قال صحافي يعمل في محطة «آي راديو» الإذاعية التي تتمتع بشعبية في جنوب سودان وتأسست بدعم أميركي، أن السلطات أقفلت المحطة اليوم (الجمعة) في أحدث خطوة للضغط على الإعلام. وقال الصحافي البارز نيكولا منديل من الإذاعة في جوبا، والتي يعتمد عليها كثرٌ مصدراً للأخبار، أن مسؤولي الأمن أوقفوا البث من دون إبداء الأسباب. وأضاف أن «الأمن القومي أقفل آي راديو رسمياً لأجل غير مسمى»، وأن ثلاثة من ضباط الأمن «أقفلوا المحطة واستديواتها الثلاثة وأخذوا معهم المفاتيح». وتابع: «أمروا جميع الصحافيين بمغادرة المحطة على الفور»، مضيفاً أن مدير المحطة التنفيذي سيتوجه للقاء مدير الأمن القومي للحصول على تفسير. ولم يصدر بعد أي تعليق من مسؤولين في الحكومة. وقال مسؤول بارز أنه لا يعرف شيئاً عما حدث. وعلى رغم توقف البث، تم نشر أخبار على الموقع الإلكتروني للمحطة اليوم. وتبث إذاعة «آي راديو» على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع، وتعمل على توسيع بثها إلى أنحاء البلاد كافة، وتقدم برامج بالعربية والإنكليزية وبلهجات محلية. وبدأت المحطة البث في العام 2003 قبل استقلال البلاد في العام 2011 عن السودان، وانطلقت بكونها مشروعاً دعمته «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية»، وهي تصف نفسها الآن بأنها «محطة إذاعية مستقلة قائمة بذاتها». وكثيراً ما اشتكى صحافيون في جنوب السودان من مضايقات من السلطات خلال الحرب الأهلية التي اندلعت في كانون الأول (ديسمبر) 2013 بين الموالين للرئيس سلفاكير والمؤيدين لنائبه رياك مشار. وفي أيلول (سبتمبر) الماضي، أغلقت السلطات صحيفة «نيشن ميرور» من دون إعطاء أسباب، وإن كان ذلك أعقب تقريراً أعدته جماعة مقرها الولايات المتحدة عن إساءة زعماء البلاد استغلال أموال حكومية. ولا تزال الصحيفة مغلقة. وأغلقت صحيفة أخرى هي «جوبا مونيتور» موقتاً مرات عدة.
مشاركة :