجين المستقلين مثل روسيا وكندا وحتى من بحر الشمال تهدد بالإخلال بإعادة التوازن. وأكدت الوكالة أن «هذا يعني أن عام 2017 قد يكون عاماً آخر من النمو المفرط في المعروض العالمي مثلما حدث في 2016». وأشارت أيضاً إلى أن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي ومزيداً من الانخفاض في الطلب بمناطق الاستهلاك الكثيف سابقاً مثل الهند والصين يعنيان أن الطلب على النفط لن يزيد على الأرجح في العام المقبل. وزادت: «يوجد حالياً القليل من الأدلة التي توحي بأن النشاط الاقتصادي مزدهر بدرجة كافية لتحقيق زيادة الطلب على النفط وأن أي حافز طرح في نهاية عام 2015 أو مطلع 2016 عندما كانت أسعار النفط أدنى من 30 دولاراً للبرميل انتهى الآن». وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن إنتاج النفط الخام العالمي قد يتقرر تثبيته عند مستويات تشرين الثاني، إذا توصل كبار المنتجين إلى اتفاق في 30 من الشهر. وأضاف نوفاك أنه يرى زيادة فرص التوصل لاتفاق عن ذي قبل، مشيراً إلى أن موسكو ستشارك في أي اجتماع بين دول «أوبك» والمنتجين من خارجها إذا عقد مثل هذا الاجتماع. وأكد الأهمية الشديدة للتوصل إلى اتفاق بخصوص الإنتاج في 30 تشرين الثاني مضيفاً أن روسيا ستفضل التثبيت. وتماسكت أسعار النفط مع تعافي الأسواق من صدمتها الأولية بعد إعلان فوز الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية على غير المتوقع، لكنّ المستثمرين ظلوا حذرين قبيل اجتماع «أوبك». وعوضت غالبية الأسواق الخسائر التي تكبدتها بعد الانتخابات وعادت للصعود مجدداً أمس. لكن سوق النفط تعاني تخمة كبيرة في المعروض، بينما يركز المستثمرون على اجتماع «أوبك» المقرر عقده في 30 تشرين الثاني الجاري. وصعد خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة 10 سنتات إلى 46.46 دولار للبرميل، في حين نزل الخام الأميركي الخفيف 10 سنتات إلى 45.17 دولار للبرميل. وتراجعت السوق بسبب زيادة 2.4 مليون برميل في مخزونات الخام الأميركية لتصل إلى 485 مليون برميل في الأسبوع الماضي، وفق تقرير إدارة معلومات الطاقة أول من أمس. وما زال المستثمرون يقومون أثر رئاسة ترامب على العرض والطلب في سوق النفط العالمية في الأمد الطويل. وأعلنت وزارة النفط العراقية في بيان على موقعها الإلكتروني أنها قررت إرجاء جولة تراخيص تتضمن 12 حقلاً نفطياً صغيراً ومتوسطاً، في ثلاث محافظات من 30 تشرين الثاني إلى منتصف العام المقبل. وزاد البيان: «تعلن وزارة النفط عن وجودة تغييرات جوهرية في الإعلان» الخاص بمشروع تطوير وإنتاج مجموعة من الحقول المتوسطة والصغيرة الحجم في محافظتي البصرة وميسان وفي وسط العراق.

مشاركة :