سلطان النوه:مسرح الطفل يعاني من نقص الإمكانات!

  • 11/12/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ضيف «فن اليمامة» الكاتب والمخرج المسرحي وعضو جمعية الثقافة والفنون بالأحساء الأستاذ سلطان النوه، يتحدث لنا في هذا الحوار عن «مسرح الطفل» وعن ماذا ينقصه وإلى ماذا يحتاج..؟ ,, في البداية هل لدينا «مسرح طفل»؟ - بدون أدنى شك فمسرح الطفل حاضر بالمملكة ومن خلال عروض مسرحية مميزة ولكن تبقى إشكاليات كثيرة يحتاج إليها هذا النوع المهم والخطير من المسرح بعيداً عن العروض المرتجلة التي تقدم في المناسبات والأعياد وبعيداً عن من اتخذ هذا النوع من المسرح كفن سهل تقديمه بما أنه يقدم فقط للأطفال ومن هنا نجد الإشكال الأكبر. ,, ما الذي يحتاج إليه؟ - مسرح الطفل إذا ما أدركنا أهميته في بناء شخصية الطفل المتوازنة والمحبة والمخلصة التي من خلالها نبني المجتمع والوطن.. فمتى ما أدركنا قيمته كرسالة تربوية وتعليمية تنطلق من المدرسة ويحتفى به خارج أسوارها أدركنا كيفية وطعم نجاح العمل القائم على قواعد وأسس صحيحة. ويعاني مسرح الطفل من نقص في الإمكانات وعدم توافر الأسس التي يرتكز عليها المسرح من قاعات عرض مناسبة، ودعم مادي للإنتاج، ونقص في الخبرات، وتدني في التعليم، والتثقيف المسرحي فلا معاهد مسرحية، ولا دورات وورش كافية تقدم للمسرحيين.. لذا لا غرابة عندما نجد نوعاً من التشويه فيما يقدم من عروض مسرحية خاصة بالطفل، ويظل مقابل ذلك عروض مميزة رغم أنها قليلة بالنسبة للعروض المتدنية. ,, يمر مسرح الطفل بذات المعاناة التي يمر بها مسرح الكبار؟ - صحيح، فالمسرح واحد إذا ما اتفقنا على حاجة كلا النوعين إلى الإمكانات والمزيد من الاهتمام ولكن تبقى إشكالية مسرح الطفل فيما يحويه من محتوى يقدم لجمهور من الأطفال الصغار! فما يطرح على مسامعهم للأسف من بعض العروض كالكلمات والجمل المسيئة والمخجلة والألفاظ القبيحة غير المستحبة إضافة إلى السطحية في طرح المواضيع متجاهلين أو متناسين بأن الطفل يخزن في ذاكرته ما يقدم لهُ ويتلقاه كنموذج حي وقدوة يحتذى بها.. فمن هذا المنطلق على من يعمل في هذا الحقل المهم أن يعي أهمية، وخطورة هذا النوع من المسرح، وأن يُدرك بأن هناك ثلاث مراحل عمرية يمر بها الطفل وهي مرحلة الطفولة المبكرة، والمتوسطة، والمتأخرة، ولكل منها خصائص وسمات نفسية، وجسدية واجتماعية.. لذا علينا مراعاة ذلك وتحديد نوع الفئة المستهدفة من هذا العرض المسرحي المقدم. ,, قدمتم عروضاً مسرحية للطفل كيف كان أصداها خارج وداخل الوطن؟ - بالنسبة لتجربة مدينتي الأحساء فهي رائدة في مجال مسرح الطفل تحديداً، ففي عام 1976م انطلقت أولى العروض المسرحية الموجهة للطفل بمسرحية «ليلة النافلة» للمؤلف والمخرج عبدالرحمن المريخي «رحمه الله» الذي تم تصنيفه كرائد لمسرح الطفل بالمملكة والخليج وتم تكريمه في مهرجانات مسرحية محلية وخليجية وعربية، وقد أسس المريخي مسرح لطفل يتصف بالمتوازن والحيوي، وقدم من خلال مجموعة كبيرة من الأطفال الصغار الذين هم اليوم يقودون الحركة المسرحية بالمملكة مع بقية المسرحيين من مختلف مناطق المملكة، والمريخي بذلك أسس مدرسة لمسرح استفاد منه الأجيال السابقة وسوف تستفيد منها الأجيال المتعاقبة.. فمازالت مدرسته إلى اليوم تقدم الكثير من العروض المسرحية المميزة التي حصلت معظمها على جوائز مسرحية محلية وعربية ودولية. ,, ما المعاير التي يقبل على ضوئها النص المسرحي لطفل؟ - هناك معايير كثيرة أهمها الجانب التربوي من خلال أحداث وقصة العمل إضافة إلى الجانب اللغوي والتعليمي والتثقيفي كما والتطوير بالبحث عن رؤى وأفكار حديثة وغير مكررة أو مستنسخة إضافة إلى مراعاة المحاذير الدينية والاجتماعية. ,, حدثنا عن ذكرياتك وأهم برامج الأطفال التي كنت تتابعها وهل استفدت من ذلك في عملك؟ - لدي ذكريات مع مسرح الطفل تحديداً وكما أسلفت ونتيجة وجود توجه لدى المسرحيين بالأحساء لمسرح الطفل وتطويره مازلت على أثر ذلك أتذكر عديداً من عروض مسرح الطفل التي حضرتها وأنا طفل صغير قبل 35 عاماً وما زلت أتذكر تفاصيل تلك العروض وأحفظ إلى هذا اليوم أغنيات العمل وأحداثه، كما ومن عاش في تلك الفترة لا يسعه نسيان برامج الأطفال القيمة التي كانت تقدم على شاشات التلفاز، ولعل أهمها برنامج «أفتح يا سمسم» وبرنامج «المناهل» وغيرها من البرامج التي تقدم قيمة تعليمية وتربوية وثقافية افتقدناها اليوم. ,, ما العروض المسرحية التي علقت في ذاكرتك وتحلم في أن تكون هناك إمكانات لتنفيذ أعمال بضخامتها؟ - بالنسبة للمسرح أتذكر عروضاً مسرحية «فهمان والأغبياء» ومسرحية «الرسوم المتحركة» ومسرحية «البئر المسكون» وجميعها قدمت خلال الفترة من عام 1406 والى 1410 في الأحساء أتمنى إعادتها للأطفال من جيل اليوم والسبب في ذلك لما تحمله من فكر وتميز. ,, رسالة تحب توجهها لمن له علاقة بمسرح الطفل؟ - أن يخافوا الله تعالى فيما يتم تقديمه ويستشعرون قيمته وبأنه موجه لأطفالهم قبل كل شيء.

مشاركة :