التونسي الشادي الهمامي والسوري محمود المواس وأخيراً سيف الحشان، كلهم تحت مجهر العربي تمهيداً لضم ما تيسّر منهم خلال فترة الانتقالات الشتوية في يناير المقبلة. الأسماء الثلاثة الكبيرة فنياً وجماهيرياً سترتدي الشعار العرباوي. هذا ما يتردد حالياً في الشارع الرياضي بيد أن الخطوة برمّتها تبدو بمثابة محاولة للتكسب الانتخابي بالدرجة الاولى. فحسين عاشور عاد مجدداً الى الجهاز الاداري كنائب لرئيسه، مع العلم ان شقيقه الأكبر صالح عاشور تنتظره معركة «حامية الوطيس» في الدائرة الأولى لانتخابات مجلس الأمة. خطوة ناجحة من أبناء عاشور لشد الانتباه الى الفريق الأول لكرة القدم في النادي العربي الذي تشبعت جماهيره مرارة الهزائم والانكسارات، حتى وصل فيها الإحباط الى درجة عزفت معها عن حضور المباريات في الآونة الأخيرة. المواس الذي سبق له اللعب مع «الأخضر» مسجلاً حضورا جيدا، يملك رصيدا كبيرا من الشعبية لدى الجماهير العرباوية، وتمنح عودته الزخم المطلوب للجهاز الفني الصربي الجديد. اما الدولي التونسي شادي الهمامي فلا شك في انه يشكل الصفقة الأكثر أهمية بفضل الرصيد الفني الكبير الذي أبان عنه خلال السنوات الماضية مع «الكويت»، وتبدو بصمته واضحة على بطولات «العميد». المواس والشادي في كفة والقدساوي الحشان في كفة اخرى لدى الجماهير الخضراء. سيكون فصلاً جديداً من فصول الاثارة بين العربي والقادسية من الناحية الاعلامية، خصوصاً إذا صدقت الانباء عن موافقة الحشان على العرض العرباوي. وسنكون عندها امام اعادة لسيناريو قصة اللاعب السابق فيصل بورقبة، لكنها قد تكون «أعنف» من سابقتها. قصة بورقبة كانت وما زالت عالقة في الاذهان لدى جماهير القادسية بعد انتقاله الى العربي من دون موافقة ادارة «الاصفر»، مستغلاً القرار الذي اتخذه اتحاد كرة القدم في وقتها وسمح من خلاله لكل لاعب أن ينتقل الى أي نادٍ آخر في حال انسحاب فريقه من الدوري. وهي الخطوة التي أقدم عليها القادسية برئاسة عبدالمحسن الفارس في العام 1997 بعد إصرار الاتحاد على تطبيق نظام «الدمج» في الدوري. الحشان يملك حالياً قراره بنفسه بعد ان قرر الانتقال الى الشباب السعودي قبل موسمين من دون الرجوع الى نادي القادسية لكن لم يكتب النجاح لقصته مع «الليث» بسبب الاصابة التي تعرض لها. وبناءً عليه اضطرت الادارة الشبابية إلى التخلي عن خدماته. وبعد شفائه من الاصابة وعودته الى «المستطيل الأخضر»، أعلنها الحشان صراحة: لن ألعب بالمجان لأي نادٍ في الفترة المقبلة، في اشارة واضحة الى القادسية الذي رحب بعودته من دون مقابل. يعتبر حسين عاشور إدارياً «ذكياً»، وهو يعلم جيداً ماذا يعني ارتداء لاعب بقيمة الحشان الفانيلة الخضراء في الفترة المقبلة. يشير ذلك الى تحدٍ يفرض نفسه في وجه القادسية وجماهيره، مادياً وفنياً، ويعتبر رسالة الى العربي بأن عودة حسين عاشور الى الفريق تعني العودة الى المنافسة. وبغض النظر عن المكاسب الانتخابية التي يسعى إليها البعض من خلال الصفقة الثلاثية، فإن ضم الهمامي والمواس والحشان الى العربي من شأنه ان يمنح «دوري فيفا» جانبا كبيرا من الاهتمام الجماهيري والاعلامي، وقد يعطي حافزاً لعودة الجماهير العرباوية الى المدرجات، كما سيشكل استفزازاً الى الفرق المنافسة الاخرى. فهل تكون خطوة عاشور نكسة جديدة أم عهد جديد من البطولات؟
مشاركة :