قدم الكثير من العلماء تفسيرات عدة لآلية دوران القمر حول الأرض، ولكن لم تثبت أي من النظريات دليلاً لتُرسخ إلى جانب نظريات الكون وآليات عمله وكيف تكونت المجموعة الشمسية، إلا أن طلاباً من جامعة هارفارد قدموا تفسيراً بديلاً لأسباب دوران القمر بهذه الصورة. أجمعت غالبية النظريات أن جسم القمر كبير نسبياً مقارنةً مع كوكب الأرض الذي يدور حوله، والمكون من المواد نفسها على الأغلب، إلا أن المواد الغازية تبخرت منه منذ زمن، ما يجعله مختلفاً عن باق الأجسام في النظام الشمسي. وقالت أستاذة علم الأرض والعلوم الفلكية في جامعة كاليفورنيا سارة ستيورت، إن كل جسم في النظام الشمسي لديه كيمياءٌ مختلفة، بحسب ما جاء في مجلة "Nature". تقول نظرية تشكل القمر الاعتيادية أنه قديماً عند تشكل النظام الشمسي حدث الاصطدام العملاق، إذ اصطدم جسمان، قام الجسم الأكبر (الأرض)، برمي كمية من المواد التي امتصها القمر، وضع هذا الاصطدام نظام الحركة الزاوية للأرض والقمر ومنح الأرض نظاماً يومياً مدته 5 ساعات، وبعد آلاف السنين ابتعد القمر عن الأرض وأصبح أبطأ، لتصل الأرض إلى يوم مدته 24 ساعة. واكتشف العلماء هذا بمراقبة مدار القمر الحالي، لمعرفة آلية التغير المستمر لنظام الحركة الزاوية للأرض والقمر عبر المد والجزر بينهما. لكن تواجه هذه النظرية بعض المشاكل، أولًا، يشبه القمر الأرض كثيراً في ما يخص التركيب. ثانياً، تكون القمر من مجموعة مواد تدور حول خط استواء الأرض ويفترض أن تكون بمدار فوق خط الاستواء، لكن مدار القمر حالياً يميل عن خط الاستواء مما يعني وجود طاقةٍ أزاحته. وقدمت في أبحاث الدكتوراه بجامعة هارفارد الطالبة هاملتون دوغلاس وزميلها سيمون لوك، تفسيراً بديلاً، موضحين أن الأرض تبدو مائلة بزاوية 23.5 درجة، وأن القمر تحول من كويكب يدور في مدار استوائيّ إلى مدار يتبع النظام الشمسي ويتبع دوران الأرض حول الشمس. اقترح كوك وستيوار من جامعة هارفارد سنة 2012 أن الحركة الزاوية للنظام الأرضي القمري تتغير إلى النظام الأرضي الشمسي وهذا يسمح بمزيدٍ من التصادم النشيط في العملية، وبما أن الحركة الزاوية كانت مستنفذةً من قوى المد والجزر، ابتعد القمر عن الأرض إلى نقطة تدعى (نقطة انتقال الكوكب-LaPlace plane transition)، لتصبح قوى الجسمين أقل أمام قوة جاذبية الشمس، وذلك التفسير لتقليل من الحركة الزاوية للنظام الأرضي القمري للانتقال إلى النظام الأرضي الشمسي، لتصبح 24 ساعة بدلاً من ساعتين. وخلال عشرات ملايين السنين استمر القمر بالابتعاد ببطءٍ عن الأرض إلى أن وصل إلى نقطة انتقالٍ ثانية، نقطة (الكاسيني – the Cassini)، إذ انخفضت في هذه النقطة زاوية الميل بين مدار القمر ومدار الأرض حول الشمس إلى خمس درجاتٍ تقريباً لتضع القمر بمداره الحالي أبعد أو أقرب قليلاً.
مشاركة :