قبل انطلاق كأس العالم للسيدات FIFA العام الماضي، استفتى موقع FIFA.com أنصار اللعبة عن أفضل هدف على الإطلاق في النهائيات. لم تتأخر النتيجة في الظهور وقد أسفرت عن فائزة واضحة. لم تكن الحركة التي قامت بها آبي وامباك في الواقع الأكثر مهارة أو الأكثر فنية بين الأهداف الخمسة عشرة المرشحة ضمن لائحة مصغرة. لكن رمزية ذلك الهدف وطريقة تسجليه والأثر الذي تركه حول العالم جعل له مكانة خاصة لدى أنصار اللعبة وتلخص صاحبة هذا الهدف تلك اللحظة بالقول "قوة هذا الهدف مدهشة. يقول لي الناس دائماً إنهم يتذكرون أين كانوا يتواجدون عندما تم تسجيل هذا الهدف." وامباك نفسها ليست مستعدة لنسيان تلك اللحظة، ولن تتلاشى ذاكرة تلك الأحاسيس التي سبقت وتلت كرتها الرأسية التاريخية. عاشت المهاجمة لحظات يأس عندما كانت الكرة في الجهة المقابلة من الملعب وكانت ترى الدقيقتين 120 و121 تمران بسرعة أمامها خلال مباراة الولايات المتحدة والبرازيل في الدور ربع النهائي. كان الحكم على وشك إطلاق صفارة النهاية وكان المنتخب الأمريكي الجنوبي الذي أذلّ وامباك وكتيبتها في الدور ذاته في نسخة عام 2007، يتقدم 2-1 وقاب قوسين أو أدنى من بلوغ نصف النهائي. كان فريق المدربة بيا سوندهاج قد سجل هدفاً مبكراً لكن الأمور تغيرت رأساً على عقب في الشوط الثاني عندما حصلت راتشيل فان هوليبيكي على بطاقة حمراء وتسببت بركلة جزاء ترجمتها مارتا من المحاولة الثانية لتعادل النتيجة. وعندما سجّلت النجمة البرازيلية الهدف الثاني بعد دقيقتين من بداية الوقت الإضافي، خشيت وامباك الأسوأ وقالت لشبكة "اي أس بي أن "كنت أفكر، لقد انتهى الأمر. فعندما يتم تسجيل هدف في الوقت الإضافي تكون قد حسمت المباراة. سيلجأ الفريق المنافس إلى الدفاع ونحن نلعب بعشر لاعبات. شعرت بأن كل شيء حول العالم ضدنا." لكن وامباك لم تستلم والأمر ينطبق على المدافعة كريستين رامبوني التي نجحت ببسالة في استعادة الكرة من البرازيليات اللاتي كن يحاولن إضاعة الوقت في الثواني الأخيرة. قامت رامبوني بتمرير الكرة إلى الأمام نحو آلي كريجر ومنها إلى كارلي لويد في وسط الملعب. كانت اللاعبات الأميركيات يتوجسن أن يطلق الحكم صافرته النهائية في أي لحظة وتتذكر وامباك وهي تصرخ "كارلي سددي الكرة نحوي! ولا تسدديها إلى الخارج!" ولحسن حظ المهاجمة في النهاية، لم تنفّذ لويد رغبتها بل مررت الكرة على اليسار نحو ميجان رابينو. لم تشارك رابينو أساسية ولم تترك أي انطباع بعد نزولها بديلة بعد 10 دقائق على بداية الشوط الثاني وتتذكر اللاعبة ذلك بقولها "في تلك اللحظة، كانت بيا تفكر بإخراجي من الملعب، بمعنى آخر أرادت الزج بلاعبة بديلة مكان لاعبة بديلة أخرى، لكني أنقذت نفسي بطريقة ما." فعلت لاعبة الوسط ذلك من خلال إحدى أفضل التمريرات الحاسمة في تاريخ نهائيات كأس العالم للسيدات. حتى في تلك اللحظة وقبل أن تشاهد الإعادات التي لا تعد ولا تحصى كانت وامباك منبهرة وقالت لموقع FIFA.com بعد المباراة "تلك التمريرة من رابينو قد تكون الأفضل طوال البطولة." وما يزيد من أهمية تلك التمريرة الخادعة والمتقنة من الجهة اليسرى نحو القائم الثاني أن رابينو قامت بذلك بواسطة قدمها الأضعف وقالت وامباك "تابعت مسار الكرة تماماً وأدركت بأن رابينو ربما عرفت مكان تواجدي هناك." أما صانعة الهدف فكانت صريحة وكشفت بأن الأمر لم يكن كذلك بقولها "كنت أتمنى لو كنت قادرة على توجيه الكرة من 45 ياردة بواسطة قدمي الضعيفة نحو آبي، لكني لم أفعل ذلك عمداً. كنت اعرف بأنها ستتواجد في تلك المنطقة لكني ما قلته في نفسي بأنه يتعين علي القيام بتمرير الكرة بأسرع وقت ممكن لأن صافرة النهاية كانت ستنطلق في أي لحظة وقد قمت بتسديد الكرة لأبعد مكان ممكن وقامت آبي بترجمتها (إلى هدف)." ما قامت به وامباك هو نجاحها في تقدير رحلة الكرة في الهواء التي خدعت مراقبتها دايان والحارسة البرازيلية أندريا لتزرع المهاجمة الأمريكية كرة رأسية قوية داخل الشباك. في تلك اللحظة قفز الجميع من مؤيدين ومحايدين من مقاعدهم تقديراً لأيقونة جديدة من الولايات المتحد هي وامباك. وقالت ميا هام لشبكة "اي أس بي أن "الركض بسرعة نحو كرة تسير في الهواء بسرعة يعني بأن حارسة مرمى المنتخب المنافس سيكون لها الكلمة الأخيرة. لكن أن تسدد الكرة بهذه التقنية لحظة خروج حارسة المرمى فهو أمر شجاع جداً." أما جائزة تلك الشجاعة فتمثلت بهدف أدخل صاحبته التاريخ الكروي للولايات المتحدة وساهم في تأجيل سقوط فريقها بالضربة القاضية. كانت الأمور شبه محسومة بالنسبة إلى وامباك في ركلات الترجيح التي تلت الهدف الذي سجلته وقالت في هذا الصدد "قلنا في قرارة أنفسنا، لقد حسمنا الأمر في مصلحتنا." ثم كشفت لاحقاً لموقع FIFA.com بأن ذلك الهدف كان "اللحظة الأكثر تأثيراً في حياتي." ولا شك بأن أهمية ذلك الهدف الدراماتيكي والرائع ظهرت مع مرور الوقت وتختم قائلة "تلك التسديدة الرأسية كانت لحظة حاسمة ليس فقط بالنسبة إلي وبالنسبة إلى مسيرتي بل لحظة حاسمة للفريق. في الولايات المتحدة تلك اللحظة ضد البرازيل عام 2011 وضعت كرة القدم للسيدات على الخارطة."
مشاركة :