احتج آلاف الأميركيين في ولايات عدة على فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، أمس، وانتقدوا التصريحات التي أدلى بها خلال حملته في شأن المهاجرين والمسلمين وجماعات أخرى. وتظاهر آلاف المحتجين في مانهاتن، وهتف مئات تجمعوا في متنزه وسط المدينة «ليس رئيسي»، فيما أغلقت شرطة شيكاغو الطرق ما حال دون تقدم متظاهرين رددوا عبارات مثل «لا لترامب» و«أميركا لن تكون عنصرية» حاولوا التجمع خارج فندق ترامب في المدينة. وعبر المحتجون عن رفضهم الشديد لتعهد ترامب خلال حملته بإقامة جدار على الحدود مع المكسيك لمنع دخول المهاجرين غير الشرعيين إلى جانب سياسات أخرى اعتبر أنها ستؤثر على غير البيض. وتجمع مئات أيضاً في فيلادلفيا وبوسطن ويخطط منظمون لمسيرات في سان فرانسيسكو ولوس آنجليس وأوكلاند في كاليفورنيا. وقالت الشرطة في أوستن، عاصمة تكساس، إن حوالى 400 شخص خرجوا في مسيرة احتجاجاً على فوز ترامب. ولم يرد ممثل لحملة ترامب على الفور على طلبات للتعليق على الاحتجاجات، وفي وقت سابق أمس خرج حوالى 1500 من طلاب ومعلمي مدرسة ثانوية في مدينة بيركلي في منطقة خليج سان فرانسيسكو من الفصول الدراسية مرددين هتاف «لست رئيسنا» احتجاجاً على فوز ترامب. وكان مسلح فتح النار وسط مدينة سياتل أمس قرب موقع احتجاجات على فوز ترامب بالانتخابات بعد مشاجرة وأصاب خمسة أشخاص بجروح وأحدهم جروحه خطرة. وقال مساعد قائد شرطة سياتل روبرت ميرنر للصحافيين إن إطلاق الرصاص ليست له صلة في ما يبدو بالتظاهرات المناهضة لترامب، لكنه نتج عن مشاجرة شخصية ما». وفي سياق ردود الأفعال على فوز ترامب، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه طلب من مسؤولي الوزارة التعاون الكامل مع الإدارة المقبلة للرئيس المنتخب دونالد ترامب. وسعى باراك أوباما وشخصيات كبيرة في الحزب «الجمهوري» جاهداً إلى إصلاح العلاقات والوصول الى أرضية مشتركة مع ترامب بعد هزيمة مفاجئة للمرشحة التي اعتبرت أوفر حظاً هيلاري كلينتون. وقال كيري: «يجب أن لا تغيب القضايا المهمة التي تواجه الولايات المتحدة عن أنظار العاملين في الخارجية الأميركية»، مؤكداً أن «أحد الجوانب الجميلة للديموقراطية أن لدينا هذا الانتقال السلمي الرائع للسلطة، ونحن نفخر بذلك بشدة في الولايات المتحدة». وتابع: «سنبذل كل ما في وسعنا كما أصدرت تعليماتي لفريقنا للعمل مع الإدارة المقبلة للعمل بأقصى ما نستطيع من درجات الانفتاح وأن نقدم العون حتى يكون انتقال السلطة سلساً من دون أن تغيب عنا أي من القضايا الملحة أمامناً". وقال مسؤولو مخابرات حاليون وسابقون إن «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي ىي إيه) ستبدأ قريباً في إطلاع ترامب على نفس معلومات الأمن القومي عالية السرية التي يتم إبلاغ الرئيس باراك أوباما بها. وقال المسؤولون أمس إن «تقارير المعلومات ستشمل بعضاً من أدق الأسرار الحكومية، ومنها تفاصيل عمليات التجسس وطرق جمع المعلومات السرية كعمليات التنصت المثيرة للجدل التي تقوم بها وكالة الأمن القومي». وقال المساعد السابق لمدير «وكالة الاستخبارات المركزية» جون مكلوخلين: «أنا متأكد من أن وكالات الاستخبارات ستتعامل مع هذه الإحاطات باحترافية مطلقة». وأكد بيرني ساندرز الذي هزمته هيلاري كلينتون في السباق لنيل بطاقة الترشيح الديموقراطية الى الانتخابات، أمس، استعداده للتعاون مع ترامب من اجل «تحسين حياة عائلات العمال»، وقال إن «ترامب استغل غضب طبقة متوسطة تتراجع ولم تعد قادرة على تحمل المؤسسة الاقتصادية ولا المؤسسة السياسية ولا المؤسسة الاعلامية». وأضاف: «إذا كان ترامب يريد فعلاً تطبيق سياسات ترمي الى تحسين حياة عائلات العمال في هذا البلد، فانني الى جانب تقدميين آخرين مستعدون للعمل معه».
مشاركة :