سيجد اللاعب العراقي الشاب مهند عبد الرحيم نفسه في موقف لا يُحسد عليه. فقد انضم إلى صفوف نادي النصر دبي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وسرعان ما أثبت علوّ كعبه بتسجيل هدفين في ثلاث مباريات، بحيث اكتسب فوراً محبة الجماهير وتقديرها في دولة الإمارات العربية المتحدة. لكن بالنظر إلى أن العراق سيواجه المنتخب الإماراتي يوم الثلاثاء في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم روسيا FIFA 2018، سيضطلع عبد الرحيم بمهمة هزّ الشباك في إطار سعي أبناء الرافدين لحصد ثلاث نقاط مهمة للغاية من الإمارات التي أصبحت بمثابة بلده الثاني. ومن نافل القول أن هذه ستكون مباراة مصيرية بالنسبة للمنتخب الزائر بحيث أن الهزيمة فيها ستكون بمثابة صفعة قاسية. ونظراً لكون الفريق يوجد في جعبته ثلاث نقاط من أربع مباريات، يتوجّب على العراق الفوز في الموقعة المقبلة في أبوظبي. ومع انتصاف المنافسات، يدرك عبد الرحيم جيداً أن لا خيار أمام فريقه سوى النصر إن أراد الحفاظ على الآمال الضئيلة أصلاً. وقال ابن الثالثة والعشرين، الذي سجّل الأهداف الأربعة في الفوز المستحق برباعية نظيفة على تايلاند في المباراة السابقة: "بانتظارنا مباراة حاسمة أمام الإمارات. آمل أن نستفيد من زخم أدائنا أمام تايلاند ونحصد نتيجة طيبة. يجب أن نقدّم أداءً جيداً أمام أصحاب الأرض لنستعيد ثقتنا بأنفسنا ونعود إلى دائرة المنافسة على تذكرة تأهل إلى روسيا 2018". موهبة واعدة باعتباره أحد النجوم الصاعدين في سماء الكرة الآسيوية، ليس عبد الرحيم بحاجة إلى تعريف. فقد سبق أن فاز بجائزة أفضل لاعب في كأس الأمم الآسيوية تحت 19 سنة سنة 2012، ومن ثم تم تتويجه بلقب أفضل لاعب شاب في آسيا في نفس السنة، ثم استمر اللاعب العراقي الشاب في التألق خلال كأس الأمم الآسيوية تحت 23 سنة في قطر، ويُشهد له تسجيل هدف التعادل الحاسم أمام أصحاب الأرض والضيافة في مباراة تحديد صاحب المركز الثالث وهو ما أوصل البلاد إلى منافسات كرة قدم الرجال في نسخة هذا العام من دورة الألعاب الأوليمبية. وفي طريقه إلى أوليمبياد ريو 2016، أشار عبد الرحيم لموقع FIFA.com إلى مصدر إلهامه المتمثل بأسطورة كرة القدم العراقي أحمد راضي الذي سجّل الهدف الوحيد في تاريخ البلاد في كأس العالم، وكان ذلك في المكسيك 1986: "شخصياً أطمح للأفضل دائماً وأتمنى أن أسير على خطى المهاجمين الكبار في كرة القدم العراقية منذ جيل السبعينات وحتى وقتنا هذا. أنجبت الكرة العراقية الكثير من المهاجمين المتميزين مثل أحمد راضي وعلي كاظم وغيرهم الكثير، وأتمنى أن أحقق نجاحاً كبيراً كما فعلوا." ولذلك، اتجه عبد الرحيم إلى ريو 2016 وآمال كبيرة معقودة عليه. ورغم خروج المنتخب العراقي من دور المجموعات بعد الوقوع في فخ التعادل في المباريات الثلاث، أظهر اللاعب الشاب أنه رقم صعب أمام الجمهور العالمي. فبعد أن استهل أبناء الرافدين مشوارهم في البرازيل بتعادل سلبي أمام الدنمرك، نجح عبد الرحيم وزملاؤه في اقتناص تعادل بطعم الفوز من أصحاب الأرض وكاد هذا اللاعب المتألق أن يهزّ الشباك لولا أن القائم تكفّل بصدّ كرته وحماية عرين نيمار ورفاقه. وفي المباراة الثالثة، صنع عبد الرحيم هدف التعادل في اللقاء أمام جنوب أفريقيا. مجدداً كاد عبد الرحيم أن يُهدي فريقه هدف الفوز والعبور للدور التالي لولا تدخل خشب المرمى أيضاً. الفوز على تايلاند كان هاماً للغاية بالنسبة لنا. أبقى آمالنا حية. كما إني سعيد لتسجيل الأهداف والمساعدة في الفوز. توقّعت التهديف، ولكني لم أتوقع حصد أربعة. لم يكن ذلك ممكناً لولاً مساعدة زملائي مهند عبدالرحيم عنصر أساسي في المنتخب الأول ورغم أنه لم يتخطى الثالثة والعشرين من العمر، إلا أن عبد الرحيم راكم 28 ظهوراً مع المنتخب الأول سجل فيها 11 هدفاً أتت ستة منها في التصفيات الآسيوية المؤهلة لروسيا 2018. وكان منها اقتناص هدف الفوز من فيتنام في المباراة الأخيرة من الدور الثاني للتصفيات، وهو ما ضمِن عبور العراقيين للدور التالي كأحد أفضل الفرق التي احتلت المركز الثاني في مجموعاتها. كما افتتح سجل التهديف في المباراة الثانية في الدور الثالث أمام السعودية، إلا أن الخصم انتفض بقوة وحصد فوزاً بنتيجة 2-1. تحوّل عبد الرحيم إلى نجم اللقاء التالي أمام تايلاند، مُسجلاً هدفين في الشوط الأول ومثلهما في الثاني ويحصد العراقيون بذلك أكبر فوز في الدور الثالث من التصفيات الآسيوية حتى الآن، وهو ما شكّل دافعاً معنوياً كبيراً لهم قال عنه عبد الرحيم: "الفوز على تايلاند كان هاماً للغاية بالنسبة لنا. أبقى آمالنا حية. كما إني سعيد لتسجيل الأهداف والمساعدة في الفوز. توقّعت التهديف، ولكني لم أتوقع حصد أربعة. لم يكن ذلك ممكناً لولاً مساعدة زملائي". وختم حديثه بالقول: "كان حجم الضغوط علينا كبيراً لأن الهزائم في أول ثلاث مباريات انعكست علينا سلباً. إلا أننا أثبتنا أننا نتمتع بالقوة وقادرون على التعامل مع ظروف صعبة".
مشاركة :