ابن حميد من منبر الحرم : الوحدة الإسلامية المنشودة لا تتحقق بالشعارات والأمنيات

  • 11/11/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام اليوم أن المسلمين تحيط بهم معية الله وعنايته إذا اجتمعوا على ما أمرهم به من توحيده وحسن عبادته ، وكانوا يدا واحدة على من سواهم ، وكنفٌ الله ووقايتُه تحفظهم من الأذى والخوف والاضطراب ، فإذا تفرقوا زالت السكينة ، وأوقع الله بأسهم بينهم ، وفسدت أحوالهم ذلك أن الطاعة والجماعة هي حبل الله الذي أمر بالاعتصام به . ولفت إلى أن الكتاب والسنة أصلان ثابتان محفوظان لا عدول عنهما ، ولا هدى إلا منهما وبهما ، والعصمة والنجاة لمن تمسك بهما واعتصم بحبلهما وهما البرهان الواضح ، والفرقان اللائح بين المحق إذا اقتفاهما ، والمبطل إذا جفاهما. وأضاف قائلا: إن أمة الإسلام أمة مرحومة يحمل بعضهم بعضا، ويجير بعضهم كسر بعض ، داخلون بفضل الله ورحمته الجنة من أبوابها كلها، فمنهم من يدخل من باب واحد ، ومنهم من يدخل من أبواب ، ومنهم من يدخل من الأبواب كلها ولئن تنوعت منازلهم ومقاماتهم، فإنهم متحدون في منهجهم، ومقصدهم ، منهم المجاهدون ، ومنهم العلماء والدعاة ، ومنهم الولاة المصلحون ، ومنهم الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر ، ومنهم العامة المستقيمون على طاعة الله ورسوله يؤدون حقوق الأمة كما أمر بها الشرع ، ومن ثبت له اسم الإسلام والإيمان ثبتت له الحقوق، ولا تسقط إلا بيقين. وقال الشيخ صالح بن حميد أن المسلمين يؤمنون بأن هذه الوحدة المنشودة لا تتحقق بالشعارات والأمنيات ، ومجرد الدعوات والادعاءات ، وإنما تكون بإيمان الجميع إيمانا لا يدخله شك بأن وحدة الأمة هي ركن الإسلام ، وحفظ بيضته ، وحفظ أهله ، ولا يمكن أن تتحقق أهداف الأمة وغايتاها وأمنها وعلو شأنها وحفظ حرمتها وديارها إلا بها ، ولا جهاد على الحقيقة ، ولا كسر لشوكة الباطل ، ولا إعلاء لكلمة الله إلا بالوحدة واجتماع كلمة المسلمين ، ولا تستحق نصرة الله وعونه وتأييده وتسديده إلا بها ، وإيثارِها وبذل الغالي والنفيس لتحقيقها ، والحفاظ عليها. وأضاف :أنه بمنهج السماحة النبوية ، والحزم والعزم ، والرفق والعفو ، تأتلف القلوب المتناحرة ، وتتقارب النفوس المتباعدة ، والله هو المؤلف بين القلوب فإذا تحقق الإخلاص والسمع والطاعة ولزوم الجماعة وحسن النصيحة حينئذ لا يقوى على قلوب أهل الإسلام مرض ولا نفاق لأن إخلاص العمل لله ، ومناصحة ولاة الأمور ، ولزوم جماعة المسلمين ، هي التي تجمع أصول الدين وقواعد الائتلاف وتجمع حقوق الله وحقوق عباده وتنتظم بها مصالح الدنيا والآخرة. وتابع يقول : ما أنتج الذلَّ والمهانة إلا الفرقةُ والتحزبُ والتعصبُ ، وهو الذي أطمع في الأمة أعداءها ومكن من رقابها ، وهون أمرها ، وجعلهم حجة على الإسلام ومبادئه والفتن تقطع أوصال الدول ، وتورث الإحن ، لا تقيم حقا ، ولا تزيل باطلا ، والفوضى هي الباب إلى الظلم والتظالم، والفوضى تورث الفتن ، والفتن تؤدي إلى الفرقة ، والفرقة تؤدي إلى الهلكة والفناء والوحدة ائتلاف واجتماع ، وكل ما ينافي الائتلاف ، ويضاد الاجتماع ويوجد النفور فهو الطريق إلى الفرقة والتشتت والتشرذم. وأضاف يقول : لا ينكر وجود المذاهب والطوائف ، بل لا يتصور أن ينفك الناس عن الاختلاف مسلمين وغير مسلمين ، ولكن الذي ينكر هو العصبية المفرقة، والهوى المهلك . وأوصى فضيلته المسلمون بتقوى الله وأن يعلموا أن الأعداء يكيدون لأهل الإسلام شر الكيد ، ولا نجاة بعون الله وتوفيقه إلا بالوقوف صفا واحدا ، فهذا هو الجهاد الكبير ، والبعد عن الخضوع أو الركون ، وأن أعظم العدة بعد تقوى الله اجتماع الكلمة ووحدة الصف.

مشاركة :