تتجه أنظار الفلسطينيين، بشكل عام، إلى ما ستسفر عنه جولة الحوار الوطني الفلسطيني، التي تعقد اليوم الثلاثاء في العاصمة المصرية القاهرة، لما لها من أهمية كبرى يمكن البناء عليها لإجراء الانتخابات، التي تدخل مرحلة العد التنازلي والمقرر أن تنطلق في 22 مايو المقبل. وأوضح مسؤولون بالفصائل الفلسطينية لقناة الغد، أن جلسة الحوار هذه ستبحث انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، لدمج باقي الفصائل داخل إطار منظمة التحرير، وستناقش بصورة تفصيلية معايير تشكيل المجلس الوطني، وهل سيكون بالتوافق أو بإجراء الانتخابات المباشرة، وما هو العدد النهائي لأعضائه. كما سيناقش الحوار الاتفاق على برنامج سياسي فلسطيني توافقي يخرج الجميع من عنق الزجاجة على طريق بدء مرحلة فلسطينية جديدة عنوانها الوحدة والشراكة، ويتطرق الاجتماع أيضا إلى مناقشة تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، كي تتمكن كافة الفصائل من الدخول ضمن مبدأ الشراكة السياسية. ورأي مراقبون ومحللون سياسيون فلسطينيون، هناك العديد من العوامل والملفات التي لا تزال عالقة يجب أن يتم حلها لكى يتحقق للفلسطينيين النجاح وإزالة كل الغموض الذى يحيط بالملفات التي تطرح على حوار القاهرة. الكثير من الملفات عالقة وقال مدير عام المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية-مسارات، هاني المصري، إن الجميع يتمني النجاح لاجتماع القاهرة، خاصة أنه بعد أيام يفتح الباب لتقديم القوائم الانتخابية، ولا تزال الكثير من الملفات عالقة، أبرزها عدم الاستجابة إلى ما تمّ التوافق عليه في الاجتماع الأخير بالقاهرة، بالإجماع، بخصوص تخفيض الرسوم والتأمينات، وخفض سن الترشح، ورفع نسبة تمثيل المرأة، ومعالجة مسألة عدم المحكومية، واستقالات الموظفين الحكوميين والأهليين، مع أنها قضايا وثيقة الارتباط بتأمين حقوق الناخبين بالمشاركة في الانتخابات من دون وضع قيود تمس بحرية الانتخابات ونزاهتها. وأضاف المصري، لذلك لا تزال الفرصة سانحة لإجراء التعديلات و إزالة اللبس في قانون الانتخابات المعدل حول انتخاب رئيس دولة فلسطين في انتخابات السلطة الفلسطينية، ما يشكل مخالفة مباشرة لوثيقة الاستقلال التي جاء فيها أن الدولة للفلسطينيين أينما كانوا وللقانون الأساسي الذي ينظم عمل السلطة الفلسطينية. ولفت المصري إلى أنه لا يمكن إحياء المنظمة من دون إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الجامع، وهذا يقتضي الاتفاق أولًا، وقبل أي شيء آخر، على التمسك بالرواية التاريخية الفلسطينية للصراع وبالحقوق والأهداف الوطنية الفلسطينية، ومن ثم وضع خطة للتخلص من اتفاق أوسلو والتزاماته بأسرع وقت ممكن، على أساس أن هذا الاتفاق قزّم القضية وجزّأ الشعب وقسّم الأرض، وقدمت القيادة الفلسطينية فيه تنازلات جسيمة مقابل الاعتراف بها وبسلطة حكم ذاتي مقيدة بقيود غليظة من دون الاعتراف بأي حق من الحقوق الفلسطينية. ترتيب البيت الفلسطيني بينما رأى رئيس منتدى العلاقات الدولية للحوار والسياسات شرحبيل الغريب ، أنه حتى ينجح حوار القاهرة هذه المرة، لا بد من رفع الفيتو الإقليمي عن دخول حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في منظمة التحرير الفلسطينية بشكل واضح، ثم إن الركيزة الأهم تتمثل في وعي حركة “فتح” أنّ حالة التفرّد لم تعد مجدية. متابعا حديثه، وعليها احتضان الحالة الوطنية برمتها، وتقديم مرونة كبيرة، والاتفاق على برنامج سياسيّ جديد قائم على ترتيب أوراق المنظمة، وإعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني على أسس وطنية سليمة تتجاوز برنامج أوسلو. وأضاف الغريب، جولة حوارات القاهرة الحالية مفصلية بموازاة شعب عانى الاحتلال والانقسام، وما زال ينتظر الآن بصيص أمل جديد يبعث الروح في القضية الوطنية من جديد نحو ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، ليتفرّغ الفلسطينيون لمواجهة الاحتلال وتحقيق مستقبل مشرق نحو الحرية والعودة والاستقلال. جهود مصرية ونطلقت اليوم الجولة الثانية من الحوار الفلسطيني الفلسطيني في العاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة رئاسة المجلس الوطني ولجنة الانتخابات المركزية والأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، للبحث في بناء مرجعية وطنية، وإعادة بناء المجلس الوطني الفلسطيني، واستكمال وضع آليات واضحة تضمن نجاح مسار الانتخابات المقبلة التي ستبدأ أولى محطّاتها في 22 مايو/ أيار القادم. ويتطرق الاجتماع أيضا إلى مناقشة تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، كي تتمكن كافة الفصائل من الدخول ضمن مبدأ الشراكة السياسية. يذكر بأنه تم في التاسع من فبراير/ شباط 2021، توقيع اتفاق بين الفصائل الفلسطينية برعاية مصرية، على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني لأول مرة منذ نحو 15 عاما، كما اتفق على استكمال جلسات الحوار الوطني الفلسطيني ومناقشة الإجراءات المتعلقة بالانتخابات والمجلس الوطني.
مشاركة :